أهمية الخدمات في حياة المدن:

تزداد أهمية الخدمات وتتنوع وتتعد أشكالها في المدينة بزيادة نو حجم المدينة على اختلاف أشكالها، والمهم بمكان توضيح أن الخدمات لا يمكن حصرها وجعلها مقتصرة على المدينة والمراكز الحضرية فقط بل توجد في القرى والأرياف خدمات ولكنها لا تتعدى الخدمات البسيطة البدائية والتي تعتمد على النشاط الزراعي فقط وتستفيد من تلبية احتياجاتها من المدينة أومن اقرب مركز حضري لها، وتبدو أهمية الخدمات في حياة المدينة من خلال أهميتها في حياة سكان المدينة إذ لا يستطيع الإنسان الحضري الاستغناء عنها ولو بأبسط صورها، ومن خلال أهميتها في قيام الأنشطة البشرية (الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية والثقافية والحضارية) فضلا عن إمكانيتها على التخفيف من صعوبة الحياة القياسية وتذليل الصعوبات ودورها في رفع المستوى المعيشي للسكان كما لها الدور الكبير في اجتذاب السكان والحث على الهجرة نحو لمدن للاستفادة من الخدمات كما الاحتفاظ على سكان المدينة من الهجرة، وبفضل أهمية الخدمات وتنوعها بتشكيلة متميزة وترابطها واعتماد البعض منها على البعض الاخر وإمكانية إكمال الواحدة للأخرى من حيث تقديم الخدمات بكفاءة عالية أصبحت للمدينة أهمية كبيرة كتجمع سكاني عن بقية التجمعات الأخرى التي عهدها الإنسان وابتكرها والسبب يعود إلى توفر الخدمات وتنوع المؤسسات التي تقدم تلك الخدمات وعد البعض منها ذات صفة مركزية لتصبح المدينة بؤرة تجمع وتركز للسكان لوجود ا لخدمات من داخلها أومن خارجها الأمر لذي يؤدي إلى نوها وتطورها وتقدمها وتكون الصورة عكسية عندما تنعدم الخدمات في المدينة بعضها أو اغلبها أوقد تكون موجودة لكنها غير قادرة على تامين الخدمات بصورة صحيحة من حيث (الكفاءة والكفاية) حتى تصبح المدينة مركزا طاردا غير مستقطبا وطاردا للسكان وبالتالي تكون بطيئة النمو وقليلة السكان وتكون قريبة للموت أكثر والاضمحلال تاركة أطلال مدينة، وتتضح أهمية الخدمات في المدينة للإنسان كونه يحتاج لها وهو جنين في بطن أمه (9) أشهر وهي فترة غير قليلة تزور إلام ا لمستشفى وعيادات الأطباء والصيدلية لمتابع حالة الطفل واحتياجاته وصحته فضلا عن صحتها وسلامتها إلى أن يحين موعد الولادة والتي تكون في المستشفى في مكان مخصص لذلك له (حرمه وخصوصية وطبيعة وصفات خاصة عن بقية المركز الأخرى في المستشفى) وبعد ولادته يبدأ باستهلاكه للخدمات المتنوعة وحتى وفاته هو يطلب الخدمات وهي خدمة دفن الأموات في أماكن خاصة (المقابر)، وبين ولادته وحتى مماته وحسب العمر المكتوب له من الخالق القدير أن يعيشه ترتبط حياته بالطلب على الخدمات وكأنه إنسان قد ولد قبل هذا الوقت ب50- 60 سنة، فهو بحاجة للطعام والشراب والدواء والصرف الصحي ثم ينمو ويزداد طلبه على الخدمات كرياض الأطفال والتربية والتعليم والثقافة والرياضة والسياحة والترفيه والحاجيات الكمالية كالسيارة والأثاث والمنزل المناسب، فضلا عن دور الخدمات والتي تقدمها مؤسسات خاصة ومتخصصة بتقديم نوع واحد من الخدمات في زيادة ساعات الراحة لدى الإنسان واعتماد على هذه المؤسسات بالتزود بها بصورة مباشرة كمؤسسات تزويد الطاقة الكهربائية للمدينة ومؤسسات تزويد الماء الصالح للشرب ومؤسسات تقديم الخدمات الترفيهية والصحية والثقافية. . الخ.

كما تشجع الخدمات منخفضة الكلفة سكان المدينة على استهلاكها بصورة دائمة الطلب عليها بصورة منتظمة والاهتمام بها حرصا عليها من فقدانها أو تعرضها للقصور وعدم الكفاءة والكفاية لكافة سكان المدينة وكلما تنوعت الخدمات زاد الوعي لدى السكان وتوفر الإمكانيات للإبداع والابتكار والتطور وتبدو لخدمات ذات أهمية فاعلة في الحياة والتقليل من مساوئها والتخفيف من همومها ومشاكلها التي تزداد بزيادة حجم المراكز العمرانية وتوسعها وتقل وتنعدم المشاكل كلما صغر حجم المدينة، فالخدمات المتوفرة المتنوعة أعطت للإنسان الحرية في الاستفادة منها كل حسب المستوى المعيشي له فيما أذا كانت المدينة قد دخلت الخدمات فيها على أوسع أبوابها إذ يستطيع الإنسان الأكل خارج المنزل في المطاعم والفنادق كما ويستطيع النوم في الفنادق الراقية والسفر لها بدل اعتياده النوم في منزله أو عند سفره للسياحة أو ممارسة نشاطاته الخاصة كالتجارة أو العلاج ويستطيع غسل وكوي ملابسه في محلات خاصة بها خارج منزله ويستطيع إرسال أطفاله إلى الحضانة ورياض الأطفال لتربية أولاده بدل أن يبقى في المنزل لتربية الأولاد وتعليمهم ويستطيع مشاهدة الأفلام والعروض المسرحية بدل الجلوس أمام شاشة تلفازه كما يمكن الحصول على ساعات الترفيه في مؤسسات تقدم الخدمات الترفيهية العالمية بدل الترفيه والترويح في حديقة منزله التي اعتاد الجلوس فيها يوميا، كما وتساهم الخدمات في توفير فرص عمل جيدة ولمختلف المستويات في صنوفها وأنواعها وأشكالها في المدينة من خلال قدرتها على جذب الأيدي العاملة الماهرة وغير الماهرة للعمل فيها ودورها فيض من البطالة التي المجتمعات التي حلت فيها الآلة الميكانيكية محل الأيدي العاملة وقللت فرص العمل فضلا عن دورها في دعم الاقتصاد المحلي والإقليمي للبلد وذلك للعائدات الكبيرة التي تعود به الخدمات المقدمة للسكان والتي تتطلب دفع رسوم مالية معينة بصفة دورية سواء أكانت يومية أو أسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية أو سنوية فا لخدمات ا لتعليمية تساعد على توفير إفراد متعلمين من أدباء ومثقفين وأطباء واقتصاديين ومحامين كما وتساهم خدمات النقل في إمكانية توفير فرص النقل المريح لنقل الأشخاص من مكان لأ خرفي المدينة بأقصر وقت ممكن وأكثر أمانا وراحة، وخدمات السكن تساهم في توفير فرص الاستقرار و السكن الأمن والمريح.