أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-02
519
التاريخ: 24-04-2015
1993
التاريخ: 25-04-2015
4977
التاريخ: 2024-09-01
342
|
عرّف الشهيد الصدر السياق وأثره في فهم مراد المتكلم بقوله :
«... ونريد بالسياق كل ما يكشف اللفظ الذي نريد فهمه من دوالّ أخرى ، سواء كانت لفظية ، كالكلمات التي تشكل مع اللفظ الذي نريد فهمه كلاما واحدا مترابطا ، او حالية كالظروف والملابسات التي تحيط بالكلام ، وتكون ذات دلالة في الموضوع ...» (1).
الواضح أن المتكلم والكاتب حينما يرتب أفكار الحديث وألفاظه أو موضوعه الكتابي ، ويضع العبارات في سياق متتابع ، فيضع هذه العبارة في موقع معيّن ، ويضع غيرها في موضع آخر ، وهو ملتفت الى ما يفعل ، وقاصد لذلك إنما يريد أن يوضح مراده بتنظيم كلامه ، وترتيب أفكاره وعباراته ، وبعبارة أخرى يكون السياق أو البنية المتتالية للنص قرينة يلجأ اليها في فهم مراده وقصده من كلامه.
والقرآن الحكيم هو كلام اللّه تعالى المتصف بالدقة والإتقان ، لذا فإنّ اختيار هذه المفردة دون غيرها لم يكن أمرا جزافا ، بل لغرض وغاية ترتبط بالبلاغة والمعنى.
والقرآن قد نظم بمشيئة إلهية على شكل سور ، تشكل كل سورة منه وحدة قرآنية مستقلة ، كما أن موضع كل كلمة وجملة وآية في القرآن ، قد حدّد تحديدا إلهيّا في سياق السورة وبنيتها لإبراز المعنى المراد.
وقد بيّن ابن عباس اهتمام الوحي بالسياق القرآني ، وأن موضع الآية في السورة من القرآن إنما هو وضع إلهي ، أي جزء من إلهيّة القرآن.
وبيّن ذلك بقوله (رض) : «كان جبريل عليه السّلام إذا نزل على النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالوحي يقول له : ضع هذه الآية في سورة كذا ، في موضع كذا. فلما نزل عليه : {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة : 281] قال : ضعها في سورة البقرة».
لذا فأنّ الآية السابقة واللاحقة كثيرا ما تعين على فهم الآية ذات العلاقة بها ، ومعرفة دلالتها ومصداقها إلّا إذا وجدنا قرينة أخرى مفسّرة على خلاف السياق ، كسبب النزول ، أو بيان نبوي ... الخ.
ولننقل مثالا على أثر السياق في تفسير المعنى عن المفسّر الكبير الشيخ الطبرسي رحمه اللّه قال : «النظم : ووجه اتصال قوله {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البقرة : 189] بقوله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ} [البقرة : 189] أنه لما بيّن أن الأهلة مواقيت للناس والحج ، وكانوا إذا أحرموا يدخلون البيوت من ورائها عطف عليها قوله {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البقرة : 189] وقيل :
إنّه لمّا بيّن أن أمورنا مقدرة بأوقات قرن به قوله {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البقرة : 189] أي فكما أن أموركم مقدرة بأوقات ، فلتكن أفعالكم جارية على الاستقامة باتباع ما أمر اللّه به ، والانتهاء عمّا نهى عنه؛ لأنّ اتباع ما أمر به ، خير من اتباع ما لم يأمر به».
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف يصدر كتابًا جديدًا بعنون (حاشية على رسائل الشيخ الأنصاري)
|
|
|