الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
حادثة واقعية
المؤلف:
أريج الحسني
المصدر:
إستمتع بحياتك وعش سعيداً
الجزء والصفحة:
ص241ـ242
21-9-2020
2785
في مطار من المطارات نام أحد المسافرين في إحدى الرحلات الجوية في قاعة الانتظار وهو ينتظر موعد الإقلاع وصحا فجأة من نومه والطيارة تقلع فجن جنونه وشعر بكآبة شديدة لم يشعر بمثلها من قبل، فإذا سألته عن أهمية الرحلة التي خسرها سيحكي لك خسارات فادحة، وما هي إلا دقائق وإذا بالطائرة تنفجر أثناء الإقلاع، ورغم أن الحادث كان مريعاً إلا أنه ولد من جديد وقال: رب ضارة نافعة.
قد يقول البعض إن هذا من باب الصدفة هنا، سأنطلق من جانب فلسفي وهو أن لكل شيء في الحياة فائدة ولكننا غالباً لا نرى فوائد كثير من الأشياء، فالنار المحرقة هي نفسها التي تسلق لنا البيض اللذيذ.
وقد يشعر البعض أن هناك خططاً ودسائس تدبر لهم وقد نفّذ بعضها مما يجعلهم يكتئبون ويضيقون وإذا بالسحر ينقلب على الساحر وتتحول نتائج الضرر إلى فوائد كقوله تعالى {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30].
وقد يضطر الإنسان للكذب دفاعاً عن نفسه معتقداً أن الكذب قد ينقذه وهو مخطئ في اعتقاده كما جاء في الحديث الشريف "تحروا الصدق فإن رأيتم فيه الهلكة فإن فيه النجاة... إلى آخر الحديث. وهكذا بإمكاننا أن ننظر لما نعتقده ضاراً إما بالنظر إلى فوائده، أو نقوم بتعديله لنجعله في صالحنا، فالليمون الحامض بإمكاننا أن نعدل فيه بتقطيعه وخلطه مع قليل من الماء والسكر فيتحول إلى عصير حلو، وإذا لم نستطع التصرف أو التفكير في الفوائد فعلينا بالصبر فإن ما نعتقده ضاراً قد كتبه الله لنا، وقد يكون فيه النفع الغائب عن أعيننا وأذهاننا قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة: 216].
إن القرآن الكريم والحديث الشريف وقصصاً كثيرة عبر التاريخ وتأملات فلسفية في كنه الأشياء وأفعالاً تعايشها يومياً كل ذلك يؤكد أن ما نعتقده ضاراً قد يكون نافعاً، وعلينا أن نثق بذلك ونبحث عن مكمن الفائدة، أو كيف نعدل في الظرف بما فيه صالح، وإن لم نستطع شيئاً من تفكير أو تعديل فعلينا بالإيمان بما هو مكتوب والصبر عليه وبهذا نكون قد كسبنا كل شيء كما جاء الحديث الشريف "عجباً للمؤمن لا يقضي الله تعالى له قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن".
فهل عزيزي القارئ تستطيع بعد كل هذا أن تتأمل في فوائد المصائب وتستفيد منها؟ وأقلها أنها تدرّبك على مواجهة الصعاب مستقبلاً فالسوط الذي لا يكسر ظهرك يقويه.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
