المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تنمية المواهب الإبداعية  
  
2832   02:02 صباحاً   التاريخ: 21-11-2020
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص164-165
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

تهدف التربية إلى تنمية مواهب الطفل ومقدراته ثم إعداده ليكون عضواً نافعاً في المجتمع انطلاقاً من رغبته وهوايته ليبدع في مجال عمله ، يمكن اكتشاف موهبة الطفل وقدراته من خلال اللعب والأعمال الأخرى ، وهذا الاكتشاف المبكر يساعد في توجيهه نحو البرامج التي تصقل قدراته ، ويجب على المربي أن يمد الطفل بالأدوات والمواد ويشجعه لكي يكتشف مواهبه الكامنة (1).

وقد دعا ابن القيم إلى النظر إلى استعداد الطفل فإن كان سريع الفهم صحيح الإدراك قوي الحفظ وجهه نحو العلم ، وإن كان يحب صنعة أخرى  مكنه من أسبابها (2) ، ولذا فالإلحاح على الولد ليتابع دراسته النظرية في مجال ما وهو يميل إلى تعلم حرفة أخرى خطأ جسيم ، فلا بد من إعطائه حرية الاختيار مع نصحه وإرشاده بعد المعرفة الدقيقة لقدراته وإمكانياته العقلية والبدنية(3).

تتميز التربية الإسلامية باستمرارها طيلة حياة الإنسان ، ولأنها تتناسب مع عمر الإنسان وتشمل جوانب شخصيته كان لها أشكال متعددة لا تنفصل بل تتعاون لتربي الطفل المسلم ، وقبل ذلك  يجب أن نذكر قاعدة جليلة أشار إليها الرسول (صلى الله عليه وآله) في حديثه : (رحم الله رجلا أعان ولده على بره) (4) ، والمراد ألا يأمر ولده بأمر يشق عليه فيجره ذلك إلى العقوق، ولذا على المربي أن يحذر من مناداة الطفل وهو مشغول بالأكل أو يحاول النوم أو وهو مستغرق في اللعب ، وقد نادى بذلك بعض المفكرين (5) ، ودعا بعضهم إلى إبعاد الأشياء الثمينة القابلة للكسر (6) ، فإذا تنبه الوالدان لذلك قلت أخطاء الطفل .

__________________

1ـ انظر دور الفكر التربوي في رعاية الموهوبين ، لطفي بركات ، ص 39.

2- انظر : تحفة المودود ، ابن القيم ص 190 .

3- انظر : مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد ، عدنان باحارث ، ص 335 .

4- أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه : كتاب الأدب ، ما جاء في حق الولد على والده  ، 8 / 545 ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير .

5- انظر : كيف نربي أطفالنا ، محمود الإستانبولي ، ص 52 .

6- انظر المشكلات السلوكية ، نبيه الغبرة ، ص 62 – 63 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.