تحظى الخدمات بأهمية كبيرة ومتميزة من قبل سكان المدن في الآونة الأخيرة ويعود السبب في ذلك لتزايد حاجة الإنسان لتلك الخدمات وخاصة بعد التطور في مستوى التحضر الذي تعيشه المجموعات البشرية وتطور التقنيات والأساليب المستخدمة في تقديم وتوفير تلك ا لخدمات فضلا عن اختلاف وتباين مستويات أصنافها في المكان، في وقت كانت أهميتها مقتصرة على دراسة الجوانب الهندسية والإنشائية والتصميمية لمراكز تلك الخدمات(كالصحية، التعليمية، الترفيهية، الصرف الصحي، الماء والكهرباء... الخ).

ونتيجة لتسارع نمو المدن وتطورها وارتفاع مستويات ا لتحضر ا لذي جعل أمر توفر الخدمات بأشكالها وأنواعها المتنوعة أمرا ضروريا وأساسيا بل أصبح توافرها من مقاييس ومعايير وسمات التحضر الذي تمر به الدول، والمهم في ذلك يجب أن تكون الخدمات بكفاءة وكفاية ونوعية وكمية كمعايير تطور حضاري وتكنولوجي على اعتبار أن المظهرين يرتبطان بأهمية وجودها.

وقد برز عن هذه الأهمية المتزايدة بالخدمات دراسات متعددة لاختصاصات مختلفة ومن وجهات نظر علمية متنوعة، فالخدمة في مفهوم الجغرافيا مختلف اختلافاً كبيراً عنه في الاختصاصات والفروع الأخرى وخاصة مجال جغرافية المدن الأقرب إلى دراسة المدينة ووظائفها، ويمكن الوقوف عند أبرز المفاهيم حول لخدمات وهي:

1- الخدمات: هي عمل موجه بشكل مباشر لتلبية حاجات أو رغبات أشخاص أو شخص بعينه (يطلبها أو يحتاج لها) وذلك حسب الذوق أو الطلب فقد تكون هذه الخدمات (مادية أو غير مادية).

2- الخدمات: أي نشاط أو منفعة يستطيع طرف ما تقديمها للأخر وتكون غير ملموسة أي غير مادية ولا ينتج عنها تملك أي شيء لا يرتبط توفيرها بإنتاج مادي.

3-  الخدمات حسب تعريف د. فتحي محمد مصلحي: عمل مفيد يستهدف تحسين نوعية الحياة للفرد والمجتمع وينتج غالبا سلعا غير مادية، لأنه غالبا يقدم خبره ومهارة فئات مدربه علميا وعمليا إلى عامة الشعب والى هيئات وشركات محلية أو إقليمية أو عالمية.

4- الخدمات حسب تعريف كرونروس: هي عبارة عن أنشطة تدرك با لحواس وقابلة للتبادل وتقدمها شركات أو مؤسسات معينة مختصة بتلك الخدمات أو باعتبارها مؤسسات خدمية.

5- الخدمات حسب وجهة نظر ا لدكتور خلف ا لد ليمي على إنها أنشطة تمارسها الدولة (قطاع حكومي) أو مؤسسات غير الدولة (قطاع خاص) لتوفير منافع معينة لإشباع حاجات ورغبات الناس دون تحقيق مكاسب مادية ملموسة لهم أي تحقيق منافع علمية وصحية وعقلية ونفسية وذهنية وبدنيه وبيئية وتقنيه للإنسان والتي تسهم في ديمومة عطاءه ورفع كفاءة أداءه من خلال توفير مستلزمات الحياة الأساسية التي تحقق الصحة والأمان، ويتفاوت مفهوم الخدمات بين الاختصاصات الأخرى لاتجاهين رئيسيين هما:

1- الاتجاه الأول: يعتمد على طبيعة مخرجات الإنتاج ويؤكد الطبيعة غير المادية كمنتجات الخدمة وتصنف الخدمات فيها إلى: (النقل والمواصلات، التمويل والتأمينات والعقارات وخدمة الأعمال وخدمات المجتمع الاجتماعية والشخصية) .

الاتجاه الثاني: (يعتمد على طريقة الإنتاج وتعريف الخدمات على أنها إلا نشطة غير التصنيعية أو التعدينية أو ا لزراعية).

غير أن الخدمات لا يمكن وضعها في قالب خاص لتعريف محدد بل أنها مرنه وتفهم من وجهات نظر مختلفة وذلك حسب نظام الدولة والسياسة القومية وطرق تصنيعها فضلا عن نوعية المدخلات والمخرجات فيها ومدى ا لاستفادة منها المباشرة وغير المباشرة مادية وغير مادية ملموسة وغير ملموسة على المدى القريب أو المدى البعيد حجمها وصعوبة فصل التكاليف المعدة لقيامها عن صافي تكلفة السلعة الواحدة ناهيك عن الاختلافات الجوهرية في تصنيف الخدمات و فصلها عن الوظائف بين دولة وأخرى وذلك حسب تشريعاتها القانونية وأهمية تلك الخدمات ونوعيتها والأفراد المستفيدين منها ومستوياتهم.