الاستخدامات غير الكهربائية للطاقة الجيوحرارية

ويندرج تحت هذا النوع من الاستخدامات الكثير من المسائل الطبية والزراعية والصناعية. ففي إيسلندا تستعمل المياه الساخنة في تدفئة البيوت بشكل رئيسي، اذ في العام ١٩٧٤ كان حوالي 50% من سكان إيسلندا يعتمدون على الطاقة الجيوحرارية في تدفئة منازلهم ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة في عام ١٩٧٩ الى 60% ثم الى 70% في عام ١٩٨٠، وهناك الاستخدامات الزراعية حيث تم تدفئة ١٤٠ دونا من البيوت الزجاجية الزراعية في عام ١٩٧٤، وفي نيوزيلندا تدخل مصادر البخار والماء الساخن في صناعة الورق وتجفيف الأخشاب وأعمال التدفئة والتبريد، وفي شيلي تستخدم في تحلية المياه المالحة وفي أعمال التعدين في مناجم النحاس، أما في هنغاريا فأنها تستعمل في تدفئة المنازل والمستشفيات والمصانع وتدفئة البيوت الزجاجية الزراعية وتجفيف المحاصيل وبعض الأغراض المناعية كصناعة الأغذية والمنسوجات والسيراميك والورق، أما في الفلبين فهناك خطط لاستعمال المصادر الجيوحرارية في انتاج الملح وفي الاتحاد السوفيتي تستعمل في تدفئة المنازل واذابة الجليد عن الطرقات، وفي كينيا يستعمل البخار المندفع من الأرض في تجفيف المحاصيل، وفي الجزائر تستعمل الينابيع الساخنة في الأغراض الطبية، وفي الولايات المتحدة تستعمل في أعمال التدفئة والتبريد.

يبلغ استعمال العالم من المصادر الجيوحرارية في مجالات الاستعمال غير الكهربائية حوالي ٢٢٧٦ ميغاواط أو ما يعادل ضعف كمية الطاقة الكهربائية المنتجة من هذا المصدر وان كان هناك من سبب لتفوق الاستعمالات غير الكهربائية على الانتاج الكهربائي فذلك لأن هناك العديد من الحالات التي يمكن استخدام الماء الساخن أو البخار فيها بشكل مباشر، فتدفئة المنازل مثلا لا تحتاج سوى تنقية مياه الينابيع الساخنة ومن ثم ضخها في أنابيب وتوزيعها على البيوت والمصانع والمستشفيات، وكذلك الأمر بالنسبة لتدفئة البيوت الزجاجية الزراعية أو تجفيف المحاصيل، والسبب الآخر وراء زيادة الاستعمالات غير الكهربائية هو أن الكثير من مصادر الطاقة الجيوحرارية توجد على شكل ينابيع مياه ساخنة درجة حرارتها أقل من درجة الغليان وبالتالي لا يتيسر استعمالها في توليد الكهرباء اا باستعمال التوربينات التي تعمل على الغازات العضوية بدل البخار. ولذا فقد يكون المناسب في هذه الحالة استعمال المياه الساخنة في الأغراض الأخرى عدا توليد الكهرباء لأن الأمر في النهاية لا يعدو أن يكون توفير الطاقة بأشكالها المختلفة لخدمة أغراض الانسان العديدة.