المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الشيخ زين العابدين بن مسلم البافروشي
22-9-2017
St. Helena English: phonology Conclusion
2024-06-04
ذكر جمل لا بد من معرفتها في تفسير القرآن
5-05-2015
حقوق الأولاد
12-1-2016
شعر لصفوان بن إدريس
2-2-2023
النظام القانوني للعقد الإداري الإلكتروني
11-11-2021


فضل ابي الحسن الرضا (عليه السلام)  
  
3635   04:18 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص475-480.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

مناقب الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) رضا في المناقب و أمداد فضله متوالية توالي المقانب وموالاته محمودة المبادئ مباركة العواقب و عجائب أوصافه من غرائب العجائب و شرفه و نبله قد حلا من الشرف في الذروة و الغارب و صيت سؤدده قد شاع و ذاع في المشارق و المغارب فلمواليه السعد الطالع و لشانيه النحس الغارب أما شرف الآباء فأشهر من الصباح المنير و أضوأ من عارض الشمس المستدير و أما أخلاقه و سماته و سيرته و صفاته و دلائله وعلاماته و نفسه الشريفة و ذاته فناهيك من فخار و حسبك من علو منار و قدرك من سمو مقدار يجاري الهواء كرم أخلاق و يجاوز السماء طهارة أعراق لو ولج السماء شريف ولجها بشرفه أو طال الملائكة الكرام لطالهم بنفسه الزاكية و سلفه و فضلهم بولده و خلفه نور مشرق من أنوار و سلالة طاهرة من أطهار و غصن فخر من سرحة فخار و ثمرة جنية من الدوحة الكريمة العليا ونبعة ناضرة قويمة من الشجرة التي أصلها ثابت و فرعها في السماء أخباره (عليه السلام) كلها عيون و سيرته السرية كاللؤلؤ الموضون و مقالاته و مقاماته قيد القلوب و جلاء الأسماع ونزهة العيون ومعارفه الإلهية واحدة في العلم بما كان و ما يكون محدث في خاطره الشريف بالسر المكتوم والعلم المكنون ملهم بمعرفة الظاهر المشهور و الباطن المخزون مطلع على خفايا لا تتخيلها الأفكار و لا تخيلها الظنون جار من فضائله و فواضله على طريقة ورثها عن الآباء و ورثها عنه البنون فهم جميعا في كرم الأرومة و زكاء الجرثومة كأسنان المشط متعادلون فشرفا لهذا البيت العظيم الرتبة العلي المحلة السامي المكانة لقد طال السماء علاء و نبلا و سما على الثوابت منزلة و محلا و استوفى صفات الكمال فما يستثني في شي ء منه بغير ولا إلا انتظم هؤلاء الأئمة (عليه السلام) انتظام اللئالي و تناسبوا في الشرف فاستوى المقدم و التالي و نالوا مرتبة مجد هلك دونها المقصر و العالي و حين اقتسمت شمل مراتب السيادة كان لغيرهم السافل و لهم العالي كم اجتهد الأعداء في خفض منارهم و الله يرفعه و كم ركبوا الصعب و الذلول في تشتيت شمل عزهم و الله يجمعه و كم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله و لا يضيعه و مع كثرة عداتهم و تظاهر الناس عليهم و غلبة شناتهم و مدهم أيدي القهر إليهم لم يزدادوا على الاختبار إلا صبرا و احتسابا و على القتل و التشريد إلا إغراقا في الحمد و إطنابا و تحصيلا للأجر و اكتسابا و اعتزاء إلى أعلى منازل الطاعة و انتسابا حتى خلصوا خلوص الذهب من النار و سلموا في أعراضهم و أديانهم من العاب و العار فالولي و العدو يشهدان لهم بعلو المنصب و سمو المقدار.

قال فيه البليغ ما قال                  ذو العي فكل بفضله منطيق

وكذلك العدو لم يعد أن              قال جميلا كما يقول الصديق

وهذا الإمام الرضا هو لله سبحانه رضا و قد قضى من شرفه و مجده بما قضى و نصبه دليلا لمن يأتي و على من مضى فظهر من فضائله و أخباره و اشتهر من صفاته و آثاره ما كان أمضى من السيف المنتضى و أبى أن يكون هذا النعت الرضى إلا لذلك السيد المرتضى و لم أزل مذ كنت حدثا أهش لذكره و أطرب لما يبلغني من خلاله و سجاياه و سمو قدره فرزقني الله

وله الحمد أن أثبت شيئا من مناقبه و شاهدت بعين الاعتبار جملة من عجائبه و أعجبتني نفسي حين عرفت اختيارها في حالة الشباب و سرني أن عددت من واصفي فضله و فضل آبائه و أبنائه و لا منة عليهم فإن الواجب على العبد مدح سيده و وصف فخاره و سؤدده و الذب عنه بلسانه و يده.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.