المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الاكسونات الكاذبة Pseudoexons
19-10-2019
الاتصالات والعلاقات العامة
19-4-2016
الاثار الناجمة عن الفيضانات
2-1-2016
تكامل Integration
3-11-2015
أي الحشرات تعيش في لحم الحيوانات الأليفة؟
13-4-2021
هل يمكن أن نُخلقُ من التراب ثانية؟
17-12-2015


افول المعتزلة  
  
1699   09:59 صباحاً   التاريخ: 25-05-2015
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : المذاهب الاسلامية
الجزء والصفحة : ص116-120
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / المعتزلة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-05-2015 3221
التاريخ: 25-05-2015 12817
التاريخ: 25-05-2015 1065
التاريخ: 25-05-2015 16357

 لقد ابتسم الدهر للمعتزلة في عصر أبي جعفر المنصور (136 ـ 158هـ)، وقد كان بينه وبين عمرو بن عبيد صلة وثيقة، ولمّا هلك المنصور لم يُر للمعتزلة بعد زمانه نشاط يُذكر، خصوصاً في أيّام المهدي؛ الّذي كان عدوّ المعتزلة، إلى أن أخذ المأمون زمام الحكم، وكان محباً للعلم والتعقّل، فنرى في عصره رجالاً من المعتزلة يتّصلون ببلاطه، وكان لهم تأثير بالغ عليه، ولمّا استفحلت دعوة المحدّثين إلى قدم القرآن، كتب المأمون (عام 218هـ) إلى إسحاق بن إبراهيم في امتحان القضاة والمحدّثين في خلق القرآن، فأحضر إسحاق بن إبراهيم المحدّثين، فأقرّوا بحدوث القرآن فخلّى سبيلهم، ثم أحضرهم مرة أُخرى، وبلغ عددهم إلى 26، فسأل عن عقيدتهم في خلق القرآن، فأقرَّ أكثرهم ـ تقية ـ بحدوث القرآن، إلاّ قليلاً منهم، وعلى رأسهم أحمد بن حنبل.

ثُمَّ دعا المنكرين مراراً، وفي كلِّ مرَّة يستجيب عدد آخر ويقرّ بحدوث القرآن، حتّى لم يبق منهم إلاّ أربعة أشخاص، فدعاهم إسحاق بن إبراهيم مرّة أُخرى، فأقرّ اثنان منهم بحدوث القرآن، وبقى شخصان ـ أعني: أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح ـ على قولهما، فشُدّا بالحديد وبُعثا إلى طرسوس وكُتب معهما كتاباً، فلمّا صار إلى الرّقة، بلغتهم وفاة المأمون، فأمر والي الرّقة بإرجاعهم إلى إسحاق بن إبراهيم، فأمرهم إسحاق بلزوم منازلهم، ثُمَّ أطلق سراحهم.(1)

ولمّا تسلّم المعتصم مقاليد الحكم، ضرب أحمد بن حنبل 38 سوطاً ليقول بخلق القرآن، وكان ذلك عام 219هـ.

وهذا هو المعروف بمحنة أحمد أو محنة خلق القرآن.

قضى المعتصم نحبه وخلفه ابنه الواثق (227 232هـ)، وكان للمعتزلة في عصره شوكة، ولمّا قضى الواثق نحبه قام مقامه المتوكِّل، فأمر الناس بترك النظر والبحث، وترك ما كانوا عليه في أيام الخلفاء الثلاثة، وأمر شيخ المحدِّثين بالتحديث وإظهار السنّة، ومن هنا أخذ نجم المعتزلة بالأُفول، وإقصائهم عن الساحة الفكرية، وفسح المجال للمحدّثين، وكانوا يجلسون في المساجد ويروون الأحاديث ضد الاعتزال ويكفّرون المعتزلة. سأل أحدهم أحمد؛ عمّن يقول: إنّ القرآن مخلوق، فقال: كافر، قال: فابن دؤاد؟ قال: كافر بالله العظيم.(2)

ثمّ إنّ ممّا أعان على انقراضهم، هو تشتّت مذاهبهم وفرقهم. فإنّ القوم تفرّقوا إلى مدرستين: مدرسة معتزلة بغداد، ومدرسة معتزلة البصرة، ولم تكن حتّى في نفس كلِّ واحدة منهما ـ وحدة في التّفكير، فصاروا فِرقاً تنوف على العشرين، وعند ذلك بلغوا الى درجة من الضّعف والانحلال، وإن كان ينجم بينهم رجال مفكّرون، كأبي عليّ الجبّائي (المتوفّى 303هـ)، وولده أبي هاشم (المتوفّى 321هـ).

وجاءت الضّربة الأخيرة من جانب أبي الحسن الأشعريّ، الّذي كان ربيب أبي عليّ الجبّائي وتلميذه، ورجوعه عن الاعتزال بالتحاقه بأهل الحديث، فقد رقى في البصرة يوم الجمعة كرسيّاً، ونادى بأعلى صوته: (من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني، فأنا أعرّفه بنفسي: أنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن، وأنّ الله لا تراه الأبصار، وأنّ أفعال الشّرّ أنا أفعلها، وأنا تائب مقلع، معتقد للردّ على المعتزلة، مخرج لفضائحهم ومعايبهم)(3).

فقد كان لرجوع من كان من أكابر تلاميذ أبي عليّ الجبّائي أثر بارز في النّفوس، وبذلك أخذ الدهر يقلب عليهم ظهر المجنّ، تقلّب لجّة البحر بالسفن المشحونة والفلك المصنوعة، بين بالغ إلى ساحل النّجاة وهالك في أمواج الدّهر.

هذا هو القادر بالله، أحد خلفاء العبّاسيين، قام في سنة (408هـ) بنفس العمل الّذي قامت به المعتزلة في عصر المعتصم والواثق. يقول الحافظ ابن كثير: وفي سنة (408هـ)، استتاب القادر بالله الخليفة، فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرّجوع؛ وتبرّأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنّهم متى خالفوا، أحلّ فيهم من النّكال والعقوبة ما يتّعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك، واستنّ بسنّته في أعماله الّتي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها؛ في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيليّة والقرامطة والجهميّة والمشبّهة وصلبهم وحبسهم، ونفاهم وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنّة في الإسلام.(4)

قال الخطيب: (وصنّف القادر بالله كتاباً في الأُصول، ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أصحاب الحديث، وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز، وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن، وكان الكتاب يُقرأ كلّ جمعة في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهدي، ويحضر النّاس سماعه).(5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ الطبري: 7/195 ـ 206، بتلخيص.

(2) تاريخ بغداد: 3/285.

(3) فهرست، ابن النديم، الفن الثالث من المقالة الخامسة، 231، وفيّات الأعيان: 3/275.

(4) البداية والنهاية: 12/6.

(5) تاريخ بغداد: 4/37 و38.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.