المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

حركات الكاميرا- ترافلينغ (Travelling) ونفس الكلمة تستخدم بالفرنسية)
30-10-2020
Atomic Elements
27-7-2020
حرمة صوم يومي العيدين فرضاً أو نفلاً.
19-1-2016
انواع المناقصات - المناقصات التعددية
2023-03-08
loopback
2023-10-07
Artificial Languages
2024-01-25


بيعة الناس للامام الرضا بولاية العهد  
  
4185   04:43 مساءً   التاريخ:
المؤلف : الشيخ عباس القمي.
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص371-373.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

لمّا قدم الرضا (عليه السلام) إلى مرو، اكرمه المأمون و رحّب به وجمع خواصّ أوليائه و أصحابه فقال: أيها الناس انّي نظرت في آل العباس و آل علي فلم أر أفضل و لا أورع و لا أحق من عليّ بن موسى بالخلافة، ثم التفت إلى الامام (عليه السلام) فقال له: إني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة و أجعلها لك و أبايعك .

 فقال له الامام الرضا (عليه السلام) : ان كانت هذه الخلافة لك و اللّه جعلها لك فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسكه اللّه و تجعله لغيرك، و ان كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك .

فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه لا بدّ لك من قبول هذا الأمر، فقال: لست أفعل ذلك طائعا أبدا، فما زال يجهد به ايّاما حتى يئس من قبوله، فقال له: فان لم تقبل الخلافة و لم تحبّ مبايعتي لك فكن وليّ عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.

فقال الرضا (عليه السلام) : و اللّه لقد حدّثني أبي عن آبائه (عليهم السّلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) انّي أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسمّ مظلوما تبكي عليّ ملائكة السماء و ملائكة الأرض، و أدفن في أرض غربة الى جنب هارون الرشيد ؛ فبكى المأمون ثم قال له : يا ابن رسول اللّه و من الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك و أنا حيّ؟ فقال الرضا (عليه السلام) : اما انّي لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت .

فقال المأمون: يا ابن رسول اللّه إنمّا تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك و دفع هذا الأمر عنك ليقول الناس انّك زاهد في الدنيا.

فقال الرضا (عليه السلام) : و اللّه ما كذبت منذ خلقني ربّي عز و جل و ما زهدت في الدنيا للدنيا و انّي‏ لأعلم ما تريد، فقال المأمون: و ما أريد؟ قال: تريد بذلك أن يقول الناس انّ عليّ بن موسى (عليهما السّلام) لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه، أ لا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة؟

فغضب المأمون ثم قال: انّك تتلقاني أبدا بما أكرهه و قد أمنت سطوتي فباللّه أقسم لئن قبلت ولاية العهد و الّا جبرتك على ذلك، فإن فعلت و الّا ضربت عنقك .

فقال الرضا (عليه السلام) : قد نهاني اللّه تعالى ان القي بيدي إلى التهلكة فان كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك و أنا أقبل ذلك على أنّي لا أولّي أحدا و لا أعزل أحدا و لا أنقض رسما و لا سنّة و أكون في الأمر من بعيد مشيرا ؛ فرفع (عليه السلام) يده إلى السماء و قال: اللهم انّك قد نهيتني عن الإلقاء بيدي إلى التهلكة و قد أكرهت و اضطررت كما اضطرّ يوسف و دانيال (عليهما السّلام) إذ قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه، اللهم لا عهد الّا عهدك، و لا ولاية لي الّا من قبلك، فوفقني لإقامة دينك و احياء سنة نبيك، فانّك أنت المولى و النصير، و نعم المولى أنت و نعم النصير ؛  ثم قبل ولاية العهد من المأمون و هو باك حزين و لما كان في غد و هو اليوم السادس من شهر رمضان المبارك كما يظهر ذلك من كتاب تاريخ الشرعيّة للشيخ المفيد هيّأ المأمون مجلسا عظيما و أجلس الامام الرضا (عليه السلام) على كرسيّ في جنبه و جعل له الوسادة و جمع الاكابر و الاشراف و السادة و العلماء و أمر ابنه العباس ان يبايع أوّل الناس، فبايع ثم بايع الناس عليّا الرضا (عليه السلام) ، و وضعت البدر و قامت الخطباء و الشعراء فجعلوا يذكرون فضل الرضا (عليه السلام) ، فأخذوا الجوائز، و ذكر اسمه على رءوس المنابر و ضربت السكك باسمه، و خطبوا تلك السنة على المنابر في المدينة و دعوا له و قالوا: وليّ عهد المسلمين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام):

ستة آباؤهم من هم‏                أفضل من يشرب صوب الغمام‏

و أمر المأمون أن يتركوا لباس السواد شعار العباسيين و يلبسوا اللباس الأخضر، و زوّج ابنته أمّ حبيب ايّاه و عقد ابنته الأخرى أم الفضل لابنه محمد التقي (عليه السلام) و زوّج اسحاق بن موسى ببنت عمّه اسحاق بن جعفر و حجّ بالناس في تلك السنة أخو الامام الرضا (عليه السلام) ابراهيم بن موسى بأمر المأمون .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.