تشكل الحصانة النفسية ومتانة الشخصية الركن الثالث والمكمل لمتطلبات ولوج سوق العمل حيث أن الركن الأول هو الاقتدار المعرفي والركن الثاني هو ثقافة الانجاز، ويقصد بالحصانة النفسية درجة عالية من المناعة النفسية والمرونة والقدرة على التكيف وإيجاد الحلول للمشكلات المتجددة والتعامل مع المواقف الطارئة.

وفي الإعلام فعلى الأفراد امتلاك قدرة ومهارة في الحصانة النفسية بحيث أن لا يتأثروا بشكل كامل بكل ما تعرضه وسائل الإعلام، لأن وسائل الإعلام هدفها عادة اقتصادي وتبحث عن جمع الأموال بكل الطرق.

والتحصين في مجمله هو مجموعة الإجراءات والترتيبات التي يعدها المربون والمفكرون وذلك لتحقيق هدفين أساسيين هما :

1- الثبات أمام التيارات الوافدة التي تهدف إلى زعزعة ثقة الأمة.

2- استمرار عطاء الأمة وحثها على الصحوة واليقظة لمتابعة مسيرتها وهذا يعني المزيد من السعي الحثيث لتحسين معالم الحضارة.

والتحصين يقوم على عنصرين أساسيين هما : عنصر موجه إلى الفرد، وعنصر.

موجه إلى الجماعة.

أولا : الحصانة الذاتية .. الموجه للفرد او يقصد بها :

حماية الفرد من الوقوع في الخطأ بإتباعه الأساليب التربوية الكفيلة بوقايته من الآثار السلبية للحضارة والتقنية الحديثة وذلك بعدة اساليب من أهمها :

1- أسلوب القدوة الحسنة.

2- أسلوب المحاورة والمناقشة.

3- اسلوب التوجيه بالموعظة الحسنة، وإعطاء أمثلة على تلك الأساليب من الواقع. ثانياً : الحصانة الذاتية للمجتمع : ويقصد بها :

اولا : الاهتمام بما يقدم للنشء وسائل الإعلام المختلفة بحيث لا تتضمن في طياتها بشكل مباشر أو غير مباشر ما يسمم أفكار وعقول النشء.

ثانياً : عقد الندوات والحلقات التي تقدم في وسائل الإعلام بحيث تهدف إلى توعية الآباء والأهل والمربين وتوجيههم نحو أصول التربية والرسائل التربوية السليمة التي يمكن أن يتبعها الآباء والمربون في تحصين الأبناء تحصيناً جيداً ضد التقنية الحديثة ومضارها.

كما ان الحصانة انواع :

الحصانة القيمية : وذلك بالتربية الصالحة للأبناء بإتباع الأساليب التربوية الحسنة.

الحصانة الصحية : بمعرفة العادات الغذائية الصحيحة وما يؤدي إلى الأمراض وهذه لها مجالها عند المهتمين بالنواحي الصحية.

الحصانة النفسية : بالإشباع العاطفي وذلك بإشباع الحاجات النفسية الأساسية للفرد بما يتناسب وفطرته السليمة ويتفق مع النظام القيمي في المجتمع.

الحصانة الفكرية: بالعلم والتثقيف والمقصود به حماية عقول النشء من الآثار السلبية والفكرية الشاذة الموجودة في المجتمع سواء ما كان عن طريق التلقي المباشر من وسائل التقنية الحديثة أو من أصدقاء السوء.

ذلك ان الزخم الهائل من القنوات الفضائية التي تنصب ليل نهار على رؤوس الأفراد والتي تأتي من ثقافات وقيم متنوعة تختلف في بيئاتها عن بيئاتها ، مما يشكل تناقصا كبيراً بين ثقافتنا وثقافة تلك الدول، الأمر الذي يؤدي إلى التأثير على ثقافة وسلوكيات النشء.