أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
1365
التاريخ: 5-10-2014
1523
التاريخ: 13-11-2014
1659
التاريخ: 13-02-2015
2684
|
المريض يحتاج إلى شفاء ورحمة، والشفاء يتمثل في استخدام العقاقير الطبية التي يصفها له الطبيب، وأما الرحمة فلأن المريض قد تعطلت كل طاقاته وقدراته فهو لا يمتلك القدرة البدنية والنفسية على مجابهة الحياة.
المرض قد يكون في البدن، كما أنه قد يكون في القلب والنفس وينعكس ذلك على المجتمع بشكل مباشر.
كيف يمرض القلب وكيف يمرض المجتمع؟
حينما يذاع نبأ انتشار جرثومة مرض ما، فإن الجميع يهرع إلى السؤال عن طرق الوقاية خشية الإصابة بهذا المرض، وقد يبالغ الفرد من شدة خوفه في تجنب طرق العدوى لهذا الوباء.
وفي حال الإصابة به سيكون سعيه نحو الطريقة الفضلى في كيفية العلاج، والشفاء التام منه، حتى لو كلفه ذلك إمكانيات مادية ضخمة.
هذا في حالة كون المرض عضوي، أما في حالة كون الفيروس يصيب النفس والقلب، فإن علاجه وطرق الوقاية تكون اصعب بكثير، لأن مجاهدة النفس صعبة، وعلاجها يتطلب المزيد من الجهد والوقت. وفي حديث للإمام علي (عليه السلام) «إن هذه النفس لأمارة بالسوء، فمن أهملها جمحت به إلى المآثم» (1)
ويبدأ المرض عند ارتكاب أول معصية للفرد، فتلك تكون بوابة الانحراف للحياة المستقيمة، وللفطرة السليمة، فتسبب نتائج سيئة لنفسه ولمجتمعه، فالذي يشرب الخمر، والذي يقامر، والذي يزني، ويرتكب الموبقات، يسبب لنفسه حياة مليئة بالمشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية.
والمنحرف يتصور أنه يضر نفسه فقط أو كما يدّعي البعض أنها مرحلة وتزول، بل إن حاضره ومستقبله في خطر، وينعكس ذلك على الجيل القادم، الذي يتأثر بسلبيات الماضي، وتلعب عوامل الوراثة دورا كبيرا إلى جانب تلك المخلفات السلبية السيئة التي خلفها في المجتمع، فلا هو ربح الدنيا {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } [طه : 124] ولا الآخرة {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه : 124]
إذا الفرد هنا يكون أداة هدم في المجتمع، ووسيلة تخريب، لأنه بمعاصيه لا يضر نفسه، وإنما يضر مجتمعه أيضا، ولا يستطيع أن يبني ما هدمه، ما دام في غيه مستمر. وفي الحديث للإمام علي (عليه السلام) «كيف يصلح غيره من لا يصلح نفسه» و«كيف يهدي غيره من يضل نفسه» «كيف ينصح غيره من يغش نفسه» (2).
أليس ما يحدث اليوم من تصرف على الصعيد الاجتماعي والسياسي حيث الفقر والجوع والحروب وتلوث البيئة، وما يستتبع ذلك من فساد، وإزهاق للنفس البريئة، كموت الأطفال في العالم اليوم، وزيادة الأمراض، وانتشار الأوبئة، نتيجة حتمية لذلك. فعالم اليوم لا يتصف بالحكمة ولا العقلنة، لأنه فقد الموازين، بابتعاده عن القيم الربانية، وهو نوع من السفاهة والمرض النفسي، حيث أنه مخالفة لأدنى وابسط قواعد الحياة والفطرة والعقل.
ففي رواية «أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) رأى إنسانا يتصرف تصرفا سيئا، فقال من هذا قالوا : هو مجنون فقال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ليس هذا بمجنون بل هو مبتلى ، قالوا : فمن المجنون يا رسول اللّه، قال : المجنون الذي يعصي اللّه». (3)
إذا من الواضح أن الأمر لا يحتاج إلا أن ننظر إلى علامات وملامح المرض في مجتمعنا، فقد ظهرت من خلال التدني وظهور النواقص ومشاهدة حالة التفسخ من الدين، والارتباط بالثقافات الأخرى، والتيارات البعيدة عن روح البرامج السماوية.
فما دام الأمر كذلك فكيف يكون العلاج والخلاص للعالم لا لأمة الإسلام فقط؟
________________
1. غرر الحكم .
2. غرر الحكم .
3. الصياغة الجديدة ص 18 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|