كيف استطاع البعض منع النبي من الإيصاء ورميه بالهجر رغم ان الله تعالى عصم نبيه من التكذيب في قوله : {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ؟ |
1091
08:36 صباحاً
التاريخ: 28-11-2020
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-11-2020
1081
التاريخ: 29-11-2020
1361
التاريخ: 29-11-2020
2379
التاريخ: 28-11-2020
1363
|
السؤال : من المؤكّد أنّ العصمة الموعودة من الله تعالى لنبيّه الكريم في آية {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] لا تشير إلى خوف من النبيّ على نفسه ، وإنّما خوف من التكذيب وعدم نفاذ هذا الأمر ، فكيف استطاع عمر بن الخطّاب أن يمنعه بقوله : إنّه ليهجر؟
الجواب : إنّ الروايات الواردة في تفسير هذه الآية عن أهل البيت عليهم السلام ، وكذلك أقوال المفسّرين من الإمامية وغيرهم ، تشير إلى أنّ العصمة التي وعد الله نبيّه صلى الله عليه واله في هذه الآية ، تدور بين أمرين ؛ إمّا العصمة من القتل ، أو العصمة من التكذيب حين تبليغ ما أمر الله عزّ وجلّ بتبليغه ، وكلاهما قد وفى الله سبحانه بهما لنبيّه صلى الله عليه واله.
ففي حديث طويل عن ابن عباس : فانزل الله تبارك وتعالى عليه : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة: 67] ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : « تهديد بعد وعيد ، لأمضين أمر الله عزّ وجلّ ، فإن يتّهموني ويكذّبوني فهو أهون عليَّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة » (1).
وفي شرح أُصول الكافي للمولى المازندراني : قوله : ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) من ولاية علي عليه السلام ، ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ، لأنّ الولاية أصل الدين وسائر الشرائع فروع وتوابع لها ، وعدم تبليغ الأصل موجب لعدم تبليغ الفرع قطعاً ، ( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) قد وفى الله تعالى بما وعده ، حيث أنّهم عن آخرهم قبلوا منه ذلك وصدّقوه يومئذ ، وحيّوه بأحسن تحية وباركوه (2).
وعن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا : أمر الله محمّداً صلى الله عليه واله أن ينصب علياً للناس فيخبرهم بولايته ، فتخوّف رسول الله صلى الله عليه واله أن يقولوا : حابى ابن عمّه ، وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه الآية (3).
وفي المصدر ذاته : وقد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أنّ الله أوحى إلى نبيّه صلى الله عليه واله أن يستخلف علياً عليه السلام فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه ، فأنزل الله سبحانه هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره بأدائه (4).
وقد وردت بعض الأقوال في تفسير هذه الآية بالعصمة من القتل (5).
ومن خلال ذلك نعلم أنَّ العصمة للنبي صلى الله عليه واله تحقّقت بشقّيها ـ سواء الخشية من القتل أو الخشية من التكذيب ـ حيث سلم النبيّ صلى الله عليه واله من المنافقين والحاقدين من أن يعتدوا عليه لتنصيب علي عليه السلام.
وهو في هذا الموقف يشابه موقف موسى عليه السلام حيث توقّف عن التبليغ خشية القتل ، كما حكى الله تعالى عنه : {رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} [القصص: 33] ، وقد قتل علياً عليه السلام من قريش نفوساً كثيرة.
وأيضاً تحقّق له أمر تصديقهم له ، وتسليمهم لعلي عليه السلام بإمرة المؤمنين ، والولاية في وقتها في أحاديث مشهورة متضافرة نقلت وقائع تلك الحادثة ، وهذا لا ينافي حصول المعارضة بعد ذلك ، لأنّ الذي يفهم من الآية وحسب ظاهرها أنّ العصمة كانت في آن التبليغ بولاية علي عليه السلام ، وقد تحقّق ذلك للنبي صلى الله عليه واله.
____________
1 ـ الأمالي للشيخ الصدوق : 436.
2 ـ شرح أُصول الكافي 6 / 119.
3 ـ مجمع البيان 3 / 382.
4 ـ المصدر السابق 3 / 383.
5 ـ أُنظر : السنن الكبرى للبيهقي 9 / 8 ، الأم 4 / 168 ، بحار الأنوار 89 / 164 ، الخرائج والجرائح 3 / 1045.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|