أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-05-2015
5680
التاريخ: 23-10-2014
5429
التاريخ: 9-05-2015
6120
التاريخ: 24-11-2015
5616
|
الناس في الفهم والإدراك مستويات مختلفة، ودرجات متفاوتة، والقرآن
جاء لهم جميعا فهو على درجات. فليس كل هؤلاء الناس يفهمون كل ما في القرآن، ففيه
آيات عامة يفهمها الجميع يبنى عليها قواعد الدين وسائر الأحكام، وهناك آيات خاصة
لا يفهمها إلا الراسخون في العلم الذين حصلوا على مرتبة من المعرفة، وهم متفاضلون
في فهمهم للقرآن.
فقال
سبحانه وتعالى : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا
اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران : 7] «و ربما يعتبر البعض من علماء الأحناف وبعض المفسرين
أن الواو استئنافية في قوله تعالى {وَالرَّاسِخُونَ} وبذلك يلغون مسألة فهم القرآن
بالنسبة لمن وصل إلى مرتبة من العلم والفهم والدراية والمعرفة، بينما يخالفهم
علماء الجمهور فيقفون على كلمة العلم ويعتبرون الواو عاطفة.
فمن
مفسري الشيعة ذهب لذلك الطبرسي في مجمع البيان فاعتبر الوقوف على كلمة العلم
والواو عاطفة، وفسّر المحكم بالذي لا يحتمل إلا وجها واحدا من التأويل، والمتشابه
الذي يحتمل اكثر من وجه وقال : ولذلك كان الصحابة لا يتوقفون في تفسير شيء من آي
القرآن. وكان عبد اللّه بن عباس إذا قرأ هذه الآية يقول : (أنا من الراسخين في
العلم وكان الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) يقول كان رسول اللّه (صلى الله
عليه واله وسلم) : «أفضل الراسخين في العلم قد علم جميع ما أنزل اللّه عليه من
التأويل والتنزيل وما كان اللّه تعالى لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله، وهو
وأوصيائه من بعده يعلمونه كله». (1)
فموقف
المؤمن أن ينظر إلى الآية دون استعجال في الحكم عليها من أي نوع فإذا فهمها اخذ ما
فيها من رؤى وأفكار وبصائر وعمل بها، وإن لم يفهم الآية وقف عندها، ولا يحق له أن
يضيف عليها شيئا من عنده، ولا يحاول أن يعطي تأويلا بدون علم، بل لا بد عليه من
الرجوع إلى أهل العلم والمعرفة والذكر والسؤال منهم، كما يقول سبحانه : {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ
كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النحل : 43]
وعلى
الإنسان المؤمن أن يتحرز جيدا بالوقوف عند المتشابه ولا يتجاوزه بل يقف على المحكم
كي لا يؤدي ذلك التجاوز إلى خلط في المفاهيم والأفكار وعدم معرفة الحق من الباطل.
والمتشابه
لا يعني وجوده في القرآن خلل في الصياغة، أو فساد في اللفظ، أو المعنى. فليس ذلك
يرقى إلى القرآن فهو كتاب محكم، وقد تم إحكامه وصياغته من لدن خبير حكيم. كما انه
لا يعني أن هناك آية من آيات القرآن لا يمكن معرفة معناها بطريق من الطرق، فالآيات
المتشابهة ربما تحمل وجوها مختلفة تستلزم خفاء معنى مراد فعلينا أن نجدّ في البحث
عنه، وهذا ما يؤكد عظمة القرآن وإعجازه، فقد تكون هناك حكمة وفلسفة معينة من وراء
وجود ذلك في القرآن فما هي تلك الحكمة يا ترى ؟
_______________________
1. نحو
تفسير علمي للقرآن ص 50 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|