أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-28
210
التاريخ: 23-8-2016
1227
التاريخ: 2024-08-28
211
التاريخ: 23-8-2016
1688
|
بالرغم من ان العاطفة الانسانية ومعرفة الحقائق ، يكفيان لوحدهما لاحترام ورعاية حقوق الوالدين ، إلا ان الاسلام لا يلتزم الصمت في القضايا التي يمكن للعقل ان يتوصل فيها بشكل مستقل ، او ان تدل عليها العاطفة الانسانية المحضة ، لذلك تراه يعطي التعليمات اللازمة إزاء قضية احترام الوالدين ورعاية حقوقهما ، بحيث لا يمكن لنا ان نلمس مثل هذه التأكيدات في الإسلام إلا في قضايا نادرة اخرى.
وعلى سبيل المثال يمكن ان تشير الفقرات الاتية إلى هذا المعنى :
الإحسان بالوالدين بعد التوحيد
ا : في أربع سور قرآنية ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد التوحيد مباشرة ، وهذا الاقتران يدل على مدى الاهمية يوليها الاسلام للوالدين.
ففي سورة البقرة نقرأ : {لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [البقرة: 83].
وفي سورة النساء نقرأ قوله تعالى : {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء : 36].
وفي سورة الانعام يقول : {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الأنعام : 151].
وفي سورة الاسراء نقرأ قوله تعالى : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء : 23].
الاحسان بالوالدين ولو كانا مشركين
ب- ان مسألة احترام الوالدين ورعاية حقهما من المنزلة بمكان ، حتى ان القرآن والاحاديث والروايات الاسلامية ، تؤكدان معا على الإحسان للوالدين حتى ولو كانا مشركين ، إذ نقرأ في سورة لقمان : { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا } [لقمان : 15].
ج- رفع القرآن الكريم منزلة شكر الوالدين إلى منزلة شكر الله تعالى ، إذ يقول : {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } [لقمان : 14].
وهذا دليل على عمق واهمية حقوق الوالدين في منطق الاسلام وشريعته ، بالرغم من ان نعم الله التي يشكرها الانسان لا تعد ولا تحصى.
د – القرآن الكريم لا يسمح بأدنى إهانة للوالدين ، ولا يجيز ذلك ، إذ نقرأ في سورة الاسراء : {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء : 23].
في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : "لو علم الله شيئا هو ادنى من أف لنهى عنه ، وهو من أدنى العقوق ، ومن العقوق ان ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما"(1).
هـ - بالرغم من ان الجهاد يعتبر من اهم التعاليم الاسلامية ، إلا ان رعاية الوالدين تعتبر اهم منه ، بل لا يجوز إذا أدى الامر إلى أذية الوالدين ، بالطبع هذا إذا لم يكن الجهاد واجبا عينيا ، وإذ توفر العدد الكافي من المتطوعين له.
خير من جهاد سنة
في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، ان رجلا جاء إلى الرسول (صلى الله عليه واله) وقال له ، إني أحب الجهاد ، وصحتي جيدة ، ولكن لي ام لا ترتاح لذلك ، فماذا أفعل : فأجابه (صلى الله عليه واله) : " ارجع فكن مع والدتك فو الذي بعثني بالحق لأنسها بك ليلة خير من جهاد في سبيل الله سنة "(2).
ولكن عندما يجب الجهاد وجوبا عينيا ، وتصبح بلاد الإسلام في خطر يلزم الجميع بالحضور ولا تقبل جميع الاعذار حينئذ بما فيها عدم رضاء الوالدين.
وما قلناه عن الجهاد ينطبق كذلك على الواجبات الكفائية الاخرى ، وكذلك المستحبات.
المحروم من ريح الجنة
و – عن الرسول (صلى الله عليه واله) قال : "إياك وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة توجد من ميسرة ألف عام ولا يجدها عاق"(3).
هذا التعبير ينطوي على إشارة لطيفة ، إذ أن مثل هؤلاء الاشخاص (العاقين) ليسوا لا يدخلون الجنة وحسب ، بل انهم يبقون على مسافة بعيدة جدا منها ولا يستطيعون الاقتراب منها.
وينقل "سيد قطب " حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه واله) جاء فيه : "عن بريدة عن أبيه ، ان رجلا كان في الطواف حاملا امه يطوف بها ، فرأى النبي (صلى الله عليه واله) فسأله : هل أديت حقها ؟ فأجابه (صلى الله عليه واله) : " لا ، ولا بزفرة واحدة"(4).
انظروا إلى البر ما بلغ بأهله
جاء في قصة بقرة بني اسرائيل ، انه قتل شخص من بني اسرائيل بشكل غامض ولم يعرف القاتل ، وحدث بين قبائل بني اسرائيل نزاع بشأن هذه الحادثة ، لذلك توجهوا إلى موسى ليقضي بينهم ، فأمرهم موسى (عليه السلام) ان يذبحوا بقرة ويضربوا قطعة منها بالمقتول كي يحيى ويخبرهم بقاتله ، وبعد ان سئل بنو اسرائيل عن مواصفات البقرة وبين لهم موسى (عليه السلام) تلك المواصفات ذهبوا للبحث عن تلك البقرة.
يقولون ان البقرة ، كانت وحيدة لا تشاركها بقرة اخرى في ذلك ، ولذلك اضطر القوم إلى شرائها بثمن باهض.
ويقولون : إن هذه البقرة كانت ملكا لشاب صالح على غاية البر بوالده . هذا الرجل . هذا الرجل واتته سابقا فرصة صفقة مربحة ، كان عليه ان يدفع فيها الثمن نقدا. وكانت النقود في صندوق مغلق مفتاحه تحت وسادة والده. حين جاء الرجل ليأخذ المفتاح وجد والده نائما ، فأبى إيقاظه وازعاجه ، ففضل ان يترك الصفقة على ان يوقظ والده.
وقال بعض المفسرين : "كان البائع على استعداد لأن يبيع بضاعته بسبعين ألفا نقدا ، ولكن الرجل أبى ان يوقظ والده واقترح شراء تلك البضاعة بثمانين ألفا على ان يدفع المبلغ بعد استيقاظ والده. واخيرا لم تتم صفقة المعاملة ، ولذا أراد الله تعالى تعويضه على إيثاره هذا بمعاملة اخرى وفيرة الربح.
وقالوا ايضا : بعد ان استيقظ الوالد وعلمه بالأمر ، اهدى لولده البقرة المذكورة ، فدرت عليه ربحا عظيما(5)".
وإلى هذه القصة يشير رسول الله (صلى الله عليه واله) إذ يقول : "انظروا إلى البر ما بلغ بأهله"(6).
___________________
1- يلاحظ : جامع السعادات ، النراقي : 2/ 258 .
2- جامع السعادات : 2 / 260 .
3- جامع السعادات : 2 / 257 .
4- تفسير في ظلال القرآن : 5/418 .
5- تفسير ابن كثير ، ج1 .
6- تفسير نور الثقلين : 1 / 88 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|