أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-26
177
التاريخ: 2024-09-08
229
التاريخ: 2023-04-18
1278
التاريخ: 2024-07-27
566
|
خلق اللّه الانسان من روح وجسد ، فكما يعتبر الايمان والعلم غذاء الروح ، فإنّ النظافة والطعام هما غذاء الجسد. لذا يتوجب غسل البدن بصورة دائمة كي نمنع عنه الأمراض العديدة ، والمضاعفات المختلفة.
ولو تفحصنا جسم الانسان لوجدناه مدينة صناعية كبيرة ، تقوم بأنواع الفعاليات من هدم وبناء ، وذو درجة حرارية ثابتة ، ويتم ذلك بواسطة ملايين الغدد العرقية والدهنية الموجودة في الجلد.
وهذا التعرق والتبخر المستمر في الجسم إذا لم ينظف ويزال ، فسوف يؤثر على الجسم ، وتنتج عنه أمراض جسدية وجلدية عديدة منها : نشوء حساسية في الجلد ، وبروز الأمراض الجلدية كالفطريات ، والعفنيات ، وانسداد أنابيب الغدد الدهنية ، ممّا يؤدي إلى كبرها بشكل غير طبيعي ، والتهابها ، إضافة إلى حصول اختلال بسيط في درجة حرارة جسم الانسان ، ناهيك عن حصول رائحة كريهة عند الانسان ، تشمئز منها النفوس عند الاقتراب منه.
لهذا فقد ركز الاسلام على سنة الغسل والنظافة ، وجعلها سنة من السنن الاسلامية العديدة. ويعتبر الغسل بعد الجنابة والجماع من الضروريات الصحية ، والواجبات الدينية ، لما له من فوائد عديدة ، فعملية الجماع عملية شاقة ، تصرف فيها طاقة كبيرة ، وتشارك فيها معظم أجهزة الجسم ، وتفرز فيها هرمونات مختلفة ، ممّا يؤدي إلى تعرق جسم الانسان بصورة كبيرة ، وهذا العرق إذا ترك بدون غسل ، يؤدي إلى ظهور رائحة كريهة من جسم الانسان لا تليق به كمسلم نظيف يريد التوجه إلى اللّه ، أو مقابلة الناس.
وقد ثبت اليوم علميّا أنّ الدم سريع التفسخ والتلوث ، فبقاؤه على جسم الانسان يجعله عرضة للاصابة بالأمراض ، إضافة إلى رائحته غير المقبولة. ولهذا اشترط الاسلام الغسل على الحائض والنفساء- المرأة التي ولدت حديثا- والطفل المولود ، أو بعد حدوث نزيف دموي عند الانسان ، أو سقوط الدم بكميات كبيرة على جسم الانسان ، سواء أ كان الدم إنسانيا أو حيوانيا؟
أما عملية الوضوء التي تكرر خمس أو ثلاث مرات يوميا ، فإنّها مثال رائع على عظمة الاسلام ، باعتباره دين النظافة ، علما بأنّ الوجه واليدين والقدمين من أكثر الأعضاء تعرضا للأوساخ والتلوث. كما أنّ المضمضة والاستنشاق اللذين يصاحبان الوضوء وسائل يومية لتنظيف الفم والأنف.
ولعلّ ما يفتخر به الأسلام على غيره من الأديان ، هو اشتراطه على المسلمين وجوب الغسل بعد التبول والبراز ، لأنّ البول أو البراز إضافة إلى رائحتهما الكريهة يحملان الكثير من الطفيليات والأمراض.
وعدم الغسل يؤدي إلى تلوث الملابس الداخلية للانسان ، والاصابة بالعديد من الأمراض ، وانبعاث رائحة كريهة لا يمكن قبولها ، خصوصا عند تحلل قطرات البول الموجود على الملابس.
أمّا الجسد الميت فهو سريع التحلل والتفسخ ، خصوصا في أيام الصيف ، ويصبح عرضة لهجوم المكروبات بعد ساعات من الموت ، ومس هذا الجسد من قبل الأحياء ، قد يؤدي إلى الاصابة بالكثير من الأمراض ، لا سيما إذا كانت الوفاة قد حدثت نتيجة الاصابة بأحد الأمراض المعدية.
وبما أنّ الاسلام هو السبّاق في كل شيء ، فقد أوجب الغسل بعد ملامسة الميت. ولم يغفل الاسلام عن النجاسات ، فاشترط غسل اليدين ، أو الأجزاء التي تتعرض لها ، مثل مسّ الكلب أو الخنزير أو النجاسات الاخرى.
وقد أشار الامام الصادق (عليه السلام) إلى الأغسال المسنونة فذكر منها : غسل الجنابة والحيض ، وغسل الميت ، ومن مسّ الميت بعد ما يبرد ، وغسل من غسل الميت ، وغسل يوم الجمعة ، وغسل العيدين ، وغسل دخول مكة ، وغسل دخول المدينة ، وغسل الزيارة ، وغسل الاحرام ، وغسل يوم عرفة ، وغسل ليلة السابع عشر من شهر رمضان ، والتاسع عشر من شهر رمضان ، وغسل ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين منه ، وغسل التوبة ، وغسل من رأى المصلوب.
وقال (عليه السلام) : «ثلاث يسمنّ البدن : إدمان الحمام ، وشم الرائحة الطيبة ، ولبس الثياب اللينة».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|