المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحكمة في وجود المتشابه في القرآن الكريم‏  
  
6397   04:48 مساءاً   التاريخ: 26-04-2015
المؤلف : الشيخ محمد علي التسخيري
الكتاب أو المصدر : محاضرات في علوم القران
الجزء والصفحة : ص231-239.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المحكم والمتشابه /

لقد تعرّض الباحثون في علوم القرآن لهذا البحث وذكروا لإثارته سببين :

الأوّل : أنّ القرآن الكريم كتاب هداية ونور مبين، ووجود المتشابه فيه لا يتفق مع هذه الحقيقة، لأنّ المتشابه لا يعلمه إلّا اللّه والراسخون في العلم.

الثاني : ما أشار إليه الفخر الرازي ونسبه إلى الملاحدة، أنّ وجود المتشابه في القرآن كان سببا لاختلاف المذاهب والآراء، وتمسك كلّ واحد منها بشي‏ء من القرآن بالشكل الذي ينسجم مع مذهبهم. ولهذا يناقض الأهداف التي جاء من‏ أجلها القرآن الكريم. ولذا عمل الباحثون في علوم القرآن على استكشاف وجوه الحكمة في المتشابهات في القرآن. وعلى هذا الأساس ذكرت وجوه متعدّدة ومختلفة تتأرجح بين الضعف وغاية القوة والمتانة. (1)

وسوف نشير في بحثنا إلى بعضها مع مناقشة ما يستحقّ النقد منها.

الأوّل : ما ذكره الشيخ محمّد عبده أنّ اللّه سبحانه أنزل التشابه ليمتحن قلوبنا في التصديق به فإنّه لو كان كلّ ما ورد في الكتاب واضحا لا شبهة فيه عند أحد من الأذكياء ولا من بلهاء البلاد لما كان في الإيمان به شي‏ء من معنى الخضوع لما أنزل اللّه تعالى والتسليم لما جاءت به رسله. (2)

وقد ناقشه العلّامة الطباطبائي بأنّ الخضوع هو انفعال معيّن وتأثّر خاصّ من قبل الضعيف في مقابل القوي. ولا يكون ذلك من الإنسان إلّا لما يدرك عظمته أو لشي‏ء لا يتمكّن من إدراكه لعظمته وكبره كقدرة اللّه وعظمته وسائر صفاته إذا واجهها العقل رجع القهقرى لعجزه عن الإحاطة به. وهذان الأمران غير واردين في المتشابه؛ لأنّه وإن كان من الامور التي لا يدركها العقل ولا ينالها ولكنه يغتر باعتقاده لادراكها وحينئذ لا معنى لخضوعه لها. (3)

ولكنّ هذه المناقشة لا يمكن الالتزام بها؛ وذلك لأنّ معنى الامتحان بالمتشابه هو وضعه كمقياس بين المؤمن وغيره. فالمؤمن من آمن به استسلاما منه للمتشابه وإن لم يدرك كنهه دون محاولة تأويله. والذي زاغ قلبه يغترّ به ويدّعي معرفة تأويله، والإنسان في حالة غروره وإن لم يكن خاضعا ولكنه غير مؤمن؛ لأنّ الخضوع لا يكون إلّا من المؤمن وهو لا يكون مغترّا.

وبعبارة اخرى : إنّ المتشابه لا يكون بطبيعته موردا لاغترار العقل وإنّما قد يزيغ الإنسان فيغترّ بإدراكه لكنهه. ومن هنا جاء تمحيص القلوب بالمتشابه. فإذا صدّق الإنسان به واستسلم له فهو قد ثبت على الإيمان وإذا اغترّ به وحاول معرفة تأويله فقد زاغ قلبه. وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم حيث قال : {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } [آل عمران : 7] فهو شي‏ء تمحّص به القلوب. فمن كان في قلبه مرض أو زيغ اتّبعه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.

الثاني : ما ذكره الشيخ محمّد عبده أيضا، أنّ وجود المتشابه في القرآن كان حافزا لعقل المؤمن إلى النظر كيلا يضعف فيموت، فإنّ السهل الجليّ جدّا لا عمل للعقل فيه، والعقل أغنى القوى الإنسانية التي يجب تربيتها والدين أعزّ شي‏ء على الإنسان فإذا لم يجد العقل مجالا للبحث في الدين يموت عامل العقل فيه وإذا مات فيه لا يكون حيّا بغيره. (4)

وقد ناقشه العلّامة الطباطبائي : أن القرآن الكريم اهتمّ بالعقل وتربيته اهتماما بالغا. فأمر باستعمال العقل في الآيات الآفاقية والأنفسية إجمالا في بعض الموارد، كما فصّل ذلك في موارد اخرى كالأمر بالتدبّر في خلق السموات والأرض والجبال والشجر والدوابّ والإنسان واختلاف الألسنة والألوان. كما حثّ على التفكير والسير في الأرض والنظر في أحوال الماضين، وحرّض العقل والفكر ومدح العلم بأبلغ المدح وفي كل ذلك ما يغني عن سلوك طريق آخر هو إنزال المتشابهات الذي يكون مزلقة للأقدام ومصرعا للعقل. (5)

الثالث : ما ذكره الشيخ محمّد عبده أيضا، وهو أنّ الأنبياء بعثوا إلى جميع الأصناف من عامّة الناس وخاصّتهم وفيهم العالم والجاهل والذكيّ والبليد. وهناك من المعاني ما لا يمكن التعبير عنه بعبارة تكشف عن حقيقته وتشرح كنهه بحيث بفهمه الجميع على السواء وإنّما يفهمه الخاصّة منهم عن طريق الكناية والتعريض ويؤمر العامة بتفويض الأمر فيه إلى اللّه تعالى والوقوف عند حدّ المحكم فيكون لكل نصيبه على قدر استعداده. (6)

وقد ناقشه العلّامة الطباطبائي بأنّ الكتاب الكريم كما يشتمل على المتشابهات كذلك يشتمل على المحكمات التي تبيّن هذه المتشابهات عند الرجوع إليها، ولازم ذلك أن لا تتضمّن المتشابهات من المعاني ما هو أزيد ممّا تكشف عنه المحكمات، وعند ذلك يبقى سؤالنا- ما فائدة وجود المتشابهات في الكتاب؟ وأيّ حاجة إليها مع وجود المحكمات؟- على حاله.

والسبب في هذا الاشتباه الذي وقع فيه الشيخ محمّد عبده أنّه أخذ المعاني نوعين متباينين :

الأوّل : معاني يفهمها جميع المخاطبين من العامّة والخاصّة وهي مداليل المحكمات.

الثاني : معاني حقيقتها بحيث لا يدركها إلّا الخاصّة ولا يتلقّاها غيرهم، وهي‏ المعارف الإلهية والحكم الدقيقة، فكان من نتيجته أنّ من المتشابهات ما لا ترجع معانيها إلى المحكمات، وقد مرّ أنّ ذلك مخالف لمنطوق الآيات الدالّة على أنّ القرآن يفسّر بعضه بعضا وغير ذلك. (7)

وهذه المناقشة لا تقوم على أساس منطقي؛ إذ ما الذي يمنع من وجود هذين القسمين من المعاني إذا كان المانع من ذلك هو ما يشير إليه العلّامة الطباطبائي من امومة المحكمات للمتشابهات ...؟ فقد عرفنا أنّ هذه الامومة لا تعني أكثر من وضع حدود خاصّة معيّنة للمتشابهات تمنع عن الزيغ فيها وتسقط من الحساب جميع الصور والتجسيدات غير المنسجمة مع روح القرآن. وهذا لا يعني تجسيد الصورة الحقيقية للمعنى المتشابه وتعيينها في مصداق خاصّ حتّى تختفي الفائدة منه.

فقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى : 11] محكم يسقط من الحساب جميع التجسيدات التي تشبه الاشياء كمفهوم الاستواء على العرش في قوله تعالى‏ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] ولكنه لا يعطينا الصورة الواقعية والمصداق المجسّد لهذا الاستواء، فهو معنى مستقلّ لا يمكن أن نفهمه عن ذلك المحكم‏ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} .

وإذا عرفنا دور المحكم تجاه المتشابه أمكننا أن نتصوّر بسهولة أنّ بعض المعاني لا يدركها إلّا الراسخون في العلم دون العامّة، خصوصا المعاني التي ترتبط ببعض المعلومات الكونية الطبيعية كجريان الشمس ف {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا } [يس : 38] أو تلقيح الرياح‏ {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر : 22] أو جعل الماء مصدرا للحياة {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء : 30] فإنّ كلّ هذه المعلومات حين تتكشّف لدى العلماء تكون من المعلومات التي أشار إليها القرآن الكريم ويعرفها الخاصة من الناس دون غيرهم.

والعلّامة الطباطبائي نفسه تصوّر هذا التمايز بين الناس في الادراك للمعاني وإن حاول أن يصوغه بشكل آخر حيث قال : «فظهر أنّ للناس بحسب مراتب قربهم وبعدهم منه تعالى مراتب مختلفة من العمل والعلم. ولازمه أن يكون ما يتلقّاه أهل واحدة من المراتب والدرجات غير ما يتلقّاه أهل المرتبة والدرجة الاخرى التي فوقها فقد تبين للقرآن معان مختلفة مترتّبة». (8)

فهو يتعقّل في المعنى القرآني الاختلاف، ولكنّه يتصوّره على أساس الاختلاف في الدرجة والمرتبة للمعنى الواحد، كما يتعقّل في الفهم الإنساني هذا الاختلاف أيضا. وحين نتعقّل ذلك لا يبقى ما يمنع إرادة القرآن الكريم بآية معيّنة مرتّبة ودرجة خاصّة من معنى معين دون غيرها. وحينئذ لا يقدر على فهم هذه المرتبة والدرجة إلا ذلك القريب من اللّه.

الرابع : ما ذكره العلّامة الطباطبائي من أنّ التربية الإسلامية سارت على منهج معيّن لواقع الإنسان وعلاقته باللّه سبحانه خالق الكون ومدبّر اموره وبالمعاد والجزاء.

وهذا المنهج يتلخّص في أنّ عامّة الناس لا يكاد تتجاوز أفهامهم وعقولهم‏ المحسوسات المادية إلى عالم ما وراء الطبيعة. ولا يمكن أن يعطى إنسان ما معنى من المعاني إلّا من طريق تصوّراته ومعلوماته الذهنية التي حصلت له خلال حياته المادية والعقلية. والناس في هذه التصورات والمعلومات على مراتب ودرجات تختلف باختلاف الممارسة المادية والعقلية.

والهداية القرآنية ليست مختصّة بجماعة دون اخرى وإنّما هي هبة اللّه سبحانه للناس كافّة. وهذا الاختلاف في الفهم وعموم الهداية القرآنية يفرضان أن يسوق القرآن الكريم بياناته مساق الأمثال بأن يستثمر ما يعرفه الإنسان ويعهده في ذهنه من المعاني والصور ليبيّن ما لا يعرفه من هذه المعاني والصور.

وقد يكون ذلك في القرآن الكريم مع عدم وجود التوافق الكلّي بين المعنى الذي يعرفه الإنسان مسبقا والمعنى الجديد الذي يحاول القرآن الكريم تعريف الإنسان عليه. وإنّما يلحظ القرآن جانبا معيّنا من الانسجام والتوافق، كما نفعل ذلك في حياتنا العمليّة حين نستثمر الأوزان والمكاييل للتعريف بالمواد الغذائية وغيرها مع عدم وجود التوافق بينها وبين الموارد الغذائية في شكل أو صورة أو حجم.

وحين نستعمل الصورة الماديّة المحسوسة- التي عرفها الإنسان في حياته كأمثال للمعارف الإلهية المجرّدة يقع الفهم الإنساني في إدراكه لهذه المعارف الممثّلة بين أمرين قد يستلزم كل منهما محذورا :

الأوّل : الجمود بهذه المعارف في مرتبة الحسّ المادي وحينئذ تنقلب عن واقعها المجرّد الذي استهدفته الهداية القرآنية.

الثاني : الانعتاق من الإطار المادي للمثال والقيام بعملية تجريد للخصوصيات غير الداخلة في التمثيل. وهذا يستلزم- أحيانا- الزيادة والنقيصة في هذه العملية أو الشدّة والضعف؛ ولذا نجد القرآن يلجأ إلى عملية واسعة في التمثيل تفاديا لهذه المشكلة العقليّة والنفسيّة، وذلك بتوزيع المعاني التي يريد من الإنسان إدراكها وتربيته على تصوّرها إلى أمثال مختلفة، وجعلها في قوالب متنوّعة حتّى يفسّر بعضها ويوضح بعضها أمر بعض لينتهي الأمر إلى تصفية عامّة تؤدّي إلى النتيجتين التاليتين :

الاولى : أنّ البيانات القرآنية ليست إلّا مثالا لها، في ما وراءها حقائق ممثّلة وليس الهدف والمقصود منها مرتبط باللفظ المأخوذ من الحس والمحسوسات فنتخلّص بذلك من محذور الجمود.

الثانية : بعد الالتفات إلى أنّ البيانات القرآنية أمثال، نعلم حدود المعنى الالهي المقصود من وراء هذه البيانات حين نجمع بين هذه الأمثال المتعدّدة وننفي بكلّ واحد منها خصوصية من الخصوصيات المأخوذة من عالم الحسّ الموجودة في المثال الآخر، فنطرح ما يجب طرحه من الخصوصيات المحيطة بالكلام ونحتفظ بما يجب الاحتفاظ به منها (9).

ولا شكّ أنّ هذا الوجه يمكن أن يعتبر تعليلا وجيها، لورود الكثير من الآيات المتشابهة، ولكنّنا لا نقبله تعليلا شاملا لكلّ ما ورد في القرآن من المتشابهات، حيث نرى أنّ بعضها لا يمكن تحديد مصداقه بشكل قاطع بناء على مذهبنا في حقيقة المتشابه الذي عرفنا فيه أنّ المفهوم اللغوي له مفهوم صحيح وغير باطل لينتفي الريب بواسطة الأمثلة الاخرى القرآنية.

وفي نهاية المطاف يجدر بنا أن نذكر خلاصة الوجه الصحيح في حكمة ورود المتشابه في القرآن. وبهذا الصدد يحسن بنا أن نقسّم المتشابه إلى قسمين رئيسيين :

الأوّل : المتشابه الذي لا يعلم تأويله ومصداقه إلّا اللّه.

الثاني : المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلّا اللّه والراسخون في العلم.

أمّا ورود القسم الأوّل في القرآن فلأنّ من الأهداف الرئيسة التي جاء من أجلها القرآن الكريم هو ربط الإنسان الذي يعيش الحياة الدنيا بالمبدأ الأعلى وهو اللّه سبحانه وبالمعاد وهو الدار الآخرة وعوالمها. وهذا الربط لا يمكن أن يتحقّق إلّا عن طريق إثارة المواضيع التي تتعلّق بعالم الغيب وما يتّصل به من أفكار ومفاهيم لينمّي غريزة الإيمان التي فطر الإنسان عليها ويشدّه إلى عالمه الذي سوف ينتهي إليه. فلم يكن هناك سبيل أمام القرآن الكريم يتفادى به المتشابه في القرآن بعد أن كان هو السبيل الوحيد الذي يوصل إلى هذا الهدف الرئيسي.

وأمّا ورود القسم الثاني في القرآن الكريم بهذا الاسلوب أمام العقل البشري كبعض المسائل الكونية وغيرها لينطلق من تدبّر حقيقتها واكتشاف ظلماتها المجهولة، ونحن في هذا العصر حين نعيش التطوّر المدني العظيم في المجالات العلمية المختلفة ندرك قيمة بعض الآيات القرآنية التي ألمحت إلى بعض الحقائق العلميّة ووضعتها تحت تصرّف الإنسان لينطلق منها في بحثه وتحقيقه، وبهذا يمكن أن نقدّم تفسيرا لحكمة ورود المتشابه في القرآن الكريم.

____________________________

(1) راجع بهذا الصدد الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 7، ص 184- 185؛ والسيوطي الإتقان، ج 2، ص 12- 13 والزرقاني، مناهل العرفان، ج 2، ص 178- 181.

(2) رشيد رضا، تفسير المنار، ج 3، ص 170.

(3) انظر الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن، ج 3، ص 57.

(4) رشيد رضا، تفسير المنار، ج 3، ص 70.

(5) الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن، ج 3، ص 58.

(6) رشيد رضا ، تفسير المنار، ج 3، ص 170- 171.

( 7) الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن، ج 3، ص 8.

(8) الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن، ج 3، ص 67.

(9) العلامة الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن ، ج 3 ، ص 58- 65 وقد لخّصنا كلامه وتركنا بيان الأمثلة والإيضاحات الفكرية التي أوردها لتأييد مدّعياته.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .