المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



هل اية (الرحمن على العرش استوى) وغيرها من الآيات التي ظاهرها التجسيم من المتشابهات ؟ وما المقصود بالتأويل ؟  
  
3631   02:10 صباحاً   التاريخ: 20-12-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج2 - ص 145
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / التوحيد / التجسيم والتشبيه /

السؤال : هناك من يقول: إن الآيات التي تقول: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)( سورة طه الآية 5) وتقول: (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)( سورة الفتح الآية 10) هي من الآيات المتشابهة، التي تحتاج إلى التأويل..

 

وهناك من يقول: إنه لا بد من أخذها على ما هي عليه، والالتزام بظواهرها.. فأي ذلك صحيح؟!

- وما هو المقصود بالتأويل؟!

 

الجواب :

1 ـ فيما يرتبط بالجواب على السؤال الأول، نقول: الفَسْرُ هو الإظهار والبيان، وكشف المغطى، وفسّر شُدّدَ للمبالغة.

وعلم التفسير هو علم يعالج الظهورات اللفظية ليتخذ منها وسيلة للكشف عن الخصوصيات والمعاني المقصودة في الآيات القرآنية الشريفة.

ومن الواضح: أن في اللغة العربية استعمالات للألفاظ في المعاني الحقيقية، وفيها مجازات [المجاز اللغوي، والمجاز العقلي، والمجاز بالحذف] وغير ذلك، وهناك كنايات، واستعارات، ودلالة الإقتضاء، ودلالة الإشارة, وأنحاء أخرى مختلفة، وقد تكفل علم المعاني والبديع بذكر طائفة من التعابير التي تشير إلى العديد من الخصوصيات في المعنى.. وهي كثيرة..

وبعدما تقدم نقول:

إن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)( سورة طه الآية 5) و (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)( سورة الفتح الآية 10) و (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ)( سورة يوسف الآية 82) و (وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً وَجِيء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ)( سورة الفجر الآية 22 / 23) و (وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ)( سورة البقرة الآية 43) قد جاء على هذا النمط.. ووفق هذه القواعد..

فإذا قلت: رأيت اليوم يزيد بن معاوية، وواضح أن يزيد لعنه الله قد مات قبل مئات السنين، فإن المقصود هو رؤية من يشبهه في الإجرام والشر. وأما قوله تعالى: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ)( سورة يوسف الآية 82) وقوله: (وَجَاء رَبُّكَ) فقد اعتمد المجاز بالحذف. أي اسأل أهل القرية, واسأل أصحاب العير، وجاء أمر ربك. إذ أن نفس القرية ما هي إلا بيوت لا يصح سؤالها. كما لا يصح سؤال نفس العير، وهكذا بالنسبة لمجيء الرب تعالى..

وليس هذا ولا ذاك من المتشابه في مقابل المحكم، ولا من الباطن في مقابل الظاهر.. بل هو نفسه الظاهر الذي يفهمه الإنسان العربي بمجرد إلقائه إليه..

وقوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ) إنما يقصد منه أن يصبح للصلاة تجسُّدٌ وأثر ظاهر في سلوك الإنسان، وحضور في حياته، حتى كأنها جسد متماسك وقائم، وذلك في مقابل الصلاة التي يكون وجودها كعدمها، وليس لها أي حضور في حياة الإنسان..

وفي هذا السياق يأتي قوله تعالى: (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) فإنه أيضاً من الكنايات التي يعرفها العرب، عن قدرة الله، وهيمنته، ومالكيته.. فهو من قبيل قولهم: فلان أمسك بمقاليد الحكم، فإن ذلك لا يعني وجود شيء اسمه مقاليد، وقد أمسكه بيده.. وكذا قولهم: فلان يضرب بيد من حديد، فإن ذلك لا يعني أن له يداً حديدية يضرب بها، وكذا لو قلت: فلان رفع كتاباً إلى رئيس الجمهورية.. فإن ذلك لا يعني وجود رفع حقيقي، بل هو كناية عن علو المقام لذلك الرئيس بالنسبة لمن يريد مكاتبته.

وكذا قوله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)( سورة الشرح الآية1) فإنه لا يعني: أن صدر النبي [صلى الله عليه وآله] قد شق بالآلة الحادة كما يشق أي جسم آخر، كما ادّعاه بعض أهل الأهواء، بل هو كناية عن حصول الرغبة في الأمر، والاندفاع إليه، بتفهم، ووعي، ورضى..

وقوله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ)( سورة القلم الآية42) أيضاً كذلك، إذ أنه كناية عن شدة يوم القيامة وهوله.. فهو من قبيل: قامت الحرب على قدم وساق، فإن الحرب ليس لها ساق ولا قدم، وإنما هو كناية عن شدة هيجانها، واضطرامها.. وهذا هو الظاهر الذي يفهمه الناس من هكذا تعابير، وليس هذا من التأويل في شيء..

فلا معنى لتفسير هذه الآية بأن الله تعالى يأتيهم يوم القيامة، فلا يعرفونه حتى يكشف لهم عن ساقه، كما ادعت بعض الروايات الموضوعة، والتي لا أساس لها.

ولا ندري لماذا لا يعرفونه من وجهه الذي يقابلهم به، وإنما يعرفونه بواسطة ساقه [!!] تعالى الله عما يقول الجاهلون علواً كبيراً..

وقد أصبح واضحاً أيضاً: أن قول الله سبحانه: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)( سورة طه الآية 5) ليس معناه جلوسه على عرش يشبه الكرسي، بل معناه أنه تعالى مالك لكل شيء، وله السلطان والهيمنة على الموجودات كلها..

فهو من قبيل:

قد استوى بِشر على العراق ... من غير قتل أو دم مهراق..

فإن هذا لا يعني أن بشراً قد جلس على العراق، وأصبح العراق تحته، بل معناه أنه قد تسلط عليه. وأصبح مالكاً لأموره حتى في حال نومه، واضطجاعه، ومشيه..

وكذا لو قلت: فلان على عرش العراق، فهو لا يعني أنه جالس على عرشٍ بالفعل، إذ لعله نائم، أو جالس على الأرض، أو ماش أيضاً..

وهكذا يقال بالنسبة لقوله تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)( سورة الحاقة الآية 17).

فاتضح أن هذه المعاني هي نفسها ظهورات، ولا يحتاج الوصول إليها إلى تأويل، بل هي داخلة فقط في التفسير، بمعنى أنها تحتاج إلى لفت النظر إلى وجه تحمل اللفظ لتلك المعاني على النحو الذي أشرنا إليه. وبيان أنها قد جاءت على سبيل الكناية، والمجاز، أو الاستعارة، أو غير ذلك.. وليس هذا أيضاً من المتشابه الذي لا يعرف وجهه..

كما أنه لا يصح أن يفهم على سبيل الالتزام بالحرفية، والأخذ بالمعاني الوضعية للمفردات، فإن المجازات والاستعارات أيضاً قد وضع العرب سنخها، ولا بد من الأخذ بها أينما وجدت. ويكون حمل اللفظ على معناه الموضوع له في موردها غلطاً، وخروجاً عن طريقة العرب في التخاطب.

2 ـ وأما بالنسبة للسؤال عما هو المقصود بالتأويل، فإننا نقول: التأويل: تارة يطلق ويراد به ما يؤول إليه الأمر بعد تقلب الأحوال، على أساس قانون التسبيب والعلية، المهيمن على حركة الحياة..

وتارة يقصد به التماس معان محتملة للفظ ليحمل عليها.. حين يتعذر حمله على معناه الظاهر فيه ظهوراً بدوياً غير مستقر، لمخالفة هذا الظاهر البدوي لأحكام العقل الصريحة، أو لثوابت الشريعة الواضحة مثلاً، فيرى بعض الناس أن ذلك المعنى هو من التأويل، أي ما يؤول إليه الأمر بعد التدبر بالظهورات، والتدقيق فيها، وإرجاع الأمور إلى أصولها..

وتارة يراد تأويله بمعنى عطف اتجاهه عن مساره، والذهاب به بعيداً عن معناه الحقيقي، بهدف خداع الناس، وإيقاعهم في الشبهة والغلط..

والمعنى الأول للتأويل لعله هو المقصود بقوله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)( سورة آل عمران الآية 7) ولعله هو المقصود من الكلمة المروية عنهم [عليهم السلام]: نحن نتيقن تأويله ولا نتظنى.. وربما يكون المقصود بالآية والرواية أيضاً المعنى الثاني.. أي أنهم [عليهم السلام] يعرفون المرجع الحقيقي لكل أمر، أما غيرهم فيرجعه إلى غير أصوله الصحيحة ابتغاء الفتنة.

فإن هذا المعنى أيضاً منسجم مع مضمون الرواية، ومع ما ذكرناه في تفسير تلك الآيات المباركة، وهو يرجع إلى اكتشاف مداليل الكلام، وتحديد ظهوراته.. كما قلنا. وأما المعنى الثالث فهو مرفوض ومدان جملة وتفصيلاً..

والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله الطاهرين..

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.