وهذا النوع من المونتاج يبحث للتعبير عن فكرة ما معينة دون الأخذ بعين الاعتبار التسلسل الزمني للقصة. وذلك عن طريق المونتاج بوضع اللقطات ضمن ترتيب معين ليعبر عن الفكرة ويعطي المعنى المطلوب.

                                أي :  لقطة + لقطة + لقطة = معنى

(وقد استخدم هذا النوع من المونتاج كثيرا في السينما السوفيتية)

ولكن مع تطور السينما ولغة الصورة فقد تعددت أنواع المونتاج ويمكن أن نذكر أهمها :

- المونتاج المتناوب

هذا النوع من المونتاج يظهر حدثين متتابعين في آن واحد، وفي مكانين مختلفين. في لقطات متناوبة (مشهد الشرطي يحاول البحث عن المجرم، والمشهد الآخر المجرم يحاول قتل الضحية.) وهذا النوع من المونتاج يضفي على القصة الكثير من التشويق.

- المونتاج المتوازي

أي ننتقل من مشهد إلى مشهد آخر مواز له وبنفس المكان والاتجاه. (اللص يركض بسرعة هارباً والشرطي يجري وراءه ولكن دون أن يراه ولكن يتبع أثره. فنلاحظ هنا أن اللقطات تتكرر في المكان نفسه مرة مع اللص ومرة مع الشرطي. نرى مثلا اللص يركض مسرعاً سالكاً طريقاً ضيقة بين الأبنية وفي اللقطة التي تليها نرى الشرطي يسلك الطريق ذاتها. وهكذا في اللقطات التي تتعاقب).

- المونتاج المعكوس

وهو عبارة عن مونتاج لمشاهد بتسلسل معكوس زمنياً. (أي مشهد أول للرئيس المنتخب. مشهد ثاني عودة لحملته الانتخابية، مشهد ثالث له في مكتبه في منصبه السابق ..)

- المونتاج المكثف

وهذا المونتاج يعتمد على مجموعة من اللقطات المكثفة لتسلسل حدثي (مشهد لصدام حسين يطلق رصاص من بندقيته في احتفال رسمي، يتبعه القوات الأمريكية تدخل العراق. مشهد ثالث صدام على حبل المشنقة).

- المونتاج الجدلي :

(أخذ هذا الاسم من المخرج السوفيتي الشهير ايزنشتين لأنه يعتمد على الجدلية الهيجلية المعروفة في النظرية الشيوعية بـ : الأطروحة والأطروحة المضادة والخلاصة).

وهذا المونتاج يعتمد على جمع اللقطات المتضادة للوصول إلى النتيجة. مشهد للمتظاهرين يتبعه مشهد مضاد لشرطة قمع الشغب (لقطتان لقوتين متضادتين) ثم اندلاع أعمال العنف كنتيجة.

هذه الأنواع المختلفة من المونتاج يمكن أن يستخدم الصحافي بعضا منها في مونتاج التقارير الإخبارية، والتحقيقات بشكل يجعل من تأثير هذه التقارير أقوى وفنياً أجمل، ولكن دون الدخول في حقل المؤثرات والحيل السينمائية. ولكن الاحتفاظ فقط بالمنطق الواقعي والحقيقي.