المتغير العسكري:

يعد المتغير العسكري من أكثر العوامل والمؤثرات على العلاقات الدولية التقليدية ودوره كحكم للنصر والخسارة واضح جداً، وطالما تبقى الحرب الملجأ الأخير للصراع الدولي فإن القوة العسكرية مسألة حيوية من أجل البقاء ، لذلك منحت لها القيمة الكبرى في العلاقات الدولية، وبما إن القوة العسكرية وسيلة للسياسة الدولية، لذلك تتقاسم الخصائص مع الوسائل الأخرى، وإن كان غرضها الأساس الدفاع عن أهداف الدولة بوساطة التأثير على التوجهات والأدوار للدول الأخرى (1)، إذ أن القوة تشكل القاعدة الأساسية لظهور الأدوار، كما تمثل حجر الزاوية في تحديد أبعادها ،إذ إنها تعتبر انعكاساً لمجموعة من العناصر تتحدد أهميتها بحسب ما هو متوافر منها من جهة، وبدرجة تفاعلها مع بعضها البعض، والقدرة على إدارتها من جهة أخرى، و وفقاً لذلك تتفاوت الدولة في درجة قوتها، فمن المعروف إن الدول غير متساوية من حيث الموقع والمساحة والسكان ومن حيث العدد والتركيب والموارد الطبيعية، وكذلك من حيث القدرة التكنولوجية العسكرية ودرجة الاعتماد على العالم الخارجي (2)، وكما إن المتغير العسكري لا يتميز بطابع الثبات النسبي كالذي تتميز به العوامل الأخرى لكونه عرضه للتغير المفاجئ وهناك الكثير من الأمثلة على تغير قوة الدولة تبعاً للوسائل العسكرية وتغير الاستراتيجية، لأن أسلحة الحرب تتبدل بسرعة والأساليب الاستراتيجية تتغير أيضاً مما يجعل القوة العسكرية غير ثابتة ومستقرة، إلا أن قوة المتغير العسكري دون اقتصاد قوي وتكنولوجيا متطورة في الوقت الحاضر ليس لها معنى، إذ أن القوة العسكرية تعتمد أساساً على الاقتصاد..

_____________

(1) سعد حقي توفيق، مصدر سابق، ص 177.

(2) أعياد عبد الرضا عبدال، مصدر سابق، ص6.