المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تقسمات الأموال الزكوية.
5-1-2016
تثبيت "كوتريل" Cottrell locking
10-7-2018
أساليب اللامركزية الإدارية
25-9-2018
تحضير N-SulfonylMaleimide(N1)
2024-04-23
ناقض العهد كامرأة نكثت غزلها من بعد نسجه
27-11-2014
إبن دُريد
25-12-2015


احوال الطاهرة ام الرضا وخصوصية مولده(عليه السلام)  
  
3610   04:20 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص334-336.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / الولادة والنشأة /

روى ابن بابويه بسند معتبر عن عليّ بن ميثم انّه قال : اشترت حميدة المصفّاة- و هي أمّ أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)  و كانت من أشراف العجم، جارية مولّدة و اسمها تكتم‏  و كانت من أفضل النساء في عقلها و دينها و إعظامها لمولاتها حميدة المصفاة حتى انّها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالا لها .

فقالت لابنها موسى (عليه السلام)  : يا بني انّ تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها و لست أشكّ انّ اللّه تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل و قد وهبتها لك فاستوص بها خيرا .

فلمّا ولدت له الرضا (عليه السلام) سمّاها الطاهرة، قال : و كان الرضا (عليه السلام) يرتضع كثيرا و كان تامّ الخلق، فقالت : أعينوني بمرضعة، فقيل لها : أنقص الدّر؟ فقالت : لا اكذب، و اللّه ما نقص و لكن عليّ ورد من صلاتي و تسبيحي و قد نقص منذ ولدت‏ .

و روى أيضا بسند معتبر انّه : لمّا اشترت حميدة أمّ موسى بن جعفر (عليه السلام) أم الرضا نجمة ذكرت حميدة انّها رأت في المنام رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول لها : يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى فانّه سيولد به منها خير أهل الأرض، فوهبتها له و كانت نجمة بكرا لمّا اشترتها حميدة .

و روى أيضا بسند معتبر عن هشام انّه قال : قال أبو الحسن الأوّل (عليه السلام)  : هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم؟ قلت : لا، فقال : بلى قد قدم رجل فانطلق بنا إليه، فركب و ركبنا معه حتى انتهينا إلى الرجل فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق، فقال له : أعرض علينا، فعرض علينا تسع جوار كلّ ذلك يقول أبو الحسن (عليه السلام)  : لا حاجة لي فيها .

ثم قال له : أعرض علينا، قال : ما عندي شي‏ء، فقال له : بلى أعرض علينا، قال لا و اللّه ما عندي الّا جارية مريضة، فقال له : ما عليك ان تعرضها؟ فأبى عليه، ثم انصرف (عليه السلام) ثم انّه أرسلني من الغد إليه، فقال لي : قل له : كم غايتك فيها؟ فإذا قال : كذا و كذا، فقل : قد أخذتها.

فأتيته فقال : ما أريد أن انقصها من كذا و كذا، قلت : قد أخذتها و هو لك، فقال : هي لك، و لكن من الرجل الذي كان معك بالأمس؟ فقلت : رجل من بني هاشم، فقال : من أيّ بني هاشم؟ قلت : من نقبائهم، فقال : أريد اكثر منه، فقلت : ما عندي اكثر من هذا، فقال : أخبرك عن هذه الوصيفة : انّي اشتريتها من أقصى بلاد المغرب، فلقيتني امرأة من اهل الكتاب، فقالت : ما هذه الوصيفة معك؟ فقلت : اشتريتها لنفسي.

فقالت : ما ينبغي أن تكون هذه الوصيفة عند مثلك، انّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده الّا قليلا حتى تلد منه غلاما يدين له شرق الأرض و غربها.

قال : فأتيته بها فلم تلبث عنده الّا قليلا حتى ولدت له عليّا (عليه السلام) ‏ .

روى في الدرّ النظيم عن اثبات الوصية عن أبي هارون (عليه السلام) انّه قال : لمّا ابتاعها اي تكتم جمع قوما من أصحابه ثم قال : و اللّه ما اشتريت هذه الأمة الّا بأمر اللّه و وحيه، فسئل عن ذلك، فقال : بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي و أبي و معهما شقّة حرير فنشراها، فإذا قميص و فيه صورة هذه الجارية .

فقال : يا موسى ليكوننّ من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك، ثم أمراني إذا ولدته أن أسمّيه عليّا و قالا لي : انّ اللّه تعالى يظهر به العدل و الرأفة طوبى لمن صدّقه و ويل لمن عاداه و جحده و عانده‏ .

و روى الصدوق بسند معتبر عن نجمة أمّ الرضا (عليهما السّلام) انّها قالت : لمّا حملت بابني عليّ لم‏ أشعر بثقل الحمل و كنت أسمع في منامي تسبيحا و تهليلا و تمجيدا من بطني فيفزعني ذلك و يهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئا ؛ فلمّا وضعته وقع على الأرض واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه الى السماء يحرّك شفتيه كأنّه يتكلّم، فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر (عليهما السّلام) فقال لي : هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك، فناولته ايّاه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى، و دعا بماء الفرات فحنّكه به ثم ردّه إليّ، و قال : خذيه فانّه بقيّة اللّه تعالى في أرضه‏ .

 و روى ابن بابويه بسند معتبر عن محمد بن زياد انّه قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول : لمّا ولد الرضا (عليه السلام) : إنّ ابني هذا ولد مختونا طاهرا مطهرا و ليس من الأئمة أحد يولد إلّا مختونا طاهرا مطهرا، و لكن سنمر الموسيّ عليه لإصابة السنّة و اتباع الحنفية .

و كان نقش خاتمه (عليه السلام)  : ما شاء اللّه و لا قوّة الّا باللّه و على رواية : حسبي اللّه .

 يقول المؤلف : لا منافات بين هاتين الروايتين لأنّه كان للامام (عليه السلام) خاتمان أحدهما لنفسه و الآخر لأبيه وصل إليه، كما روى الشيخ الكليني عن موسى بن عبد الرحمن انّه قال : سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن نقش خاتمه و خاتم أبيه (عليه السلام) قال : نقش خاتمي : ما شاء اللّه و لا قوّة الّا باللّه  و نقش خاتم أبي حسبي اللّه و هو الذي كنت أتختّم به‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.