المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة ثرب
9-12-2015
ما نوع الطعام الذي تقدمه الزنابير ليرقاتها؟
1-3-2021
تسمية الألكانات الحلقية
2023-09-11
حكم من اغتسل من الماء ثم خرج منيّ آخر منه.
23-1-2016
الفعل المبني للمجهول
23-02-2015
الاقتدار والهداية
8-1-2016


لماذا جاءت عبارة «الْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ» منصوبة لا مرفوعة؟ لماذا لم يأت ما بعدها منصوباً مثلها؟ كيف سيختلف المعنى لو كانت عبارة «الْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ» مرفوعة؟  
  
2217   08:32 صباحاً   التاريخ: 20-1-2021
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج6 - ص 97
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / القرآن الكريم / القرآن /

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً}( سورة النساء الآية 162)..

أ: لماذا جاءت عبارة «الْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ» منصوبة لا مرفوعة؟!

ب: لماذا لم يأت ما بعدها منصوباً مثلها؟!

ج: كيف سيختلف المعنى لو كانت عبارة «الْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ» مرفوعة؟!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

الجواب:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

بالنسبة للسؤال عن إعراب كلمة «الْمُقِيمِينَ»..

نقول: إن كلمة: «الْمُقِيمِينَ» منصوبة بفعل مقدر، ككلمة «أَخُصُ»، أو ما بمعناها. وهذا النوع من التقدير معروف، ومتداول عند أهل اللسان في الموارد المشابهة.

وأما دوافع اختيار هذه الطريقة في البيان، فهي مختلفة بحسب الموارد، ولا شك في أن التعبير عن شدة الاهتمام بالمنصوب بالفعل المقدر، وبيان حساسيته، وتمييزه عما عداه هو الأمر الظاهر والعنوان العام لهذا النوع من البيانات..

وإذا أردنا أن نقترب إلى مضمون هذه الآية، فإننا نقول:

إن إقامة الصلاة إقامة حقيقية وواقعية، وتامة، لا يمكن أن تكون إلا من المعصوم، وربما يشير إلى ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}( سورة المائدة الآية 55)..

حيث اعتبرت هذه الآية أن للولاية ثلاثة أركان تعتمد عليها، وترتكز إليها، هي:

1ـ فعل الإيمان عن قصد واختيار، حيث قال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا}.. ولم يقل: والمؤمنون.. إذ إن كلمة «وَالمُؤْمِنُونَ» لا تشير إلى الإختيار والقصد، والالتفات والمعرفة بالإيمان، حيث يحتمل أن يكون الإيمان قد جاءهم بالوراثة العفوية، التي لا تحتاج إلى مبررات قصد، ومرجحات اختيار.. بخلاف قوله:{وَالَّذِينَ آمَنُوا}..

2ـ إقامة الصلاة عن قصد واختيار، والتفات، وتعمد لهذه الإقامة.. حيث قال: {يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ}، ولم يقل: يصلون. لأن الإنسان قد يفعل الصلاة، وتسقط عنه، ولكنها صلاة يشعر بالاضطرار إلى أدائها، ويقوم إليها بدون حماس ورغبة ، بل باستثقال، ويؤديها بدون توجه، وخالية عن الروحانية، وليس لها أي أثر في حياته.

ولذلك لا تجد آية في القرآن تقول: صلوا. بل الآيات بصورة عامة تأمر بإقامة الصلاة. وإقامتها تعني تجسدها، وحضورها، وبعث القوة والنشاط فيها، وبعث نفحات القوة فيها، لتصبح متماسكة، وظاهرة للعيان.

والمعصوم هو القادر على إقامتها بصورة حقيقية بحيث تكون تامة القوة، ولا تعاني من أي وهن أو ضعف في أي من أجزائها وأركانها..

3ـ أن يؤتي الزكاة، ولكن بحيث يكون هذا الإيتاء من تجليات تلك الصلاة، وفي حال حضورها وقيامها بصورة عملية، حضوراً فاعلاً ومؤثراً..

فلا يكون إيتاء الزكاة مجرد إعطاء للمال الذي قد يكون الباعث له أسباب مختلفة، بل لابد أن يكون إيتاءً ظاهر البواعث والمناشئ، واضح الغايات والأهداف، متمازجاً مع النفحات الروحية، وزاخراً بها، بل فانياً فيها.

وهذا لا يكون إلا من مثل الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه..

ولأجل ذلك نلاحظ: أن أخطر قضية، وأعظم مقام، بعد مقام النبوة الخاتمة، قد منح لأمير المؤمنين استناداً إلى هذه الأمور الثلاثة، والتي هي نتيجة للعلم الإلهي والزهد والانقطاع إلى الله، وتصفيته وتزكية النفس والروح..

ولم ترد إشارة في هذا المورد بالذات إلى علي عليه السلام، ولا إلى تضحياته، وجهاده، ومناقبه، وفضائله، وكراماته، وزهده و.. و.. الخ. فإن العلم الغزير، والكثير، قد لا يكون هو الأمر الفاصل، في أمر الإمامة، وقد ألمح القرآن إلى ذلك الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها..

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}( سورة الأعراف الآية 175)..

وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}( سورة الجاثية الآية 23)..

كما أن كل جهاد وكل تضحية ، وكل زهد وتوكل، وكل كرامة ومقام، فإنما هو مرتكز إلى تلك العناصر الثلاثة، ومنبثق منها، ومن جهة أخرى فإنه لا يمكن إيكال الأمر إلى الإيمان بما هو مجرد إيمان، ولو كان وراثياً وعفوياً، على غير معرفة وقصد، ومن دون ترجيح واختيار له، بل هو يحتاج إلى الصلاة والزكاة لتقويته وترسيخه، وبثه في كل كيان الإنسان ليسكن في كل وجوده، ويستقر في عمق وجدانه، وفطرته ومشاعره، وكيانه، ويكون هو العين التي يبصر بها، والأذن التي يسمع بها، واليد التي يبطش بها..

وهكذا يقال بالنسبة للإيمان باليوم الآخر.. وسائر ما ذكرته الآية.

فظهر بذلك أهمية إقامة الصلاة، ولزوم توجيه الأنظار إلى هذا الأمر وخطورته وقيمته، فصح أن يقول في الآية الكريمة التي هي مورد البحث: «الْمُقِيمِينَ» بالنصب على تقدير «أخص: الْمُقِيمِينَ»..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.