أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016
3328
التاريخ: 10-8-2016
2908
التاريخ: 10-8-2016
3079
التاريخ:
4186
|
لمّا قدم الرضا (عليه السلام) إلى مرو، اكرمه المأمون و رحّب به وجمع خواصّ أوليائه و أصحابه فقال: أيها الناس انّي نظرت في آل العباس و آل علي فلم أر أفضل و لا أورع و لا أحق من عليّ بن موسى بالخلافة، ثم التفت إلى الامام (عليه السلام) فقال له: إني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة و أجعلها لك و أبايعك .
فقال له الامام الرضا (عليه السلام) : ان كانت هذه الخلافة لك و اللّه جعلها لك فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسكه اللّه و تجعله لغيرك، و ان كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك .
فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه لا بدّ لك من قبول هذا الأمر، فقال: لست أفعل ذلك طائعا أبدا، فما زال يجهد به ايّاما حتى يئس من قبوله، فقال له: فان لم تقبل الخلافة و لم تحبّ مبايعتي لك فكن وليّ عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.
فقال الرضا (عليه السلام) : و اللّه لقد حدّثني أبي عن آبائه (عليهم السّلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) انّي أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسمّ مظلوما تبكي عليّ ملائكة السماء و ملائكة الأرض، و أدفن في أرض غربة الى جنب هارون الرشيد ؛ فبكى المأمون ثم قال له : يا ابن رسول اللّه و من الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك و أنا حيّ؟ فقال الرضا (عليه السلام) : اما انّي لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت .
فقال المأمون: يا ابن رسول اللّه إنمّا تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك و دفع هذا الأمر عنك ليقول الناس انّك زاهد في الدنيا.
فقال الرضا (عليه السلام) : و اللّه ما كذبت منذ خلقني ربّي عز و جل و ما زهدت في الدنيا للدنيا و انّي لأعلم ما تريد، فقال المأمون: و ما أريد؟ قال: تريد بذلك أن يقول الناس انّ عليّ بن موسى (عليهما السّلام) لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه، أ لا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة؟
فغضب المأمون ثم قال: انّك تتلقاني أبدا بما أكرهه و قد أمنت سطوتي فباللّه أقسم لئن قبلت ولاية العهد و الّا جبرتك على ذلك، فإن فعلت و الّا ضربت عنقك .
فقال الرضا (عليه السلام) : قد نهاني اللّه تعالى ان القي بيدي إلى التهلكة فان كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك و أنا أقبل ذلك على أنّي لا أولّي أحدا و لا أعزل أحدا و لا أنقض رسما و لا سنّة و أكون في الأمر من بعيد مشيرا ؛ فرفع (عليه السلام) يده إلى السماء و قال: اللهم انّك قد نهيتني عن الإلقاء بيدي إلى التهلكة و قد أكرهت و اضطررت كما اضطرّ يوسف و دانيال (عليهما السّلام) إذ قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه، اللهم لا عهد الّا عهدك، و لا ولاية لي الّا من قبلك، فوفقني لإقامة دينك و احياء سنة نبيك، فانّك أنت المولى و النصير، و نعم المولى أنت و نعم النصير ؛ ثم قبل ولاية العهد من المأمون و هو باك حزين و لما كان في غد و هو اليوم السادس من شهر رمضان المبارك كما يظهر ذلك من كتاب تاريخ الشرعيّة للشيخ المفيد هيّأ المأمون مجلسا عظيما و أجلس الامام الرضا (عليه السلام) على كرسيّ في جنبه و جعل له الوسادة و جمع الاكابر و الاشراف و السادة و العلماء و أمر ابنه العباس ان يبايع أوّل الناس، فبايع ثم بايع الناس عليّا الرضا (عليه السلام) ، و وضعت البدر و قامت الخطباء و الشعراء فجعلوا يذكرون فضل الرضا (عليه السلام) ، فأخذوا الجوائز، و ذكر اسمه على رءوس المنابر و ضربت السكك باسمه، و خطبوا تلك السنة على المنابر في المدينة و دعوا له و قالوا: وليّ عهد المسلمين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام):
ستة آباؤهم من هم أفضل من يشرب صوب الغمام
و أمر المأمون أن يتركوا لباس السواد شعار العباسيين و يلبسوا اللباس الأخضر، و زوّج ابنته أمّ حبيب ايّاه و عقد ابنته الأخرى أم الفضل لابنه محمد التقي (عليه السلام) و زوّج اسحاق بن موسى ببنت عمّه اسحاق بن جعفر و حجّ بالناس في تلك السنة أخو الامام الرضا (عليه السلام) ابراهيم بن موسى بأمر المأمون .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|