السؤال : في إحدى الحواريات على هذه الشبكة العنكبوتية طرحت مسألة توقيفية آيات القرآن الكريم.

فهل ترتيب آيات القرآن الكريم أمر توقيفي؟

أم أنها مسألة اجتهادية من قبل الصحابة ومغتصبي الخلافة؟

وكيف يمكن لنا أن نفسر التغير المفاجئ في سلسلة الآيات كما هو الحاصل في آية التطهير؟

وسؤال آخر مولانا: في كثير من النقاشات والحواريات حول آراء البعض يلجأ الإخوة المؤمنون إلى الهجوم الشخصي على صاحب الأفكار بل إن بعضهم لا يتورعون عن مهاجمة مقلديه وتعليلهم أن مقلدي البعض بدأوا بالهجوم. فهل هذا جائز شرعاً؟

وما هي نصيحتكم مولانا لهم؟

الجواب :

1 ـ أما الهجوم الشخصي على صاحب الفكرة، فإنه إذا كان من شأنه أن يضيع الحق، وأن يصد الناس عن الاستماع إليه، فإنه يكون على خلاف ما أمر الله به من الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن المشكلة هي أن البعض يرى أن مجرد الإلماح إلى أن فلاناً أخطأ، جريمة عظيمة، وأنه سباب وشتائم، يحلل له كل محرم، ويجيز له كل محظور..

أما الهجوم على مقلدي ذلك البعض، خصوصاً الغافلين منهم عن حقيقة الأمر، فلا أرى له مبرراً، إذا كانت الحجة لم تقم عليهم بعد..

2 ـ وأما بالنسبة للسؤال عن سياق الآيات في آية التطهير، فنقول: قد ذكرنا في كتابنا: «أهل البيت عليهم السلام في آية التطهير» أن سياق الآيات يدل على لزوم أن تكون آية التطهير في نفس المكان الذي هي فيه، ولو زالت من مكانها لوقع الخلل في كتاب الله سبحانه، فراجع ذلك الكتاب(1)[84]).

3 ـ أما بالنسبة للسؤال عن آيات القرآن.. فقد ذكرنا في كتابنا: «مختصر مفيد»(2)[85]) بعض ما يفيد في الإجابة على هذا السؤال.

وأما بالنسبة للالتزام بعلمية الحوار، والابتعاد عن الشخصنة، فالسبيل إليه هو وقوف جميع الأطراف عند الحدود الشرعية..

والحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

________________

(1) أهل البيت في آية التطهير ص61 ـ 74.

(2) مختصر مفيد ج4 ص46 ـ 83.