الزيوت الطيارة Volatile oils

عرف الإنسان الآثار الإيجابية للزيوت الطيارة منذ آلاف السنين ، وأصبح العلاج العطري Aromatherapy شائعا في الوقت الراهن بعد ان توصل العلماء إلى فهم اعمق لآلية عمل الروائح العطرية، بدءا من خلايا الإحساس الموجودة في الأنف ووصول المعلومات الى المناطق الدماغية المسوولة عن معالجتها. وقد وجد العلماء لتلك الزيوت العطرية خصائص كثيرة اقلها خواصها المطهرة ، المهدئة للأعصاب ، وقد تحقق اثرا وقائيا مضاداً للاكسدة يحمي خلايا الجسم من حدوث انواع معينة من التلف الخلوي الناتج عن جزيئات الشوارد الحرة الضارة المتشكلة غالبا بسبب عاداتنا الغذائية .

قد يسأل احدنا عن ماهية هذه الزيوت ذات الرائحة الجميلة الفواحة التي يجود بها الكثير من الأنواع النباتية المنتشرة في الطبيعة. تعد الزيوت الطيارة منتجا من المنتجات الثانوية للأيض العضوي النباتي ، معظمها مواد سائلة ونادراً ما تكون في حالة صلبة، سميت بالزيوت الطيارة لأنها تتبخر او تتطاير دون ان تتحلل وهذا ما يميزها عن الزيوت الثابتة Fixed oils التي لا تتطاير ، وتتحلل اذا عرضت للتبخير او التسخين.

يطلق على الزيوت الطيارة اسم الزيوت العطرية aromatic oils، نظراً لرائحتها العطرية الجميلة، وهي لا تنحل بالماء بل بالمذيبات العضوية مثل الكلوروفورم والإيتانول والإثير ، لذا يطلق عليها اسم الزيوت الاثيرية ، تسمى ايضا بالزيوت الأساسية essential oils لأنها لا تتصبن نظراً لأنها لا تحوي ضمن جزيئاتها مركبات جليسيرينية أو دهنية.

توجد الزيوت الطيارة داخل الأنسجة النباتية في اماكن تخزين خاصة تعرف بالتراكيب الإفرازية ، قد تكون هذه التراكيب خارجية كما في حالة الشعيرات الغدية ، او داخلية كما في حالة الغدد ، الجيوب ، القنوات والتجاويف التباعدية الزيتية.

قد تكون كل اجزاء النبات مصدر للزيت الطيار وقد يتركز الزيت في اجزاء منه ، كأن يوجد في الأوراق أو الأزهار أو القشور أو القلف (اللحاء) او البذور او الجذور ، قد توجد زيوت مختلفة التركيب الكيميائي تسدتخرج من الأجزاء المختلفة للنبات الواحد كما في نبات القرفة ، حيث يحتوي زيت القلف على نسدبة كبيرة من الدهيد القرفة ونسبة لا تتجاوز 10 % من مركب الأوجينول في حين يحتوي زيت الأوراق على نسبة كبيرة تصدل الى 70 % من الأوجينول. أو كما في زيت البرتقال Orange oil المستخرج من قشور ثمار البرتقال ، وزيت الزهر Neroli oil المستخرج من ازهاره.