المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة نسف‌
10-1-2016
المثانة البولية
7-7-2016
آداب العزوبية
22-6-2017
أسئلة سليمان المروزي
30-7-2016
The Ideal Gas Law and Some Applications
1-11-2020
معنى كلمة عقر
17-12-2015


تفسير الأية (42-48) من سورة طه  
  
4474   03:00 مساءً   التاريخ: 6-9-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الطاء / سورة طه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-9-2020 8855
التاريخ: 9-9-2020 3990
التاريخ: 6-9-2020 13092
التاريخ: 9-9-2020 4017

 

قال تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَويَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوأَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } [طه: 42 - 48]

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي } أي: بحججي ودلالاتي وقيل بالآيات التسع عن ابن عباس {ولا تنيا في ذكري} أي: ولا تضعفا في رسالتي عن ابن عباس وقيل ولا تفترا في أمري عن السدي وقيل ولا تقصرا عن محمد بن كعب أي: لا يحملنكما خوف فرعون على أن تقصرا في أمري { اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ} كرر الأمر بالذهاب للتأكيد وقيل إن في الأول خص موسى بالأمر وفي الثاني أمرهما ليصيرا نبيين وشريكين في الأمر ثم بين من يذهبان إليه.

 {أنه طغى} أي: جاوز الحد في الطغيان { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} أي: ارفقا به في الدعاء والقول ولا تغلظا له في ذلك عن ابن عباس وقيل معناه كنياه عن السدي وعكرمة وكنيته أبوالوليد وقيل أبوالعباس وقيل أبومرة وقيل إن القول اللين هو هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى عن مقاتل وقيل هو أن موسى أتاه فقال له تسلم وتؤمن برب العالمين على أن لك شبابك فلا تهرم وتكون ملكا لا ينزع الملك منك حتى تموت ولا تنزع منك لذة الطعام والشراب والجماع حتى تموت فإذا مت دخلت الجنة فأعجبه ذلك وكان لا يقطع أمرا دون هامان وكان غائبا فلما قدم هامان أخبره بالذي دعاه إليه وأنه يريد أن يقبل منه فقال هامان قد كنت أرى أن لك عقلا وإن لك رأيا بينا أنت رب وتريد أن تكون مربوبا وبينا أنت تعبد وتريد أن تعبد فقلبه عن رأيه وكان يحيى بن معاذ يقول هذا رفقك بمن يدعي الربوبية فكيف رفقك بمن يدعي العبودية.

 { لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَويَخْشَى } أي: ادعواه على الرجاء والطمع لا على اليأس من فلاحه فوقع التعبد لهما على هذا الوجه لأنه أبلغ لهما في دعائه إلى الحق قال الزجاج والمعنى في هذا عند سيبويه اذهبا على رجائكما وطمعكما والعلم من الله قد أتى من وراء ما يكون وإنما يبعث الرسل وهم يرجون ويطمعون أن يقبل منهم والمراد بيان الغرض بالبعثة أي ليتذكر ما أغفل عنه من ربوبية الله تعالى وعبودية نفسه ويخشى العقاب والوعيد في قوله سبحانه { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا } على دلالة وجواب يرفق في الدعاء إلى الله وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليكون أسرع إلى القبول وأبعد من النفور وقيل إن هارون كان بمصر فلما أوحى الله تعالى إلى موسى أن يأتي مصر أوحى إلى هارون أن يتلقى موسى فتلقاه على مرحلة ثم ائتمرا وذهبا إلى فرعون .

لما أمر الله سبحانه موسى وهارون أن يمضيا إلى فرعون ويدعواه إليه { قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا} أي: نخشى أن يتقدم فينا بعذاب ويعجل علينا { أَوأَنْ يَطْغَى } أي: يجاوز الحد في الإساءة بنا وقيل معناه أنا نخاف أن يبادر إلى قتلنا قبل أن يتأمل حجتنا أوأن يزداد كفرا إلى كفره بردنا { قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا } بالنصرة والحفظ معناه إني ناصركما وحافظكما {أسمع} ما يسأله عنكما فألهمكما جوابه {وأرى} ما يقصدكما به فأدفعه عنكما فهومثل قوله {فلا يصلون إليكما} ثم فسر سبحانه ما أجمله فقال {فأتياه} أي: فأتيا فرعون { فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} أي: أرسلنا إليك خالقك بما ندعوا إليه { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} أي: أطلقهم وأعتقهم عن الاستعباد {ولا تعذبهم} بالاستعمال في الأعمال الشاقة {قد جئناك ب آية من ربك} أي بدلالة واضحة ومعجزة لائحة من ربك تشهد لنا بالنبوة { وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} قال الزجاج لم يرد بالسلام هنا التحية وإنما معناه: إن من اتبع الهدى سلم من عذاب الله ويدل عليه قوله بعده { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} أي: إنما يعذب الله سبحانه من كذب بما جئنا به وأعرض عنه فأما من اتبعه فإنه يسلم من العذاب وهاهنا حذف وهو فأتياه فقالا له ما أمرهما الله تعالى به.

______________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج7،ص23-26.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ اذْهَبْ أَنْتَ وأَخُوكَ بِآياتِي ولا تَنِيا فِي ذِكْرِي }. المراد بالآيات هنا المعجزات ، وهي العصا واليد البيضاء وغيرهما من الآيات التي أشرنا إليها عند تفسير الآية 101 من سورة الإسراء . ومعنى لا تنيا في ذكري لا تتهاونا في رسالتي والتذكير بأمري ونهيي { اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى }. اذهبا تأكيد لاذهب أنت وأخوك ، وتقدم نظيره في الآية 23 من هذه السورة .

{فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَويَخْشى} . وإذا تذكر أصحاب الشركات الاحتكارية في هذا العصر يتذكر فرعون ويخشى .. ومهما يكن فان هذه الآية تحدد أسلوب الدعوة إلى دين اللَّه ، وبالأصح تحدد أسلوب الإقناع بالحق ، ونظيرها قوله تعالى : { ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } - 125 النحل ، والموعظة الحسنة أن يشعر معها المخطئ تلقائيا بخطئه ، والضال بضلاله ، ويرى نفسه بعيدا عن الحق والواقع : « وقالُوا لَو كُنَّا نَسْمَعُ أَونَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ » - 10 الملك .

والشرط الأول للموعظة الحسنة ان لا يريد الواعظ بموعظته الا الإصلاح ، بحيث يعتقد المقصود بالموعظة أوغيره من أهل الوعي ان الغاية الأولى والأخيرة هي مصلحته وهدايته ، والشرط الثاني أن تكون الموعظة بالقول اللين ، ومما قاله موسى لفرعون : { هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى وأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى} - 19 النازعات .

أنظر ج 4 ص 564 .

{ قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوأَنْ يَطْغى }. انك تعلم يا إلهنا جبروت فرعون وعتوّه ، وانه لا رادع يردعه عن الغدر بنا والأمر بقتلنا قبل أن يستمع إلى ما زودتنا به من البينات والدلائل ، فهل لك أن تتفضل علينا بما نأمن معه من غوائله ؟ { قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرى } . فأنا الكافل الضامن لسلامتكما من غدره وغوائله . وكفى باللَّه حافظا ونصيرا .

وتسأل : ان ضمير قالا مثنى يعود إلى موسى وهارون ، مع العلم بأن هارون لم يكن مع موسى في موقف المناجاة ، فما هو الوجه لذلك ؟ .

وأجاب بعض المفسرين بأن هذا القول كان من موسى بلسان المقال ، ومن هارون بلسان الحال ، لأن هارون تابع لموسى ، ويجوز ان يكون هذا القول منهما بعد ذهاب موسى إلى مصر واجتماعه بأخيه ، وقبيل ذهابهما إلى فرعون . . ومن عادة القرآن أن يطوي كل كلام تدل عليه قرينة حالية أومقالية .

{ فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ ولا تُعَذِّبْهُمْ } بالأسر والتسخير وذبح الأبناء واستخدام البنات . وتقدم نظيره في الآية 104 من سورة الأعراف ج 3 ص 374 . { قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ } بحجة كافية ، ودليل قاطع على صدقنا { والسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى } . والهدى هو دين اللَّه ، والسلام الأمان من عذابه ، والمعنى ان من دخل في دين اللَّه فقد سلم من عذاب الحريق { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وتَوَلَّى } . هذا تهديد وإنذار لفرعون بالهلاك والدمار ان استهان بشأن موسى وهارون ، وأنكر رسالتهما ، واستمر في غيه وعتوه .

______________

1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 219-220.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى:{ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} تجديد للأمر السابق خطابا لموسى وحده في قوله:{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} بتغيير ما فيه بإلحاق أخي موسى به لتغير ما في المقام بإيتاء سؤال موسى أن يشرك هارون في أمره فوجه الخطاب ثانيا إليهما معا.

وأمرهما أن يذهبا بآياته ولم يؤت وقتئذ إلا آيتين وعد جميل بأنه مؤيد بغيرهما وسيؤتاه حين لزومه، وأما القول بأن المراد هما الآيتان والجمع ربما يطلق على الاثنين، أوأن كلا من الآيتين ينحل إلى آيات كثيرة مما لا ينبغي الركون إليه.

وقوله:{ وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} نهي عن الوني وهو الفتور، والأنسب للسياق السابق أن يكون المراد بالذكر الدعوة إلى الإيمان به تعالى وحده لا ذكره بمعنى التوجه إليه قلبا أولسانا كما قيل.

قوله تعالى:{ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} جمعهما في الأمر ثانيا فخاطب موسى وهارون معا وكذلك في النهي الذي قبله في قوله:{ولا تنيا} وقد مهد لذلك بإلحاق هارون بموسى في قوله:{ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ } وليس ببعيد أن يكون نقلا لمشافهة أخرى وتخاطب وقع بينه تعالى وبين رسوليه مجتمعين أومتفرقين بعد ذاك الموقف ويؤيده سياق قوله بعد:{ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا } إلخ.

والمراد بقوله:{ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} المنع من أن يكلماه بخشونة وعنف وهو من أوجب آداب الدعوة.

وقوله:{ لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} رجاء لتذكره أوخشيته وهو قائم بمقام المحاورة لا به تعالى العالم بما سيكون، والتذكر مطاوعة التذكير فيكون قبولا والتزاما لما تقتضيه حجة المذكر وإيمانه به والخشية من مقدمات القبول والإيمان فمآل المعنى لعله يؤمن أويقرب من ذلك فيجيبكم إلى بعض ما تسألانه.

واستدل بعض من يرى قبول إيمان فرعون حين الغرق على إيمانه بالآية استنادا إلى أن{لعل} من الله واجب الوقوع كما نسب إلى ابن عباس وقدماء المفسرين فالآية تدل على تحتم وقوع أحد الأمرين التذكر أوالخشية وهو مدار النجاة.

وفيه أنه ممنوع ولا تدل عسى ولعل في كلامه تعالى إلا على ما يدل عليه في كلام غيره وهو الترجي غير أن معنى الترجي في كلامه لا يقوم به، تعالى عن الجهل وتقدس وإنما يقوم بالمقام بمعنى أن من وقف هذا الموقف واطلع على أطراف الكلام فهم أن من المرجوأن يقع كذا وكذا وأما في كلام غيره فربما قام الترجي بنفس المتكلم وربما قام بمقام التخاطب.

وقال الإمام الرازي في تفسيره، إنه لا يعلم سر إرساله تعالى إلى فرعون مع علمه بأنه لا يؤمن إلا الله، ولا سبيل في المقام وأمثاله إلى غير التسليم وترك الاعتراض.

وهو عجيب فإنه إن كان المراد بسر الإرسال وجه صحة الأمر بالشيء مع العلم باستحالة وقوعه في الخارج فاستحالة وقوع الشيء أووجوب وقوعه إنما ذلك حال الفعل بالقياس إلى علته التامة التي هي الفاعل وسائر العوامل الخارجة عنه في وجوده والأمر لا يتعلق بالفعل من حيث حاله بالقياس إلى جميع أجزاء علته التامة وإنما يتعلق به من جهة حاله بالقياس إلى الفاعل الذي هو أحد أجزاء علته التامة ونسبة الفعل وعدمه إليه بالإمكان دائما لكونه علة ناقصة لا تستوجب وجود الفعل ولا عدمه فالإرسال والدعوة وكذا الأمر صحيح بالنسبة إلى فرعون لكون الإجابة والائتمار بالنسبة إليه نفسه اختيارية ممكنة وإن كانت بالنسبة إليه مع انضمام سائر العوامل المانعة مستحيلة ممتنعة، هذا جواب القائلين بالاختيار، وأما المجبرة – وهو منهم - فالشبهة تسري عندهم إلى جميع موارد التكاليف لعموم الجبر وقد أجابوا عنها على زعمهم بأن التكليف صوري يترتب عليه تمام الحجة وقطع المعذرة.

وإن كان المراد بسر الإرسال مع العلم بأنه لا يؤمن الفائدة المترتبة عليه بحيث يخرج بها عن اللغوية فالدعوة الحقة كما تؤثر أثرها في قوم بتكميلهم في جانب السعادة كذلك تؤثر أثرها في آخرين بتكميل شقائهم، قال تعالى:{ ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوشِفَاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ولَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا:} الإسراء: 82، ولو ألغي التكميل في جانب الشقاء لغا الامتحان فيه فلم تتم الحجة فيه، ولا انقطع العذر، ولولم تتم الحجة في جانب وانتقضت لم تنجع في الجانب الآخر وهو ظاهر.

قوله تعالى:{ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى } الفرط التقدم والمراد به بقرينة مقابلته الطغيان أن يعجل بالعقوبة ولا يصبر إلى إتمام الدعوة وإظهار الآية المعجزة، والمراد بأن يطغى أن يتجاوز حده في ظلمه فيقابل الدعوة بتشديد عذاب بني إسرائيل والاجتراء على ساحة القدس بما كان لا يجترىء عليه قبل الدعوة ونسبة الخوف إليهما لا بأس بها كما تقدم الكلام فيها في تفسير قوله تعالى:{قال خذها ولا تخف}.

واستشكل على الآية بأن قوله تعالى في موضع آخر لموسى في جواب سؤاله إشراك أخيه في أمره قال:{ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا }: القصص: 35}، يدل على إعطاء الأمن لهما في موقف قبل هذا الموقف لقوله{ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } فلا معنى لإظهارهما الخوف بعد ذلك.

وأجيب بأن خوفهما قبل كان على أنفسهما بدليل قول موسى هناك. { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ }: الشعراء - 14، والذي في هذه الآية خوف منهما على الدعوة كما تقدم.

على أن من الجائز أن يكون هذا الخوف المحكي في الآية هو خوف موسى قبل في موقف المناجاة وخوف هارون بعد بلوغ الأمر إليه فالتقطا وجمعا معا في هذا المورد، وقد تقدم احتمال أن يكون قوله:{اذهبا إلى فرعون} إلى آخر الآيات، حكاية كلامهما في غير موقف واحد.

قوله تعالى:{ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} أي لا تخافا من فرطه وطغيانه إنني حاضر معكما أسمع ما يقال وأرى ما يفعل فأنصركما ولا أخذلكما فهو تأمين بوعد النصرة، فقوله:{لا تخافا} تأمين، وقوله:{ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} تعليل للتأمين بالحضور والسمع والرؤية، وهو الدليل على أن الجملة كناية عن المراقبة والنصرة وإلا فنفس الحضور والعلم يعم جميع الأشياء والأحوال.

وقد استدل بعضهم بالآية على أن السمع والبصر صفتان زائدتان على العلم بناء على أن قوله:{إنني معكما} دال على العلم ولودل{أسمع وأرى} عليه أيضا لزم التكرار وهو خلاف الأصل.

وهو من أوهن الاستدلال، أما أولا: فلما عرفت أن مفاد{إنني معكما} هو الحضور والشهادة وهو غير العلم.

وأما ثانيا: فلقيام البراهين اليقينية على عينية الصفات الذاتية وهي الحياة والقدرة والعلم والسمع والبصر بعضها لبعض والمجموع للذات، ولا ينعقد مع اليقين ظهور لفظي ظني مخالف البتة.

وأما ثالثا: فلأن المسألة من أصول المعارف لا يركن فيها إلى غير العلم، فتتميم الدليل بمثل أصالة عدم التكرار كما ترى.

قوله تعالى:{ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} إلى آخر الآية، جدد أمرهما بالذهاب إلى فرعون بعد تأمينهما ووعدهما بالحفظ والنصر وبين تمام ما يكلفان به من الرسالة وهو أن يدعوا فرعون إلى الإيمان وإلى رفع اليد عن تعذيب بني إسرائيل وإرسالهم معهما فكلما تحول حال في المحاورة جدد الأمر حسب ما يناسبه وهو قوله أولا لموسى:{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}، ثم قوله ثانيا لما ذكر أسئلته وأجيب إليها:{اذهب أنت وأخوك}{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}، ثم قوله لما ذكرا خوفهما وأجيبا بالأمن:{فأتياه فقولا} إلخ، وفيه تفصيل ما عليهما أن يقولا له.

فقوله:{ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} تبليغ أنهما رسولا الله، وفي قوله بعد:{ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى } إلخ، دعوته إلى بقية أجزاء الإيمان.

وقوله:{ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ} تكليف فرعي متوجه إلى فرعون.

وقوله:{ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ} استناد إلى حجة تثبت رسالتهما وفي تنكير الآية سكوت عن العدد وإشارة إلى فخامة أمرها وكبر شأنها ووضوح دلالتها.

وقوله:{ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى } كالتحية للوداع يشار به إلى تمام الرسالة ويبين به خلاصة ما تتضمنه الدعوة الدينية وهو أن السلامة منبسط على من اتبع الهدى والسعادة لمن اهتدى فلا يصادف في مسير حياته مكروها يكرهه لا في دنيا ولا في عقبى.

وقوله:{ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} في مقام التعليل لسابقه أي إنما نسلم على المهتدين فحسب لأن الله سبحانه أوحي إلينا أن العذاب وهو خلاف السلام على من كذب بآيات الله - أوبالدعوة الحقة التي هي الهدى - وتولى وأعرض عنها.

وفي سياق الآيتين من الاستهانة بأمر فرعون وبما تزين به من زخارف الدنيا وتظاهر به من الكبر والخيلاء ما لا يخفى، فقد قيل:{فأتياه} ولم يقل: اذهبا إليه وإتيان الشيء أقرب مساسا به من الذهاب إليه ولم يكن إتيان فرعون وهو ملك مصر وإله القبط بذاك السهل الميسور، وقيل:{فقولا} ولم يقل: فقولا له كأنه لا يعتني به، وقيل:{ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} و{بآية من ربك} فقرع سمعه مرتين بأن له ربا وهو الذي كان ينادي بقوله:{أنا ربكم الأعلى}، وقيل:{والسلام على من اتبع الهدى} ولم يورد بالخطاب إليه، ونظيره قوله:{ أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} من غير خطاب.

وهذا كله هو الأنسب تجاه ما يلوح من لحن قوله تعالى:{ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} من كمال الإحاطة والعزة والقدرة التي لا يقوم لها شيء.

وليس مع ذلك فيما أمرا أن يخاطباه به من قولهما:{إنا رسولا ربك} إلى آخر الآيتين خشونة في الكلام وخروج عن لين القول الذي أمرا به أولا فإن ذلك حق القول الذي لا مناص من قرعه سمع فرعون من غير تملق ولا احتشام وتأثر من ظاهر سلطانه الباطل وعزته الكاذبة.

______________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج14،ص125-129.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

أوّل لقاء مع فرعون الجبّار:

الآن وقد أصبح كلّ شيء مهيّأً، وكلّ الوسائل قد جعلت تحت تصرّف موسى، فقد خاطب الله سبحانه موسى وهارون. بقوله: { اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي}الآيات التي تشمل المعجزتين الكبيرتين لموسى (عليه السلام)، كما تشمل كلّ آيات الله وتعليماته التي هي بذاتها دليل على أحقّية دعوته، خاصّة وأنّ هذه التعليمات العظيمة المحتوى ظهرت على يد رجل قضى أهمّ سنيّ حياته في «رعي الأغنام»!.

ومن أجل رفع معنوياتهما، والتأكيد على بذل أقصى ما يمكن من المساعي والجهود، فقد أضاف سبحانه قائلا: { وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} وتنفيذ أوامري، لأنّ الضعف واللين وترك الحزم سيذهب بكلّ جهودكما أدراج الرياح، فأثبتا ولا تخافا من أي حادثة، ولا تهنا أمام أي قدرة.

بعد ذلك، يبيّن الهدف الأصل لهذه الحركة، والنقطة التي يجب أن تكون هدفاً لتشخيص المسار، فيقول: { اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} فإنّه سبب كلّ الشقاء والتعاسة في هذه المنطقة الواسعة، وما لم يتمّ إصلاحه فسوف لا ينجح أي عمل، لأنّ عامل تقدّم الاُمّة أو تخلّفها، سعادتها أو شقائها وبؤسها هو قادتها وحكّامها، ولذلك يجب أن يكونوا هدفكما قبل الجميع.

صحيح أنّ هارون لم يكن في ذلك الحين حاضراً في تلك الصحراء، ولكن الله أطلعه على هذه الحوادث كما ذكر المفسّرون، وقد خرج من مصر لإستقبال أخيه موسى لأداء هذه المهمّة، إلاّ أنّه لا مانع مطلقاً من أن يخاطبا معاً، وتوجّه إليهما مأمورية تبليغ الرسالة، في الوقت الذي لم يحضر غير أحدهما.

ثمّ بيّنت الآية طريقة التعامل المؤثّرة مع فرعون، فمن أجل أن تنفذا إليه وتؤثرا فيه { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} والفرق بين «يتذكّر» و «يخشى» هنا هو أنّكما إذا واجهتماه بكلام لطيف، رقيق، ملائم، وتبيّنان في الوقت ذاته المطالب بصراحة وحزم، فيحصل أحد الإحتمالين: أن يقبل من صميم قلبه أدلتكما المنطقيّة ويؤمن، والإحتمال الآخر هو أن يخاف على الأقل من العقاب الإلهي في الدنيا أو الآخرة، ومن زوال ملكه وقدرته، فيذعن ويسلم ولا يخالفكما.

ويوجد إحتمال ثالث أيضاً، وهو أنّه لا يتذكّر ولا يخشى، بل سيستمر في طريق المخالفة والمجابهة، وقد اُشير إلى ذلك بكلمة «لعلّ» وفي هذه الصورة فإنّ الحجّة قد تمّت عليه، وعلى كلّ حال فإنّ القيام بهذا العمل لا يخلو من فائدة.

لا شكّ أنّ الله تعالى يعلم عاقبة عمله، إلاّ أنّ التعبيرات المذكورة آنفاً درس لموسى وهارون وكلّ المصلحين والمرشدين إلى طريق الله(2).

ومع هذه الحال، فقد كان موسى وهارون قلقين من أنّ هذا الرجل القوي المتغطرس المستكبر، الذي عمّ رعبه وخشونته كلّ مكان، قد يقدم على عمل قبل أن يبلّغ موسى (عليه السلام) وهارون (عليه السلام) الدعوة، ويهلكهما، لذلك { قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى}.

«يفرط» من مادّة فرط ـ على وزن شرط ـ أي السبق والعجلة، ولذلك يقال للشخص الذي يردّ محلّ الماء أوّلا: فارط، ونقرأ في كلام الإمام علي (عليه السلام) أمّا قبور الموتى بجبانة الكوفة: «أنتم لنا فرط سابق»(3).

على كلّ حال، فإنّ موسى وهارون كانا مشفقين من شيئين: فإمّا أن يقسو فرعون ويستخدم القوّة قبل أن يسمع كلامهما، أو أنّه يقدم على هذا العمل بعد سماعه هذا الكلام مباشرة، وكلتا الحالين تهدّد مهمّتهما بالخطر.

إلاّ أنّ الله سبحانه قد أجابهما بحزم: فـ{ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} وبناءً على هذا، فمع وجود الله القادر معكما في كلّ مكان، الله الذي يسمع كلّ شيء، ويرى كلّ شيء، وهو حاميكما وسندكما، فلا معنى للخوف والرعب.

ثمّ يبيّن لهما بدقّة كيفية إلقاء دعوتهما في محضر فرعون في خمس جمل قصار قاطعة غنيّة المحتوى، ترتبط أوّلها بأصل المهمّة، والثّانية ببيان محتوى المهمّة، والثّالثة بذكر الدليل والسند، والرّابعة بترغيب الذين يقبلونها، وأخيراً فإنّ الخامسة تكفّلت بتهديد المعارضين.

فتقول أوّلا: { فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} والجميل هنا أنّهما بدل أن يقولا: (ربّنا) فإنّهما يقولان (ربّك) ليثيروا عواطف فرعون وإحساساته تجاه هذه النقطة بأنّ له ربّاً، وأنّهما رسولاه، ويكونان قد أفهماه بصورة ضمنيّة أن إدّعاء الرّبوبية لا يصحّ من أي أحد، فهي مختّصة بالله.

ثمّ تقول: { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ}. الصحيح أنّ دعوة موسى لم تكن من أجل نجاة بني إسرائيل من قبضة الفراعنة فقط، بل كانت ـ وبشهادة سائر آيات القرآن ـ تهدف أيضاً إلى نجاة فرعون والفراعنة أنفسهم من قبضة الشرك وعبادة الأوثان. إلاّ أنّ أهميّة هذا الموضوع، وإرتباطه المنطقي بموسى كان السبب في أن يضع إصبعه على هذه المسألة بنفسه، لأنّ إستغلال وإستعباد بني إسرائيل مع كلّ ذلك التعذيب والأذى لم يكن أمراً يمكن توجيهه.

ثمّ أشارت إلى دليلهما ووثيقتهما، فتقول: قولا له: { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ}فإنّا لا نتكلم إعتباطاً أو جزافاً، ولا نتحدّث من دون أن نمتلك الدليل، وبناءً على هذا، فإنّ العقل يحكم بأن تفكّر في كلامنا على الأقل، وأن تقبله إن كان صحيحاً ومنطقيّاً.

ثمّ تضيف الآية من باب ترغيب المؤمنين: { وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}. وهذه الجملة يمكن أن تشير أيضاً إلى معنى آخر، وهو أنّ السلامة في هذه الدنيا، والعالم الآخر من الآلام والعذاب الإلهي الأليم، ومن مشاكل الحياة الفردية والإجتماعية، من نصيب اُولئك الذين يتّبعون الهدى الإلهي، وهذه في الحقيقة هي النتيجة النهائية لدعو موسى.

وأخيراً، فإنّ الله يأمرهما أن يُفهماه العاقبة المشؤومة للتمرّد على هذه الدعوة وعصيانها، بقولهما له: { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}.

من الممكن أن يتوهّم متوهّم عدم تناسب هذه العبارة والحوار الملائم اللذين كانا قد اُمرا بهما. إلاّ أنّ هذا خطأ محض، فأي مانع من أن يقول طبيب حريص باُسلوب مناسب لمريضه: كلّ من يستعمل هذا الدواء سيشفى وينجو، وكلّ من يتركه فسينزل به الموت.

إنّ هذا بيان لنتيجة التعامل غير المناسب مع واقع ما، ولا يوجد فيه تهديد خاص، ولا شدّة في التعامل. وبتعبير آخر: فإنّ هذه حقيقة يجب أن تقال لفرعون بدون لفّ ودوران، وبدون أي تغطية وتورية.

________________

1- تفسير الامثل،ناصر مكارم الشيرازي،ج8،ص137-140.

2- لقد بحثنا في معنى (لعلّ) وبأي معنى وردت في القرآن بصورة مفصّلة في ذيل الآية (84) من سورة النساء.

3- نهج البلاغة، الكلمات القصار رقم 130.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .