أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
2216
التاريخ: 26-3-2021
3072
التاريخ: 15-11-2016
1503
التاريخ: 13-1-2021
1450
|
منافرة عبد المطلب وثقيف
قال الكلبي: كان لعبد المطلب بن هاشم مال [1] بالطائف يقال له ذو الهرم [2] فادعته ثقيف وجاءوا فاحتفروا، فخاصمهم فيه عبد المطلب إلى الكاهن بالشام يقال [3] عزّى سلمة [4] العذرى، وخرج مع عبد المطلب نفر من قومه وكان معه ولده الحارث ولا ولد له يومئذ غيره وخرج [5] الثقفي الذي يخاصم عبد المطلب واسمه جندب بن الحارث في نفر من ثقيف فساروا جميعا، فلما كانوا في بعض الطريق نفد ماء عبد المطلب وأصحابه، فطلب عبد المطلب إلى الثقفيين أن يسقوه من مائهم فأبوا، فلما بلغ من القوم العطش كل مبلغ وظنوا أنه الهلاك نزل عبد المطلب وأصحابه وأناخوا إبلهم وهم يرون أنه الموت، ففجر الله لهم عينا من تحت جران [6] بعير عبد المطلب، فحمد الله عبد المطلب على ذلك وعلم أنه من الله تعالى فشربوا من الماء ريّهم وتزودوا منه حاجتهم، قال: ونفد ماء الثقفيين فطلبوا إلى عبد المطلب أن يسقيهم، فقال له الحارث ابنه: والله لئن فعلت لأضعن سيفي في إهابي [7] ثم لأنتحين عليه حتى يخرج من ظهري، فقال له: يا بني! اسقهم ولا تفعل ذلك بنفسك، قال: فسقاهم عبد المطلب، ثم انطلقوا إلى الكاهن وقد خبأوا له خبيئا وهو رأس جرادة فجعلوه في خربة [8] مزادة [9] وعلقوه في قلادة كلب لهم يقال له سوّار، قال:
فلما أتوا الكاهن إذا هم ببقرتين/ تسوقان بحزجا [10] بينهما كلتاهما توأمة [11] تزعم أنه ولدها، وذلك أنهما ولدتا في ليلة واحدة فأكل النمر إحدى البحزجين فهما يرأمان [12] الباقي، فلما وقفتا [13] بين يدي الكاهن قال: هل تدرون ما تقول هاتان البقرتان؟ قالوا: لا، قال: يختصمان في هذا البحزج ويطلبان بحزجا آخر ذهب به ذو جسد أربد وشدق رمع [14] وناب معق [15] وحلق صعق [16] ، فما للصغرى في ولد الكبرى من حق، فقضى به لكبرى من البقرتين، فلما ذهبتا
من عنده أقبل على عبد المطلب وأصحابه فقال: حاجتكم؟ قالوا: إنا قد خبأنا خبيئا فأنبئنا عنه، قال: نعم، خبأتم لي شيئا طار، فسطع فتصوّب [17] فوقع فالأرض منه بلقع [18] ، قالوا: لاده [19] أي بيّن، قال: هو شيء طار، فاستطار ذو ذنب جرار، ورأس كالمسمار [20] ، وساق كالمنشار، قالوا: لاده قال: إن لاده فلاده [21] ، هو رأس جرادة، في خربة [22] مزادة، في عنق سوار ذي القلادة، قالوا له: قد أصبت، فانتسبا له وقالا له: أخبرنا في ما اختصمنا، قال: أحلف بالضياء والظلم، والبيت ذي الحرم، أن المال [23] ذا الهرم، للقرشي ذي الكرم، قال، فغضب الثقفيون، فقال جندب بن الحارث [24] : اقض لأرفعنا مكانا، وأعظمنا جفانا، وأشدنا طعنا، فقال عبد المطلب: اقض لصاحب الخيرات الكبر [25] ، ومن كان أبوه سيد مضر، وساقي الحجيج إذا كثر، فقال الكاهن: (الرجز)
أما ورب القلص [26] الرواسم [27] ... يحملن أزوالا [28] بقيّ [29] طاسم [30]
إن سناء [31] المجد والمكارم [32] ... في شيبة الحمد [33] الندي [34] ابن هاشم
فقال عبد المطلب: اقض بين قومي وقومه أيهم [35] أفضل، فقال:(الرجز)
إن مقالي فاسمعوا شهادة ... أن بني النضر كرام سادة
من مضر الحمراء في القلادة ... أهل سناء وملوك قادة
زيارة البيت لهم عبادة [36]
ثم قال: إن ثقيفا عبد آبق فأخذ فعتق، ثم ولد فأبّق [37] فليس له في النسب من حق.... أبّق [38] أي كثر ولده، والبق من هذا أخذ، ففضّل عبد المطلب عليه وقومه على قومه
________________
[1] في الأصل: ماء، وكذا في أنساب الأشراف 1/ 74 وطبقات ابن سعد 1/ 78 وبلوغ الأرب 3/ 278، والصواب: مال، كما في نهاية الأرب 3/ 129، والمال ضياع وإبل، وقد أورد صاحب تاج العروس 9/ 102 عبارة البلاذري نقلا عن أنساب الأشراف ما نصه: كان لعبد المطلب بن هاشم مال يدعى الهرم فغلبه عليه خندق بن الحارث الثقفي، خندق تصحيف جندب، والتصحيح من أنساب الأشراف المطبوعة 1/ 74 وطبقات ابن سعد 1/ 88 وسيأتي في المتن.
[2] الهرم متحكا، وفي أنساب الأشراف 1/ 74 بكسر الراء، وهو خطأ.
[3] في الأصل: ويقال.
[4] اسمه سلمة واسم شيطانه عزى.
[5] في الأصل: خرجت.
[6] الجران من البعير مقدم عنقه، وهو بكسر الجيم، جمعه الجرن والأجرنة.
[7] في الأصل: رهابتي، والإهاب كشهاب الجلد جمعه الأهب كشهب.
[8] الخربة كبردة: كل ثقب مستدير، جمعها الخرب كزفر والأخراب والخروب، وفي نهاية الأرب 3/ 129 وبلوغ الأرب 3/ 278: خرزة كبردة وهي الثقبة أيضا.
[9] في المزادة ثقبان يخرز فيهما عروتها.
[10] البحزج كجعفر بالزاي المعجمة وبالراء أيضا والثاني أكثر وضبطه بعض أئمة اللغة بالخاء المعجمة بعد الزاي أو الراء- راجع تاج العروس 2/ 6، والبحزج: ولد البقر الوحشية.
[11] لا توجد كلمة «توأمة» في نص بلوغ الأرب 3/ 279.
[12] في الأصل: يرءمان.
[13] في الأصل: وقفنا.
[14] في الأصل: مرمع- بالميم، والرمع ككتف المضطرب والمتحرك، ولعل الصواب ما أثبتنا.
والمرمّق العيش الذي ضاق عيشه.
[15] معق النهر معقا من باب كرم بمعنى عمق- يعني نابا طويلا.
[16] الصعق ككتف: شديد الصوت.
[17] تصوّب تسفل.
[18] في الأصل: بقع، والتصحيح من نهاية الأرب 3/ 139، والبلقع: أرض قفر لا نبات فيها.
[19] في أنساب الأشراف 1/ 75: إلّا ده.
[20] في الأصل: كالمسهار- بالهاء. والمسمار: الوتد من الحديد.
[21] في الأصل: لاده، ومعنى إن لاده فلاده: إلا يكن قولي بيانا فلا بيان- انظر مجمع الأمثال للميداني 1/ 29.
[22] في الأصل: خرب.
[23] في الأصل، الدفين، ولعله مصحف عن «المال» وفي أنساب الأشراف 1/ 75: ماء.
[24] في الأصل: الحرثي.
[25] في الأصل: الكبرى.
[26] القلص كعنق جمع القلوص كزبور: الطويلة القوائم من الإبل.
[27] الرواسم جمع الراسمة وهي الإبل السائرة رسيما والرسيم سير لها فوق الذميل.
[28] في الأصل: أذوالا- بالذال المعجمة، والزول كقول: الشجاع والظريف وقيل الفطن، جمعه الأزوال.
[29] القي كري بكسر الراء: قفر الأرض.
[30] الطاسم: المظلم أو الأغبر.
[31] في أنساب الأشراف 1/ 75: سناد.
[32] في أنساب الأشراف 1/ 75: المحارم.
[33] شيبة الحمد لقب عبد المطلب بن هاشم.
[34] في أنساب الأشراف 1/ 75: سليل.
[35] في الأصل: انهم.
[36] في أنساب الأشراف 1/ 75: مزارهم بأرضهم عبادة.
[37] في الأصل: فانبق، ومعنى أبقّ كثر ولده.
[38] في الأصل: انبق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|