أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016
1702
التاريخ: 5-5-2016
1806
التاريخ: 20-10-2015
4985
التاريخ: 18-5-2016
1449
|
قوله تعالى : { فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا } [الفرقان : 54] فالأسرة هي اللبنة التي تتكون منها المجتمعات البشرية.
وتتكون الأسرة عادة من الأب والأم والأولاد ذكورا كانوا أم إناثا.
وينسب الأولاد إلى الأب في الأسرة وتتم المصاهرة بين الأسر وبعضها البعض عن طريق البنات.
والبشر جميعا ينسبون إلى آدم عليه السلام فهم بنو آدم وهو أبو الآدميين جميعا.
وبناء على ما سبق يكون المعنى القريب أو المباشر للآية الكريمة. هو خلق البشر رجالا ونساء من الماء الدافق (المني) ليتم بينهما (بين الجنسين) التزاوج الذى عن طريقه يتم النسب والمصاهرة.
نسب البنين إلى الآباء والمصاهرة بين الأسر وبعضها البعض عن طريق البنات وبذلك يرتبط الجميع بوشائج الدم وصلات القربى.
هذا المعنى واضح في قوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم : 21]. في الأسرة الواحدة المكونة من أب وأم واحدة لأبناء متعددين ذكور وإناث يكون جميع الأبناء قد سكنوا على فترات متتالية رحم هذه الأم لا محالة فصلة الرحم بينهم واضحة بلا غموض.
ذا كان لهذه الأم إخوة وأخوات من أب وأم واحدة فهم لا شك بدورهم قد جمعهم رحم هذه الأم (جدة الأسرة الأولى).
وهكذا إذا تسلسلنا خلقا على هذا النحو فسوف تصل إلى :
1- إن رحم حواء قد سكنه على فترات كل أولادها من آدم ذكورا كانوا أم إناثا.
2- إن إناث الجيل الأول اللاتي تزوجن بإخوانهن قد سكن أرحامهن كل إناث وذكور الجيل الثاني.
3- وإذا تسلسلنا على النحو السابق لوجدنا أن كل أم لاحقة قد سكن رحمها ذكور وإناث من أبنائها وبناتها.
لكن هذه الأم بدورها كانت أختا لذكور وإناث سكنوا رحم أم سابقة وهكذا.
أي أن الناس جميعا تربطهم وحدة التكوين كما تربطهم وشائج الدم (القرابة).
يقول تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات : 13].
والجزء الثالث من الآية 54 من سورة الفرقان قوله تعالى : { وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا } [الفرقان : 54]. لا يستطيع أحد أن يحصى آثار قدرة الله التي تتجلى في كل شيء خلقه.
ولكن الآية الكريمة تعالج خلق البشر من ماء التناسل (المني) على النحو البديع المعجز.
شاء الله وقدر أن يخلق الحيوان المنوي كما تصنعه الخصية في صورة تخالف صور أي خلية أخرى في جسم الإنسان فجعله متحركا يتكون من رأس وذنب ومعدا بشكل خاص يؤهله لأداء وظيفته على الوجه الأكمل فكان خفيف الوزن أعداده كثيرة إذا ما قورنت بأعداد بويضات الأنثى (النسبة 250000 : 1).
وهذا ما يجعل فرص التلاقي والإخصاب كبيرة فالمعروف أن المشيج المذكر هو الذى ينتقل إلى حيث توجد البويضة في جهاز المرأة التناسلي.
وعندها يحدث الإخصاب ويبدأ نمو الجنين في رحم الأم.
يقول الله تعالى : {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران : 6].
تشير الآية الكريمة إلى وجه من الوجوه المعجزة لقدرة الباري المصور وهو تحول البويضة المخصبة وهي خلية واحدة ضئيلة الحجم إلى إنسان سويٍّ بكل ما يحويه جسمه من أجهزة وأعضاء وأنسجة بملايين الخلايا وآيات في البنيان والوظيفة.
وتنوه هذه الآية الكريمة عن المشيئة الإلهية المطلقة في تصوير الجنين إذ أن الله يودع في البويضة الدقيقة الحجم جميع المورثات (الجينات) التي تحدد جنس المولود ونصيبه من الخصائص الجسمانية بل ومواهبه العقلية والنفسية والسمات الرئيسية في تكوين الشخصية الوارثة وإن كانت تسير على قوانين ثابتة إلا أن هذا التحديد لكل فرد بذاته من التقاء بويضة بعينيها وحيوان منوي بعينه من بين ملايين الحيوانات المنوية هو من دلائل المشيئة المطلقة حتى أنه لا يتماثل فردان في العالم تماثلا تاما اللهم إلا في توائم البويضة الواحدة تكاد تتطابق.
ويقول الله تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ والْأَرْحامَ } [النساء : 1].
وقوله تعالى : {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ } [الأنفال : 75].
ويقول تعالى : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } [محمد : 22 ، 23].
ويقول الله تعالى في سورة لقمان : { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان : 34].
وقف البعض عند (و يعلم ما في الأرحام) وقالوا أن العلم الآن قد وصل إلى معرفة جنس الجنين باستخدام السونار هل المولود ذكر أم أنثى.
إن الآية الكريمة لا تقول يعلم من في الأرحام ولكن ما في الأرحام. تعنى أن الله سبحانه وتعالى يعلم كل ما يمس هذا الجنين من لحظة ميلاده إلى ساعة وفاته.
يعلم أن هذا الكائن ذكر أم أنثى. طويلا أم قصيرا. ذكيا أم غبيا. حليما أم غضوبا ... إلخ يعلم كل تفصيلة من تفصيلات حياته.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|