أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-8-2018
1803
التاريخ: 2024-11-06
267
التاريخ: 2024-10-08
376
التاريخ: 2023-10-26
1410
|
عندما يُكِنّ الزوجان الحب لبعضهما البعض ، يصبح كل منهما محور حياة الآخر ، يصغيان لبعضهما البعض ويتعاملان معاً باحترام متبادل ، وفق كل شيء ، يتسمان بالتعاطف. فعندما يشعر أحدهما بسوء يقف الآخر إلى جانبه ، عندما يصاب أحدهما بجرح – جسدي أو عاطفي – يتألم الاثنان معاً. إلى جانب ذلك فهما يتشوقان لسماع الأحداث اليومية التي يمر بها الطرف الآخر والتجارب التي ساهمت في تشكيل حياته وهما لا يفعلان ذلك بدافع الالزام ولكن بدافع الحب ، إن إنصات كل منهما لحديث الاخر وتعلم كل منهما من الاخر ومشاركة التجارب معاً هو أمر يحرصان عليه ويشكل مصدر سعادة لهما.
يُعرف التعاطف بأنه شعور بالتضامن. إن الشخص المتعاطف هو الذي يسعى لمعرفة ماذا سيكون حاله إذا وضع في مكان الشخص الآخر. نشعر بصورة عامة بالتعاطف مع الأشخاص الذين هم في معاناة ، تنتابنا رغبة في التوصل إليهم وتقديم العون والحب والتفاهم لهم. ان التعاطف هو احدى الخصائص الرائعة التي تميزنا كبشر ، كلما ازددنا شعورا بالتعاطف وعبرنا عن ذلك بصورة اكبر ارتقت انسانيتنا.
هناك أمر غريب يعترى ، كما يبدو ، أغلب العلاقات الزوجية ، خاصة على المدى البعيد ، حيث إن كل طرف يفقد تدريجيا ، بمرور الوقت ، تعاطفه مع الطرف الآخر ، فتختلف نظرته اليه عن نظرته إلى الآخرين ، فيتعامل معه كانه أمر مسلم به وننسى أو لا ندرك تلك الحقيقة وهي ان شريك الحياة هو بشر أيضا عرضة للشعور بالألم والمعاناة كأي شخص آخر. إن الفكرة هنا أننا نتعاطف سريعاً مع الغرباء الذين يشعرون بالجوع أو بالمرض أو يتعرضون لإصابة أو لتجربة حزينة أو لخسارة بينما نفشل في نفس الوقت في ان نفتح قلوبنا لحب الاشخاص لدينا. خاصة عندما يكون شعوره بالألم نابعا من (أمور) تتكرر يومياً.
إذا كنت ما زلت تشعر بالتعاطف تجاه شريك حياتك ، فحافظ على هذا الشعور وستنال بذلك علاقة زوجية ذات أساس قوي يقوم على الحب. أما إذا كنت قد فقدت ذلك الشعو بالفعل ، أو أنه يتلاشى تدريجياً ، فبإمكانك أن تستعيده ، فكل ما تحتاج إليه في ذلك هو أن تتذكر تلك الحقيقة البسيطة وهي أن الالآم التي يعاني منها شريك حياتك هي آلام حقيقية بكل ما في الكلمة من معنى تماماً كالتي يعاني منها أي شخص آخر ، فالزوج أو الزوجة عرضة للإصابة بالمخاوف والمشاعر والشكوك التي تصيب سائر البشر.
عندما تشعر الزوجة بالخوف أو بأن شعورها خرج عن حدود المألوف فإن احتياجها إلى قلب محب وإلى البوح بدخائل نفسها هي مطلب مشروع تماماً كاحتياجك أنت أو غيرك إلى ذلك عند مواجهة نفس المشاعر بالمثل ، إذا مررت بيوم شاق فمن الطبيعي ان تشعر بالحاجة الى التعبير عن ذلك ، فلا ينبغي لزوجك ان يقلل من اهمية هذه الحاجة ، ضع في اعتبارك ان اخر ما يحتاج اليه شريك حياتك عندما يكون غاضبا او محبطا هو رد الفعل السلبي او الدفاعي من جانبك ، وان كان ذلك يتعلق بالتعبير عن مشاعره تجاهك. ان ما يحتاج اليه حقا هو حبك وتعاطفك معه ، استيعابك واتساع صدرك له. اذا نجحت في ذلك فستحل المشاكل الصغيرة وتتلاشى بكيفية تتعجب لها. لا يوجد ما يضاهي التعاطف مع شريك حياتك بصورة دائمة في تقوية الحب والاحترام المتبادل بينكما. ان الاحساس بوجود شخص متفهم يثير في النفس الارتياح ، خاصة اذا كان هذا الشخص هو شريك الحياة. اذا نجحت في الاحتفاظ بتعاطفك مع شريك حياتك وتعميق ذلك الشعور فقد تثير بذلك علاقتك الزوجية وتدعمها.
أن تكون متعاطفا مع نفسك هو أمر لا يقل أهمية عن التعاطف مع الاخرين ، ان تتذكر انك ايضا انسان. كن رؤوفا بنفسك عندما تخلط بين الامور ، ترتكب خطأ ، تتلفظ بقول خاطئ ، تفقد قوة احتمالك أو ببساطة ، تمر بيوم عصيب ، أعطِ نفسك قسطاً من الراحة ، هدئ من روعك بأن تذكر نفسك بأن ليس سوى أن تبذل أقصى جهدك. يمكنك باستبدال الحكم القاسي على النفس بالحب والصبر أن تصبح في أفضل حال ، بكل ما تحمله الكلمة من معان .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|