المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حالات التنفيذ المباشر لقرارات الادارة
1-4-2016
أرمينية الصغرى.
2023-11-04
مرض العفن الابيض على الخضر
13-11-2016
جسم أسود Black body
28-5-2017
Promotion to subject General characteristics
2023-04-28
تركيب السكان
2-6-2016


الزوج والمكنة المالية  
  
2049   12:04 صباحاً   التاريخ: 24-2-2021
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور إسلامي
الجزء والصفحة : ص213-216
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

مر بنا اننا ناقشنا الصفات المثالية كيف يختار الرجل زوجته المناسبة وكيف تختار المرأة زوجها المناسب، وقد اعتمدنا في هذا على ما حسنه الشرع المقدس واثبتته التجارب الصحيحة السليمة، أما الأمور التي اهدرها الشارع في الكفاءة فهي المال واللون والقبيلة المنزلية الاجتماعية فكل هذه الاعتبارات مهدرة ولا تخدش عقد الزواج، أما المال فليس له تلك الاهمية في نظر الشريعة المقدسة كونه مقياسا يجب ان يختبر به الزوج، وقد بين ذلك الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله (الكفء ان يكون عفيفاً وعنده يسار)(1) واليسار في اللغة: هو الغنى، والغنى هو الكفاية والكفاف(2).

وإذا كان الزوج مكتفيا فهو في نظر الاسلام كفء للمسلمة اما الزيادة على ذلك بان يكون ذا ثراء، ويملك العقارات وما شابه ذلك، فهذا لا يكون له في نظر الشريعة حساب، ذلك لان السعادة التي يريدها الاسلام للأسرة لا تتوقف على الثراء بل النقيض في ذلك. فعلى النقيض من ذلك من التقادير نرى المال يكون سبباً لاختلال العيش، وفقدان البيت الزوجي نظامه التربوي. فرب الاسرة منهمك في البحث عن الربح، وهو غارق في التفكير بكل ما يجلب له الزيادة، وينمي ما عنده فتراه لا يفتر عن العمل ومع هذه الحال متى سيفرغ لصغاره وبيته؟ وكيف ستجد الزوجة في كنف مثل هذا الجشع طعم الحنان الزوجي، والتعاطف الروحي؟

واليسار في كلام الإمام (عليه السلام) الذي يفسره اللغويون بالكافية ليس المقصود منه وجود المال الفعلي بان يكون مالكا فعليا للمال والنقد، بل الكفاية هي القدرة على الانفاق، ولو بأن يكون للزوج عمل يتقاضى بموجبه مرتبا يمكنه من القيام بما يمليه عليه الواجب من الانفاق على اسرته والإسلام لا يريد من الزوج أن يمد يد الذل إلى الآخرين ليحصل من طريق الاستجداء لقمة العيش فقد جاء في الصحيح عن جابر بن عبد الله (الانصاري) عن رسول الله  (صلى الله عليه واله) انه قال : (الا اخبركم بشر رجالكم؟ فقلنا: بلى. فقال: ان من شر رجالكم: البهات، البخيل، الفاحش، الاكل وحده، المانع رفده، الضارب اهله، وعبده، المُلجئ عياله الى غيره، العاق والديه)(3).

بل يهيب به ان يشق طريقه في هذه الحياة مرفوع الرأس ليعمل، ويجهد وليحصل من وراء جهده مالاً حلالاً ليهنأ بالعيش الرغيد هو وأسرته.

يقول أحد الرواة : (استقبلت الإمام الصادق (عليه السلام) في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر فقلت : جعلت فداك حالك عند الله عز وجل وقرابتك من رسول الله  (صلى الله عليه واله) وانت تجهد نفسك في حمل هذا اليوم فقال لي : (يا عبد الاعلى خرجت في طلب الرزق لأستغني به عن مثلك)(4).

ويحدث محمد بن المنكر عن الامام الصادق (عليه السلام) فيقول : ( ما كنت أظن ان علي بن الحسين (عليه السلام) يدع خلقاً أفضل حتى رأيت ابنه محمد بن علي فأردت أن أعظه فوعظني، فقال له اصحابه : باي شيء وعظك؟ فقال : خرجت الى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة. فلقاني أبو جعفر محمد بن علي (عليه السلام) وكان شيخاً باديا ثقيلا وهو متكئ على غلامين اسودين. او مولوين فقلت في نفسي : سبحان الله شيخ من اشياخ قريش في هذه الساعة على مثل هذه الحالة في طلب الدنيا اما اني لأعظنه. فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي بنهر وهو يتصبب عرقاً. فقلت : اصلحك الله شيخ من اشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا أرأيت لو جاءك اجلك، وانت على هذه الحال؟ فقال : لو جاءني الموت، وانا على هذه الحال جاءني. وانا في طاعة من طاعات الله عز وجل اكف بها نفسي، وعيالي عنك. وعن الناس وانما كنت اخاف لو جاءني الموت وانا على معصية من معاصي الله فقلت : صدقت يرحمك الله اردت ان اعظك فوعظتني)(5).

فبهذه الروح العالية يواجه الامام الباقر (عليه السلام) من يعيب عليه الخروج في طلب الكسب فهو (عليه السلام) يترفع ان يمد يد الطلب والاستجداء لغير الله سبحانه وتعالى فلا يريد لنفسه، وعياله ان يكونوا عالة على الاخرين.

ولذلك نراه اطلق على الكسب في سبيل القوت (عنوان الطاعة لله) وفي مورد اخر نراهم (عليهم السلام) يطلقون على العمل لأجل اعانة العيال بانه (الجهاد الأكبر) كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)(6). وكذلك قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر وتطفئ غضب الرب، ومهور الحور العين، وتزيد في الحسنات والدرجات)(7). واذا كان الاسلام يهيب بالرجل ان يعمل ليستغني بعمله عن التسكع، وهو فرد فكيف يسمح له أن يتحمل المسؤولية الزوجية، وهو كَلٌّ على الآخرين، وهو ضعيف ثقيل على جيوب الناس.

مراعاة لهذه النقطة الدقيقة نجد المشرع الإسلامي يكفل للزوجة حقوقها لو تخلف زوجها عن الانفاق، فيسمح لها أن ترفع أمرها إلى الحاكم الشرعي ليبلغ الزوج بضرورة القيام بما يؤمن لها العيش اللائق بحالها وعند عدم الاستجابة من جانبه يقوم الحاكم بحكم ولايته الشرعية بفك عرى هذا الزواج لتذهب الزوجة بعد ذلك فتشق طريقها لتختار من يكفل لها السعادة بما فيها النفقات المالية.

وقد فسر العلماء حديث الرسول (صلى الله عليه واله) (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج..)(8) ان المقصود بالباءة هو نفقات الزواج وامكان اغاثة الرجل للمرأة والإسلام ، ويشترط في صحة عقد النكاح استمرار قدرة الرجل على الانفاق ولكن الناس ينظرون في الرجل الان الى كثرة المال لا مجرد الكفاف والغنى عن الناس، وذلك بعد تعاظم الحياة المادية، وانفتاح الاساليب المذهلة للاستمتاع بالحياة واقتناء الزينة التي لا تقف عند حد في أثمانها أو أشكالها... والمؤمنون فقط من يسألون عن طالب الزواج الغني كيف اكتسب ماله؟. وذلك لأن وسائل الكسب قد فسدت في العصر الراهن وأصبحت المغامرات والرياء وبيع الأعراض والذمم والرشاوى من أعظم وسائل الكسب في الجاهلية الحديثة. ولا شك ان كل فتاة تريد السعادة الحقيقية يجب أن تعلم من أين اكتسب المتقدم للزواج بها ماله؟!.

فالرجل الشريف العفيف نظيف اليد هو أولى الناس بأن يؤسس بيتاً قائماً على الاستقرار والسعادة، أما أصحاب الدخول والاحوال القذرة فانهم يتعاملون مع زوجاتهم بنفس تعاملهم مع الدينار والدرهم ويقدرونهن بقدر منافعهم المادية فقط ، وباختصار تصبح المرأة عندهم كالسلعة تماماً.

_________________________

1ـ وسائل الشيعة : ج14، الباب 28، ح5، ص52.

2- مجمع البحرين: 4/579.

3- وسائل الشيعة : ج2، الباب7، ح2، ص34.

4- المصدر نفسه : ج17، الباب4، ح2، ص20.

5- المصدر نفسه : ج12، الباب4، ح1، ص19.

6- مستدرك الوسائل : 13/49.

7- مستدرك الوسائل : 13/49.

8- مستدرك الوسائل : 14/ 153.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.