تختلف عمليات الاتصال اختلافاً جذرياً بحسب تنوع الوسيلة ، وبحسب الزمان والمكان المستخدمة فيهما ، ولهذه العوامل تأثير مباشر على مختلف الأصعدة. فلا يمكن مثلا إذا أردنا التواصل مع بعض شرائح المجتمع التي يغلب على أفرادها الأمية، أو مع فئة معينة من الأطفال، أن نتوجه إليهم عبر صحيفة أو مجلة، ولا يمكن في الوقت ذاته إذا رغبنا توجيه رسالة محددة لمجموعة من المثقفين أن نستخدم الإذاعة أو التلفزيون على سبيل المثال، ولا يمكن أيضا !ذا أردنا أن نتوجه إلى جمهور عريض أن نستخدم الانترنيت. وهكذا نرى أن المتخصصين في مجالات الاتصال يعرفون كيف ، ومتى ، وأين ، وبأية وسيلة يتوجهون بها إلى مختلف شرائح المجتمع حسب الطلب، وهذا ما نراه بشكل جلي مثلا في الحملات الانتخابية في بعض الدول ذات الأنظمة الديمقراطية، حيث يوظف كل مرشح مجموعة من المتخصصين في مجال الاتصال تنحصر وظيفتهم بإسداء النصائح للمرشح، وتلقينه كيف، ومتى، وبماذا وبأي وسيلة يتوجه إلى جمهور معين بحد ذاته، وكذلك كيف يديرون الحملة الانتخابية، وكيف يستخدمون مختلف وسائل الإعلام المتاحة بين أيديهم في صالح مرشحهم. بل أن العملية الانتخابية باتت تعتمد اعتماداً كلياً على الإعلام وآخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال، فالدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في هذه العملية بات أساسياً في فوز هذا المرشح أو ذاك.

لذا لابد من التعرف على مختلف وسائل الاتصال، والمواد التي يتم بثها عبرها ، وتكيف تطورت هذه الوسائل وبات لكل وسيلة خواصها الأساسية في التعامل مع النص، أو الصورة، ومع المستقبل نفسه.

إن مادة الاتصال التي نريد أن نرسلها من مكان إلى آخر، أو من مرسل إلى مستقبل يصطلح على تسميتها عادة في علم الإعلام ((بالرسالة)) لأنها توصل معلومة محددة من شخص إلى آخر، أو إلى مجموعة تكبيرة من الأشخاص. وتختلف الرسالة في جوهرها فيمكن أن تكون رسالة شفهية ، أو رسالة مكتوبة ، أو مرموزة ، كما تختلف أيضاً من وسيلة اتصال إلى أخرى.