أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-10-2016
3171
التاريخ: 26-10-2016
1331
التاريخ: 24-10-2016
3514
التاريخ: 24-10-2016
1601
|
الأشوريون:
تمثل فترة الأشوريين مرحلة هامة من فترات التاريخ السياسي لوادي الرافدين وهم من الأقوام السامية التي جاءت من الجزيرة العربية في مطلع الألف الثالث ق.م (1) وتذهب بعض الفرضيات إلى أنه قبل وصولهم إلى شمال وادي الرافدين حلوا في موطن مؤقت بعد هجرة أجدادهم من الجزيرة وانتقلوا منه إلى البلاد التي صارت موطنا ثابتا وهذا الموطن المؤقت هو بابل (2)، وهذا ما ورد في سفر التكوين" 10 وكَان ابتِداء ممَلكتِهِ بابِلَ وأَرك وأَكَّد وكلنة فِي أَرضِ شِنْعار. ..... (3). واستند أصحاب هذه الرأي إلى القول بأن اللغة السومرية ما هي إلا لهجة من اللغة البابلية، غير أن الفروق بين اللغتين لا تدل على ذلك.
وذهب رأي آخر إلى اعتبار الأشوريين فرع من الساميين استوطنوا في شمال وادي الرافدين في فترة العصر الأكدي أو قبل ذلك، وأنهم اختلطوا مع الأقوام التي كانت قبلهم ولا سيما السوباريون ومع الأقوام المجاورة لهم (4).
وقد عرف الأشوريون نسبة إلى عاصمتهم أشور والتي أخذت اسمها من اسم إلهها المحلي وهو إله الأشوريين القومي وكبير آلهتهم، وجاء اسم الأشوريين في المصادر الآرامية والعربية "آتور" (5) وذكر موطن الأشوريين في المصادر المسمارية بهيئة "بلاد أشور" (مات أشور) (6) وتقع مدينة أشور على الشاطئ الأيمن لنهر دجلة (قلعة الشرقاط) (7)، وقد عاش الأشوريون في هذه المنطقة منذ العصور التاريخية القديمة وتدرج فيها كيانهم السياسي والعمراني واشتقوا حضارتهم من الحضارة الأولى أي الحضارة السومرية وكونوا منذ الألف الثاني ق.م دولة عسكرية أخذت تتدرج في القوة مع حدوث فترات من الضعف وآل أمرها إلى أن أصبحت إمبراطورية عظيمة فرضت سلطانها على العديد من المناطق (8) وبما أن هذه الحقبة من تاريخ الأشوريين طويلة كثرت فيها الحوادث فقد ارتأى علماء الآثار إلى تقسيمها إلى العهود التالية:
- العهد الأشوري القديم:
ويبدأ من فجر التاريخ الأشوري حتى نهاية حكم سلالة بابل الأولى، ولم يكن للأشوريين كيان سياسي لا سيما خلال الألف الثالث ق.م، بل كانوا خاضعين للحضارة السومرية ودويلاتها ودانوا للحكم الأكدي، ثم خضعوا لحكم الجنوب في عهد سلالة أور الثالثة، وعرفت بداية استقلالها ونهوضها في زمن "ايلو شوما" الذي كان معاصرا لمؤسس سلالة بابل الأولى الذي حكم بين 1894- 1881 ق.م، وامتد نفوذها إلى الجنوب، واستطاعت أن تتقدم أكثر في زمن "شمشي أدد" 1815- 1782 ق.م الذي فتح مدنا - كثيرة في أواسط وادي الرافدين، وعلى الفرات كمدينة ماري، وفي أواخر حكمه ظهر حمورابي وقضى على استقلال بلاد أشور.
- العهد الأشوري الوسيط:
ويبدأ من نهاية مملكة بابل ويستمر خلال الحكم الكشي وينتهي في بداية القرن التاسع ق.م، وبقيت بلاد أشور تحت الحكم البابلي إلى أن سقطت بيد الحيثيين في القرن السادس عشر ق.م، ولما تراجع الحيثيون عنها احتلها الكشيون (9)، وتعرض الأشوريون إلى أخطار أشد أتتهم من دولة أخرى تكونت في النصف الثاني من الألف الثاني ق.م وهي دولة الميتانيين (10) التي تكونت بجوار الأشوريين من جهة الغرب، وتمكنت من السيطرة على البلاد الأشورية في القرن الخامس عشر ق.م وظلت قرابة قرن من الزمن حيث استطاع الحيثيون تخليصهم من النفوذ الميتاني، واستطاع الأشوريون في عهد أشور أوبالط ( 1362- 1337 ق.م) بعد التخلص من النفوذ الأجنبي تحسين الأحوال الداخلية وتقوية الجيش.
وسارت الدولة الأشورية في نموها وتوطيدها ثم توسعها في عهد الملوك الذين خلفوا أشور-أوبالط، وكان أبرزهم شيلمنصر الأول (1266- 1243 ق.م) الذي ضم المملكة - إلى كالخ (نمرود)، وخلفه ابنه توكلتي-ننورتا الأول (1243 1221 ق.م) الذي قام بتغيير العاصمة البابلية إلى التاج الأشوري، وصار يلقب نفسه ملك سومر وأكد. ويمكن القول أن هذا العهد هو الأخطر لما تعرض له الأشوريون في تكوينهم السياسي، إذ سرعان ما عادت الأخطار الخارجية من جديد، فقد ظهرت القبائل الآرامية الكبيرة التي بدأت تغزو جهات الشرق الأدنى وتثبت أقدامها وتؤسس لها دويلات في الأقسام الشمالية من العراق وفي جهات سوريا وبهذا الصراع يدخل الأشوريون في العهد الموالي (11)
- العهد الأشوري الحديث:
ويبدأ هذا العهد من 912 ق.م إلى غاية سقوط العاصمة نينوى612 ق.م، وقد استطاع ملوك أشور القضاء على الدويلات الآرامية في سوريا وأزالوا خطرها (12) وعرفت الدولة أوج توسع لها في عهد الملك أشور ناصربال الثاني (883 - 859 ق.م) ومن بعده شلمنصر الثالث (858 – 824 ق.م) الذي قاد حملة عسكرية ناجحة لإخضاع معظم المناطق الجبلية خاصة في سوريا وفلسطين وأورارتو وبابل. وبعد حكم شلمنصر الثالث سادت فترة ضعف في النصف الأول من القرن الثامن ق.م واستمر هذا الضعف حتى سنة 745 ق.م عندما جاء إلى الحكم تجلات بلاصر الثالث (745- 727 ق.م) فأعاد مجد - الإمبراطورية مرة أخرى ويعتبر هذا الملك مؤسس الإمبراطورية الأشورية المتأخرة (الثانية)، وقد حافظ خلفاؤه على مجدها إلى غاية زمن أشور بانيبال، حيث أخذت الإمبراطورية في الاضمحلال والضعف تدريجيا خلال فترة حكمه، وبعد موته استعادت بابل التي كانت آنذاك تحت حكم السلالة الكلدانية استقلالها بعد معارك طاحنة، وفي سنة 615 ق.م بدأ الميديون (13) بالهجوم على المدن الأشورية التي سقطت تدريجيا بيدهم حتى قبل وصول الملك نبو بلاصر على رأس الجيش البابلي من مدينة بابل، وفي 612 ق.م سقطت العاصمة نينوى ودمرت على يد الميديين، وخلال فترة قصيرة اجتاحت بابل الأمبراطورية
الأشوري (14)
________________
(1) نور الدين حاطوم وآخرون، المرجع السابق، ص 212.
(2) طه باقر، المرجع السابق، ص 164.
(3) سفر التكوين (10: 10-11).
(4) طه باقر، المرجع السابق، ص 165.
(5) نور الدين حاطوم وآخرون، المرجع السابق، ص 213.
(6) طه باقر، المرجع السابق، ص 164.
(7) نور الدين حاطوم وآخرون، المرجع السابق، ص 213
(8) طه باقر, المرجع السابق, ص 163 .
(9) فرج بصمة جي، كنوز المتحف العراقي، وزارة الإعلام، بغداد، 1972، ص 48.
(10) دولة ميتاني: اسم سياسي لمملكة أنشأها الحوريون في المنتصف الثاني من الألف الثاني ق.م وقد غزا ملكهم المسمى "سوشنار" المعاصر للفرعون المصري تحوتمس الثالث بلاد أشور وكذلك فعل "تشراتا". أنظر: طه باقر، المرجع السابق، ص 167.
(11) طه باقر، المرجع السابق، ص ص 173-177.
(12) فرج بصمة جي، المرجع السابق، ص 50.
(13) الميديون: أحد الأقوام التي استوطنت إيران قديما، حيث عاشوا فيها في الشمال الغربي وكان موطنهم الأصلي يشمل كردستان وأذربيجان ومنطقة كاردوخ، واستنادا إلى كتابات هيرودوت فإن الميديين كانوا مؤلفين من 6 قبائل رئيسية وهم: بوزا، باريتاك، ستروخات، آربا، بودي وموغي، وأطلق هيرودوت اسم الآريين على القبائل الميدية. أنظر: حسين فهد حماد، المرجع السابق، ص 590.
(14) عادل ناجي وآخرون، الأختام الاسطوانية، (حضارة العراق)، ج 4، المرجع السابق، ص 271- 272.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|