المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

خطاب السيدة أمّ كلثوم في الكوفة
19-3-2016
فراشة جريش الذرة او دودة جريش الذرة الهندية
30-4-2019
الإنحلال المتعاقب
29-12-2015
الهيدروكربونات
2023-07-08
أركان نظام الاقتصاد المختلط
29-3-2016
Hyper-Kähler Manifold
8-7-2021


قصة أو حكاية إبراهيم (عليه السلام) مع طاغية عصره  
  
3056   03:21 مساءً   التاريخ: 20-11-2020
المؤلف : الدكتور محمود البستاني .
الكتاب أو المصدر : قصص القرآن الكريم دلالياً وجمالياً
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 84 - 88 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي ابراهيم وقومه /

قلنا : إنّ سورة «البقرة» تـتضمّن عمارتها جملة محاور أو موضوعات تحوم السورة عليها ، منها : الموضوع الذي يتحدّث عن الاسرائيليين ، ومنها : المحور الذي يتحدّث عن الإماتة والإحياء .

وممّا لا شك فيه ، أنّ كلّ قصة ترد عن هذا الموضوع أو ذلك المحور إنّما تجيء في سياق خاص يرتبط بطبيعة البناء الهندسي للسورة من حيث انتظام القصص وسائر الموضوعات فيها ، ممّا لا يدخل في نطاق حديثنا عن قصص القرآن ، بل يدخل في نطاق التفسير البنائي للقرآن الكريم فيما يستطيع المتلقّي أن يقف على بناء القصص في السورة المذكورة ومواقعها الهندسية من عمارة السورة .

أمّا الآن فنتحدّث عن مجموعة قصص أو حكايات تتناول المحور الذي أشرنا إليه وهو ظاهرة الإماتة والإحياء ، حيث لاحظنا سابقاً قصة البقرة التي حامت على الموضوع المذكور ، ونلاحظ الآن قصصاً جديدة عن الموضوع ، وهي ثلاث حكايات أو قصص تتماثل فيما بينها من حيث المحور الذي تحوم عليه ، أي ظاهرة الإماتة والإحياء ، ولكن وفق مستويات متنوّعة .

القصة أو الحكاية الاُولى التي سنتحدّث عنها لاحقاً هي قصة إبراهيم (عليه السلام) .

تتحدّث هذه القصة عن إبراهيم (عليه السلام) وموقفه من طاغية عصره نمرود في قضية الإحياء والإماتة ، من قِبَلِ اللّه عزّ وجلّ .

والحكاية الثانية ، عن إحدى شخصيات الماضين ، فيما مرّت ذات يوم على قرية خاوية فتساءلت مستفهمةً :

﴿أَنـّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عام ثُمَّ بَعَثَهُ

وأمّا الحكاية الثالثة ، فتتناول قضية إبراهيم (عليه السلام) في تقطيعه للطيور الأربعة ، ثمّ عودة الحياة إلى الطيور المذكورة .

ومن الواضح ، أنّ هذه الأقاصيص الثلاث تحوم بأكملها على قضية واحدة هي الإماتةُ والإحياءُ ، أيّ إماتة اللّه عزّ وجلّ كلَّ شيء وإحياءه من جديد .

ومع أنّ هذه الحكايات الثلاث تحوم على ظاهرة واحدة ، إلاّ أنـّها في الآن ذاته تتناول الإماتة والإحياء من جوانب متعددة ، بحيث تُعالج كلُّ اُقصوصة جانباً خاصاً من الظاهرة .

كما أنّ الشخصيات الثلاث التي أبرزتهم القصصُ في هذا النطاق ، يشكّلون مستويات مختلفةً ، فأحدُهم إبراهيم (عليه السلام) ، وهو شخصيّة فذّة متميّزة بسمات خاصة لا تتوفّر عند سواه ، ويكفي أ نّه خليل اللّه ، وأنـّه صاحب الحنيفيّة السمحاء .

وأما الشخصية الثانية فهي إرميا ، أو عُزَير أو سواهما من شخصيات النبوّة .

والشخصيّة الثالثة هي نمرود ، وهي شخصيةٌ كافرة ، متهرئة بَلهاء .

إنّ هذه الشخصيات الثلاث بالرغم من التفاوت فيما بينها تتعرّض لتجربة الإحياء والإماتة في ظواهر مختلفة ذات صلة بالبشر ، وبالحيوانات ، وسواها .

والمهمّ ، أنّ كلاّ من ظاهرة الإماتة والإحياء ، ثمّ الشخوص الذين تعاملوا فكريّاً مع الظاهرة المذكورة ، . . . أنّ كلاّ منهما يخضع لِوحدة تجمع الأقاصيصُ بين خطوطها ، ويخضع لِفوارق تفصل الأقاصيص بينها في الآن ذاته .

وهذا واحدٌ من أسرار الفنّ العظيم .

* * *

إنّ الأهميّة الفنّية لهذه الأقاصيص أو الحكايات الثلاث ، تتمثّل في إمكان عدّها جميعاً قصةً واحدة ، ما دامت تتناول قضية واحدةً ، هي أنّ اللّه قادرٌ على إماتةِ كلّ شيء وإحيائه من جديد .

كما يمكن عدّ كلّ واحدة منها اُقصوصةً مستقلة ، ما دامت ذات شخوص ومواقف وأحداث ، كلّ واحد منها منفصلٌ عن الآخر .

ومجرّد كون هذه الأقاصيص ذات سمة مزدوجة على نحو ما أوضحناه ، يظلّ أمراً له أهميّته الجمالية العظيمة التي لا يُدرك أسرارها ، إلاّ من أُوتي خبرةً في تذوّق القصص .

ويُمكننا أن نتبيّن هذه الحقائق ، حين نبدأ بمعالجة كلّ اُقصوصة من هذه الأقاصيص على حِدَة ، على أن نحاول ـ من الآن ذاته ـ أن نصل فيما بينها بعد ذلك .

ونقف أولا عند حكاية إبراهيم (عليه السلام) مع طاغية عصره نمرود حسب تسلسلها

القصصي الذي ورد في النص القرآني الكريم .

يقول النص القصصي :

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللّهُ الْمُلْكَ

﴿إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ : رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ

﴿قالَ : أَنَا أُحْيِي وأُمِيتُ

﴿قالَ إِبْراهِيمَ : فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ

﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ واللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ

إنّ هذه الآية القرآنية الواحدة تحفل بعنصر قصصي ثرّ ، بالرغم من قصر الحكاية التي أوردتها .

إنّها أوّلا ذات شخوص يتطلّبها شكل الاُقصوصة أو الحكاية متمثّلةً في شخصيتي إبراهيم (عليه السلام) ونمرود .

كما أنـّها ذات موقف يتطلّبها الشكلُ القصصي المذكور متمثّلا في مناقشة أو محاجّة بين إبراهيم (عليه السلام) ونمرود حيال ظاهرة كونية خطرة هي الإماتة والإحياء .

كما أنـّها ثالثاً ، تشكّل مدخلا إلى اُقصوصتين بعدها ، تتنالان نفس ظاهرة الإحياء والإماتة ، ولكن عبْر عمليتين تطبيقيّتين ، تلقيان الإنارة بنحو مفصّل على الظاهرة المذكورة .

ولنحاول إذن الوقوف مفصّلا عند هذه الحكاية أو الاُقصوصة .

النصوص المفسّرة تتفاوت في تحديد البيئة النفسية التي حملت كلاّ من إبراهيم (عليه السلام) ونمرود على هذه المناقشة ، فبعضها يذهب إلى أنّ المناقشة بينهما جرت عند إلقاء إبراهيم (عليه السلام) في النار التي أعدّها نمرود لإحراق إبراهيم ، وبعضها يذهب إلى أنّ المناقشة بينهما تمّت عند كسر إبراهيم للأصنام .

تقول الرواية الاُولى : لمّا ألقى نمرودُ إبراهيمَ في النار ، وجعلها اللّه عليه برداً وسلاماً ، قال نمرود : يا إبراهيم مَن ربّك ؟ قال : الذي يُحيي ويُميت .

قال له نمرود : أنا اُحيي واُميت . فقال له إبراهيم : كيف تحيي وتُميت ؟

قال : أعمدُ إلى رجلين ممّن قد وجب عليهم القتل ، فأطلق عن واحد وأقتل واحداً ، فأكون قد أحييتُ وأمتُّ . قال إبراهيم : إن كنت صادقاً فاحيي الذي قتلته ، ثمّ قال : دع هذا ، فإنّ ربي يأتي بالشمس من المشرق ، فأتِ بها من المغرب .

فكان كما قال اللّه عزّ وجلّ :

﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ

إنّ هذه الرواية التفسيريّة تُلقي أكثر من إنارة على الموقف . إنّها ـ بعامة ـ تحدّد معنى الصلابة لدى الشخصيات المُجاهدة . فإبراهيم (عليه السلام) وهو يتقدّم إلى المحرقة لا يعنيه هول النار بقدر ما يعنيه أن يلقي كلمة اللّه إلى الآخرين ، حتى أ نّه يقتحم مناقشةً مع شخصية بلهاء مثل نمرود دون أن تصرفه بلاهةُ نمرود وهولُ النار من الدخول في مُناقشة تتطلّب إلقاء حجر كبير في فم الطاغية الأبله نمرود .

المهمّ ، أنّ إبراهيم ألقى كلمته ، سواء أكان ذلك عند إلقائهم إيّاه في النّار ، أو عند كسره لأصنامهم ، أو عند نطاق بيئيٍّ آخر . . . ولهذا السبب سكتت القصّةُ عن تحديد البيئة النفسية للمناقشة ، واكتفت من الزواية الفنّية بذكر نمط المناقشة بين إبراهيم ونمرود ، دون أن تدخل في التفصيلات .

* * *

إنّ الأهميّة الفكرية والفنيّة لهذه المناقشة ، تتمثّل في جملة من الحقائق ، منها :

أنّ المتاع الدنيوي من مُلك ونحوه يحتجز كثيراً من الأغنياء عن التفكير السليم في استكناه الحقائق .

لقد قالت القصة عن نمرود أ نّه آتاه اللّه المُلك :

﴿أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللّهُ الْمُلْكَ

وواضح أنّ القصة لم تخلع هذه السمة سمة المُلك على نمرود عبثاً ، بل تستهدف من ذلك ـ فنّياً ـ لفت الانتباه إلى أنّ الغباء والبلاهة وانغلاق الفكر يقف وراء هؤلاء الباحثين عن المتاع الدنيوي ، وقمّته هي المُلك ، أو السيطرة السياسية .

من الممكن أن يبهر السذّجَ من الناس مُلك أو سيطرة على الرقاب ، بحيث يعدّونها قمّةً لما يُسمّى في اللغة النفسية بـ : التقدير الاجتماعي ، يُعدّ المُلكُ قمّة الدافع إلى السيطرة والتفوّق ، لأنـّه تملّكٌ لرقاب الناس بأكملهم .

بيد أنّ التدقيق ـ من خلال هذه الاُقصوصة ـ في عقلية حكّام الأرض الذين لا ينتسبون إلى اللّه ، يدلّنا بوضوح على مدى ما هم عليه من غباء وبلاهة وانغلاق فكر بحيث ينهارون أمام أوّل مناقشة تواجههم ، على نحو ما لاحظناه في مناقشة إبراهيم (عليه السلام) لنمرود في قضية الإحياء والإماتة .

* * *

نخلص ممّا تقدم بالإضافة إلى الكشف عن التخلّف المعرفي لدى المنحرفين أنّ القصة المذكورة تظل تجسيداً أو مفردة لما كرّرناه من الإشارة إلى أحد محاور السورة ، وهي ظاهرة الإماتة والإحياء حيث جسّدت الاُقصوصة سلوكاً فكرياً لهذا الجانب .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .