المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16325 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أضواء على دعاء اليوم العاشر.
2024-04-24
أضواء على دعاء اليوم التاسع.
2024-04-24
أضواء على دعاء اليوم الثامن.
2024-04-24
أضواء على دعاء اليوم السابع.
2024-04-24
أضواء على دعاء اليوم السادس.
2024-04-24
أضواء على دعاء اليوم الخامس.
2024-04-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الآية (21-25) من سورة النور  
  
4515   12:41 صباحاً   التاريخ: 6-8-2020
المؤلف : المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النور /

 

قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [النور: 21 - 25].

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

نهى سبحانه عن اتباع الشيطان، فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان} أي: آثاره وطرقه التي تؤدي إلى مرضاته. وقيل: وساوسه {ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} هذا بيان سبب المنع من اتباعه {ولولا فضل الله عليكم ورحمته} بأن لطف لكم وأمركم بما تصيرون به أزكياء، ونهاكم عما تصيرون بتركه أزكياء {ما زكى منكم من أحد أبدا} أي: ما صار منكم أحد زكيا ومن في {من أحد} مزيدة. وقيل: معناه ما ظهر منكم أحد من وسوسة الشيطان، وما صلح.

{ولكن الله يزكي من يشاء} أي: يطهر بلطفه من يشاء، وهو من له لطف يفعله سبحانه به ليزكو عنده {والله سميع عليم} يفعل المصالح والألطاف بالمكلفين، لأنه يسمع أصواتهم وأقوالهم، ويعلم أحوالهم وأفعالهم. وفي الآية دلالة على أن الله سبحانه يريد من خلقه خلاف ما يريده الشيطان، لأنه إذا ذم سبحانه الأمر بالفحشاء والمنكر، فخالق الفحشاء والمنكر ومريدهما أولى بالذم، تعالى وتقدس عن ذلك.

وفيها دلالة على أن أحدا لا يصلح إلا بلطفه.

{ولا يأتل} أي: ولا يحلف أولا يقصر، ولا يترك {أولو الفضل منكم والسعة} أي: أولو الغنى والسعة في المال {أن يؤتوا أولي القربى} قال الزجاج: معناه أن لا يؤتوا فحذف {لا} أي: لا يحلفوا أن لا يؤتوا. وقيل: لا يقصروا أن يؤتوا، ولا يتركوا جهدا في الانفاق على أقربائهم {والمساكين والمهاجرين في سبيل الله} وقد أجتمع في مسطح الصفات الثلاث: كان قرينا لأبي بكر، مسكينا، مهاجرا. قال الجبائي: وفي قصة مسطح دلالة على أنه قد يجوز أن تقع المعاصي ممن شهد بدرا بخلاف قول النوائب.

{وليعفوا وليصفحوا} هذا أمر من الله تعالى للمرادين بالآية بالعفو عمن أساء إليهم، والصفح عنهم. وقال لهم: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم} معاصيكم جزاء على عفوكم وصفحكم عمن أساء إليكم {والله غفور رحيم إن الذين يرمون المحصنات} أي: يقذفون العفائف من النساء {الغافلات} عن الفواحش {المؤمنات} بالله، ورسوله، واليوم الآخر. {لعنوا في الدنيا والآخرة} أي: أبعدوا من رحمة الله في الدارين. وقيل: استحقوا اللعنة فيهما. وقيل عذبوا في الدنيا بالجلد، ورد الشهادة، وفي الآخرة بعذاب النار. {ولهم} مع ذلك {عذاب عظيم} وهذا الوعيد عام لجميع المكلفين، عن ابن عباس، وابن زيد.

{يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون} بين الله سبحانه أن ذلك العذاب يكون في يوم تشهد ألسنتهم فيه عليهم بالقذف، وسائر أعضائهم بمعاصيهم. وفي كيفية شهادة الجوارح أقوال أحدها: إن الله تعالى يبنيها بنية يمكنها النطق والكلام من جهتها، فتكون ناطقة. والثاني: إن الله تعالى يفعل فيها كلاما يتضمن الشهادة، فيكون المتكلم هو الله دون الجوارح. وأضيف الكلام إليها على التوسع، لأنها محل الكلام. والثالث: إن الله تعالى يجعل فيها علامة تقوم مقام النطق بالشهادة. وأما شهادة الألسن فبأن يشهدوا بألسنتهم إذا رأوا أنه لا ينفعهم الجحود.

وأما قوله: {اليوم نختم على أفواههم} فإنه يجوز أن تخرج الألسنة، ويختم على الأفواه. ويجوز أن يكون الختم على الأفواه في حال شهادة الأيدي والأرجل.

{يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق} أي: يعلمون الله لهم جزاءهم الحق. فالدين هنا بمعنى الجزاء. ويجوز أن يكون المراد جزاء دينهم الحق، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه. {ويعلمون أن الله هو الحق} أي: يعلمون الله ضرورة في ذلك اليوم، ويقرون أنه الحق، لأنه يقضي بالحق، ويعطي بالحق، ويأخذ بالحق.

{المبين} أي: الذي يظهر لهم حقائق الأمور، ويبين جلائل الآيات.

__________________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي ،ج7،ص234-236.

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

 

قال تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ } بإشاعة الفحشاء في الذين آمنوا ، ولا بشيء مما يوسوس به ويدعوكم إليه { ومَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ } . من أمكن الشيطان من نفسه قاده إلى كل قبيحة ورذيلة { ولَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً } . لقد دلنا سبحانه على طريق الخير وطريق الشر ، ونهانا عن هذا ، وأمرنا بذاك ، وزودنا بالقدرة على الفعل والترك ، وفتح باب التوبة لمن عصى وأذنب ، وهذا هو فضله ورحمته ، أما تزكيته فلا يمنحها إلا لمن سمع وأطاع { ولكِنَّ اللَّهً يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ واللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } وحكيم أيضا لا يزكي إلا أصحاب الأعمال الزاكية ، والقلوب الصافية .

{ ولا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ والسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى والْمَساكِينَ والْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } . روي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر حين حلف ان لا ينفع مسطح بن أثاثة أبدا بعد أن اشترك مع من اشترك في إشاعة الفاحشة في أم المؤمنين ، وقد اجتمعت هذه الصفات الثلاث في مسطح أي القربى من أبي بكر ، والمسكنة والهجرة في سبيل اللَّه ، فهو ابن خالة أبي بكر ، وهو مسكين لا مال له ، وهو من المهاجرين والبدريين { ولْيَعْفُوا ولْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } . هذا وعد من اللَّه سبحانه ان يعفو ويرحم من عفا وصفح عمن أساء إليه . . وكان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يعفو عمن يسيء إليه ، ثم يخاطب اللَّه بقوله : ربنا انك أمرتنا بالعفو عمن ظلمنا ، وقد عفونا كما أمرت ، فاعف عنا ، فإنك أولى بذلك منا ومن المأمورين .

{ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ ولَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ } . في الآية 4 من هذه السورة بيّن سبحانه ان من يقذف امرأة بالزنا ، ولم يأت بأربعة شهداء فعقوبته في الحياة الدنيا أن يجلده الحاكم الشرعي ثمانين جلدة كائنا من كان القاذف ، وسكت سبحانه عن عقوبة القاذف وعذابه في الآخرة ، وفي الآية التي نفسرها بيّن جل وعز ان عقاب القاذف في الآخرة هو العذاب العظيم إذا كانت المقذوفة عفيفة بريئة مما رميت به ، وهذا هو المراد بقوله تعالى : الغافلات أي الذاهلات عن الزنا ، لا يفكرن فيه ، أو لا يفعلنه والأمر كذلك فيمن قذف بالزنا عفيفا بريئا .

{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ } . في الدنيا يحتاج المدعي إلى شهود - مثلا - إذا ادعت امرأة ان فلانا قذفها بالزنا ، وأنكر المدعى عليه ، فعليها الإثبات ، فان عجزت ردت دعواها ، أما في الآخرة فلا تحتاج إلى شهود ، ولا تطالب بهم لأن الفاعل لا سبيل له إلى الإنكار ، ولو افترض انه أنكر أو حاول شهدت عليه جوارحه وأعضاؤه ، فكل عضو يشهد على المهمة التي أداها فلسانه يشهد على الكلام ، ويده على البطش ، ورجله على المشي وهكذا { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ ويَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهً هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } .

المراد بدينهم هنا جزاؤهم الواجب ، والمعنى ان اللَّه سبحانه يحاسبهم غدا ، ويجزيهم جزاء الحق والعدل ، وعند ذلك يعلمون ان ما وعدهم به من البعث والحساب والجزاء حق لا مهرب منه.

  

____________________

1- تفسير الكاشف ، محمد جواد مغنيه ، ج5 ، ص408-410.

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر } تقدم تفسير الآية في الآية 208 من سورة البقرة في الجزء الثاني من الكتاب.

قوله تعالى: { ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا } إلى آخر الآية. رجوع بعد رجوع إلى الامتنان بالفضل والرحمة، لا يخلو هذا الاهتمام من تأييد لكون الإفك متعلقا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس إلا لكرامته على الله سبحانه.

وقد صرح في هذه المرة الثالثة بجواب لولا وهو قوله: { ما زكى منكم من أحد أبدا } وهذا مما يدل عليه العقل فإن مفيض الخير والسعادة هو الله سبحانه، والتعليم القرآني أيضا يعطيه كما قال تعالى: { بيدك الخير } آل عمران: 26، وقال: { ما أصابك من حسنة فمن الله } النساء: 79.

وقوله: { ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم } إضراب عما تسمه فهو تعالى يزكى من يشاء فالامر إلى مشيته، ولا يشاء إلا تزكية من استعد لها وسأله بلسان استعداده ذلك، واليه يشير قوله: { والله سميع عليم } أي سميع لسؤال من سأله التزكية عليم بحال من استعد لها.

قوله تعالى: { ولا يأتل اولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله } الخ، الايتلاء التقصير والترك والحلف، وكل من المعاني الثلاثة لا يخلو من مناسبة، والمعنى لا يقصر أولوا الفضل منكم والسعة يعني الأغنياء في إيتاء أولى القرابة والمساكين والمهاجرين في سبيل الله من مالهم أو لا يترك إيتاءهم أو لا يحلف أن لا يؤتيهم - وليعفوا عنهم وليصفحوا - ثم حرضهم بقوله: { ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم }.

وفي الآية - على تقدير نزولها في جملة الآيات واتصالها بها - دلالة على أن بعض المؤمنين عزم على أن يقطع ما كان يؤتيه بعض أهل الإفك فنهاه الله عن ذلك وحثه على إدامة الايتاء كما سيجئ.

قوله تعالى: { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة و لهم عذاب عظيم } أخذ الصفات الثلاث الاحصان والغفلة والايمان للدلالة على عظم المعصية فإن كلا من الاحصان بمعنى العفة والغفلة والايمان سبب تام في كون الرمي ظلما والرامي ظالما والمرمية مظلومة فإذا اجتمعت كان الظلم أعظم ثم أعظم، وجزاؤه اللعن في الدنيا والآخرة والعذاب العظيم، والآية عامة وإن كان سبب نزولها لو نزلت في جملة آيات الإفك خاصا.

قوله تعالى: { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } الظرف متعلق بقوله في الآية السابقة: { ولهم عذاب عظيم }.

والمراد بقوله: { بما كانوا يعملون } كما يقتضيه إطلاقه مطلق الأعمال السيئة - كما قيل - لا خصوص الرمي بأن تشهد ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم على رميهم فالمراد بالشهادة شهادة الأعضاء على السيئات والمعاصي بحسب ما يناسبها فما كان منها من قبيل الأقوال كالقذف والكذب والغيبة ونحوها شهدت عليه الألسنة، وما كان منها من قبيل الافعال كالسرقة والمشي للنميمة والسعاية وغيرهما شهدت عليه بقيه الأعضاء، وإذ كان معظم المعاصي من الافعال للأيدي والا رجل اختصتا بالذكر.

وبالحقيقة الشاهد على كل فعل هو العضو الذي صدر منه كما يشير إليه قوله تعالى: {شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون } حم السجدة: 20، وقوله: { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا } أسرى: 36، وقوله: { اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون } يس: 65، وسيأتي الكلام على شهادة الأعضاء يوم القيامة في بحث مستقل في تفسير سورة حم السجدة إن شاء الله تعالى.

قوله تعالى: { يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون إن الله هو الحق المبين } المراد بالدين الجزاء كما في قوله: { مالك يوم الدين } الحمد: 4، وتوفية الشئ بذله تاما كاملا، والمعنى: يوم القيامة يؤتيهم الله جزاءهم الحق إيتاء تاما كاملا ويعلمون أن الله هو الحق المبين.

هذا بالنظر إلى اتصال الآية بما قبلها ووقوعها في سياق ما تقدمها، وأما بالنظر إلى استقلالها في نفسها فمن الممكن أن يراد بالدين ما يرادف الملة وهو سنة الحياة، وهو معنى عال يرجع إلى ظهور الحقائق يوم القيامة للانسان، ويكون أكثر مناسبة لقوله:

{ ويعلمون أن الله هو الحق المبين }.

والآية من غرر الآيات القرآنية تفسر معنى معرفة الله فإن قوله: { ويعلمون أن الله هو الحق المبين } ينبئ أنه تعالى هو الحق لا سترة عليه بوجه من الوجوه ولا على تقدير من التقادير فهو من أبده البديهيات التي لا يتعلق بها جهل لكن البديهي ربما يغفل عنه فالعلم به تعالى هو ارتفاع الغفلة عنه الذي ربما يعبر عنه بالعلم، وهذا هو الذي يبدو لهم يوم القيامة فيعلمون أن الله هو الحق المبين.

وإلى مثله يشير قوله تعالى: { لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } ق: 22.

__________________

1- تفسير الميزان  الطباطبائي، ج15 ، ص76-78.

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :

للعقوبات حساب!

على الرغم من عدم متابعة هذه الآيات حديث الإفك بصراحة، إلاّ إنّها تعتبر مكملة لمضمون ذلك البحث، وتحذّر المؤمنين جميعاً من تأثير الأفكار الشيطانية التي تبدو أوّلا في صورة باهتة، فلابدّ من الإنتباه إليها، وإلاّ فالنتيجة سيئة للغاية، ولا يمكن تلافيها بسهولة فعلى هذا حينما يشعر الفرد بأوّل وسوسة شيطانية بإشاعةِ الفحشاء أو إرتكاب أي ذنب آخر فيجب التصدي له بقوّة حاسمة، حتى يمنع من انتشاره وتوسّعه.

وتخاطب الآية الأُولى المؤمنين، فتقول {يا أيّها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنّه يأمر بالفحشاء والمنكر}(2).

وإذا فسّرنا الشيطان بأنه كل مخلوق مؤذ وفاسد ومخرّب، يتّضح لنا شمولية هذا التحذير لأبعادِ حياتنا كلها، وحيث لا يمكن جرّ أي إنسان مؤمن متطهر مرّة واحدة إلى الفساد، فإنّ ذلك يتمّ خطوة بعد أُخرى في طريق الفساد:

الخطوة الأُولى: مرافقة الملوثين والمنحرفين.

الخطوة الثّانية: المشاركة في مجالسهم.

الخطوة الثّالثة: التفكير بارتكاب الذنوب.

الخطوة الرّابعة: ارتكاب الأعمال المشتبه بها.

الخطوة الخامسة: إرتكاب الذنوب الصغيرة.

وأخيراً الإبتلاء بالكبائر. وكأنّ الإنسان في هذه المرحلة يسلّم نفسه لمجرم

ليقوده نحو الهاوية، أجل هذه {خطوات الشيطان}(3).

ثمّ تشير الآية إلى أهم النعم الكبيرة التي منَّ الله بها على الإنسان في هدايته فتقول: {ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكّي من يشاء والله سميع عليم}.

ولا شك في أنّ الفضل والرحمة الإلهية ينقذان الإنسان من الإنحطاط والإنحراف من الذنوب جميعاً، فالله منحه العَقْلَ، ولطف به فأرسل إليهِ الرُّسُلَ، وَيسَّرَ له سُبُلَ الإِرتقاء والإهتداء، وأعانَهُ على استكمالِ الخَيْرِ. وإضافة إلى هذه المواهب شمل الله الذين تطهروا بتوفيقاته الخاصّة، وإمداداته التي يستحقونها، والتي تعتبر أهم عنصر في تطهير وتزكية النفس.

وكما أسلفنا. مراراً، فإنّ عبارة «من يشاء» لا تعني المشيئة دون مبرّر، بل إنّ الله يهدي عباده الذين يسعون في نيلها، الذين يسيرون في الطريق إلى الله، ويجاهدون في سبيله، فيمسك الله بيدهم ويحفظهم من وساوس الشيطان وكيده حتى يبلغهم الهدف الأسمى.

وبعبارة أُخرى: إنَّ الفضل والرحمة الإلهية تارة يكون لهما جانب تشريعي عن طريق الرسل عليهم السلام والكتب السماوية وما فيها من تعاليم إلهية وبشارات وإنذارات سماوية. وأُخرى يتخذ الفضل والرحمة الإِلهية جانباً تكوينياً عن طريق الإِمدادات المعنوية الإِلهية.

والآيات موضع البحث استهدفت القسم الثّاني، بدليل عبارة «من يشاء»، ويجب الإنتباه إلى أن «الزكاة» و «التزكية» تعني في الأصل النمو، والعمل من أجل النمو، إلاّ أنها وردتْ غالباً بمعنى التطهُّر والتطهير.

ويمكن إرجاعها إلى أصل واحد، إذ أنّ النمو والرشد لا يمكن أن يتحققا إلاّ

بزوالِ الحواجز والتطهير من المفاسد والرذائل.

وذكر عدد من المفسّرين سبباً لنزول الآية الثّانية ـ من الآيات موضع البحث ـ يكشف عن تلاحمها مع الآيات السابقة، قال: إنّ هذه الآية نزلت بشأن عدد من الصحابة أقسموا على عدم تقديم مساعدة مالية إلى الذين تورّطوا في هذه القضية وأشاعوا هذه التهمة بين الناس، وألا يشاركوهم همومَهم، فنزلت هذه الآية لتمنعهم من رَدَّ فعل قاس، وأمرتهم بالعفو والسماح.

وقد روى سبب النّزول هذا «القرطبي» في شأن نزول هذه الآيات في تفسيره عن ابن عباس والضحاك، ورواه المرحوم «الطبرسي» عن ابن عبّاس، ورواهُ آخرون لدى تفسير الآيات موضع البحث، وهو يمتاز بعموميته.

إلاّ أن مجموعة من مفسّري أهل السنة يُصرُّون على أن هذه الآية نزلت بخصوص «أبي بكر» حيث أقسم بعد حادث الإفك على عدم تقديم أية مساعدة مالية لـ «مسطح بن أثاثة» الذي كان ابن خالته، أو ابن أخته، وهو الذين نشر شائعة الإفك، في حين أنّ الضمائر التي استعملتها الآية، جاءت بصيغة الجمع، وتبيّن أنّ مجموعة من المسلمين اتخذوا قراراً بقطع مساعداتهم عن هؤلاء المجرمين، إلاّ أنّ هذه الآية نهتهم عن العمل.

ومن المعلوم أنّ الآيات القرآنية لا تختص بسبب النّزول فقط، بل تشمل جميع المؤمنين إلى يوم القيامة، فهي توصي المسلمين جميعاً بألاّ يستسلموا لعواطفهم، وألاّ يتخذوا مواقف عنيفة إزاء أخطاءِ الآخرين.

نعود الآن إلى تفسير الآية بملاحظة سبب النّزول هذا:

يقول القرآن {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أُولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله}.

إنّ هذا التعبير يكشف أنّ عدداً ممن تورّط في قضية الإفك كانوا من المهاجرين في سبيل الله إذْ خدعهم المنافقون، ولم يُجز الله طردهم من المجتمع الإسلامي لماضيهم المجيد، كما لم يسمح بعقابهم أكثر ممّا يستحقونه.

كلمة «يأتل» مشتقّة من «أليّة» {على وزن عطيّة} أي اليمين، أو إنّها مشتقة من «ألُو» {على وزن دلو} بمعنى التقصير والترك.

وعلى هذا، فإنّ الآية تعني وفق المعنى الأوّل النّهي عن هذا القَسَمْ بقطع مثل هذه المساعدات (4)، وعلى المعنى الثّاني النهي على التقصير في مساعدتهم وترك مثل هذا العمل.

ثمّ تضيف الآية {وليعفوا وليصفحوا} لتشجيع المسلمين وترغيبهم في العفو والصفح بقولها: {ألا تحبّون أن يغفر الله لكم}.

فإنّكم مثلما تأملون من الله العفو عنكم وأن يغفر خطاياكم، يجب عليكم العفو والصفح عن الآخرين {والله غفور رحيم}.

والمثير للدهشة أنّ أصحاب الإفك أُدينوا بشدّة في آيات شديدة اللهجة، إلاّ أنّها تسيطر على مشاعر المفرطين لمنعهم من تجاوز الحدّ في العقوبة بثلاث جمل ذاتِ تَشَعْشُع أخَّاد، الأول: الأمر بالعفو والسماح.

ثمّ تقول: ألا تحبّون أن يغفر الله لكم؟ فينبغي عليكم أن يعفوا وتصفحوا كذلك.

ولتأكيد ذلك تذكر الآية صفتين من صفات الله «الغفور» و«الرحيم».

وهكذا تقول الآية للناس: لا يمكنكم أن تكونوا أحرص من الله الذي هو صاحب هذا الحكم، وهو يأمركم بألاّ تقطعوا مساعداتكم.

ممّا لاشك فيه أن جميع المسلمين الذين تورطوا في حادثة الإفك لم يكونوا مشاركين في التآمر بهذا الصدد، ولكن المنافقين هم الذين وضعوا أساس فتنة الإفك وتبعهم مسلمون مضلَّلون.

ولا شك في أنّهم جميعاً مقصّرون ومذنبون، ولكن بين هاتين المجموعتين

فرق كبير، وعلى هذا يجب أن لا يعامل الجميع سواسية.

وعلى كل حال، ففي الآيات السابقة درس كبير لحاضر المسلمين ومستقبلهم، وتذكير لهم بأن لا يتجاوزوا الحدُّ المقرّرُ في معاقبةِ المذنبينِ، ولا ينبغي طردهم من المجتمع الإسلامي، أو اغلاق باب المساعدة في وجوهم، ذلك من أجل المحافظة عليهم كي لا يزدادوا انحرافاً فيقعوا في أحضان العدو، أو ينحازوا إلى جانبه.

وترسم هذه الآيات صورة للتعادل الإسلامي في جذبه ودفعه، وتشكل آيات الإفك والعقوبات الشديدة التي تفرض على الذين يتهمون الآخرين في شرفهم «قوة الدفع». وأمّا الآية موضع البحث التي تتحدث عن العفو والصفح وكون الله غفوراً رحيماً. فإنها تكشف عن «قوة الجذب»!

ثمّ تعود الآية إلى قضية القذف واتّهام النساء العفيفات المؤمنات في شرفهن، فتقول بشكل حازم: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}.

ذكرت هذه الآية المباركة ثلاث صفات لهؤلاء النسوة، كلّ واحدة تشكل دليلا على مدى الظلم الذي تعرضن إليه باتهامهنّ في شرفهنّ: «المحصنات» أي العفيفات الطاهرات الذيل و«الغافلات» البعيدات عن كل تهمة وتلوّث و«المؤمنات»، كما تكشف العذاب العظيم الذي ينتظر من يقترف هذا العمل(5).

كما أنّ عبارة ـ «غافلات» تلفت النظر، لأنّها تكشف عن منتهى طهارتهنّ من أي انحراف وتلوّث، أي أنهن غافلات عن كل تلوث جنسي إلى درجة وكأنّهن لا يعلمن بوجود مثل هذا العمل فتارة يكون الإنسان في مقابل الذنب أن لا يخطر على ذهنه وجود مثل هذا الذنب في الخارج وهذه مرحلة عالية من التقوى.

ويحتمل أن يكون المراد من «الغافلات» أنهن لا يعلمن بما ينسب اليهنّ من بهتان في الخارج، ولهذا لسن في صدد الدفاع عن أنفسهنّ، وفي النتيجة فإنّ الآية تطرح موضوعاً جديداً للبحث، لأن الآيات السابقة تحدثت عن مثيري التهم الذين يمكن التعرف عليهم ومعاقبتهم. إلاّ أنّ الحديث هنا يدور حول مثيري الشايعات الذين أخفوا أنفسهم عن العقاب والحدّ الشرعي: فتقول الآية: أنّ هؤلاء لا يتصوروا أنّهم بهذا العمل سيكون بإمكانهم تجنب العقاب الإلهي دائماً، لأنّ الله تعالى سيبعدهم عن رحمته في هذه الدنيا. كما ينتظرهم العذاب العظيم في الآخرة.

إن هذه الآية رغم مجيئها بعد حديث الإفك، وظهورها بمظهر الإرتباط بذلك الحادث، فإنها كبقية الآيات التي تنزل لسبب خاص، وهي ذات مفهوم عامّ، لا تختص بحالة معينة.

والذي يثير الدهشة هو إصرار بعض المفسّرين كالفخر الرازي في «التّفسير الكبير»، وآخرين، على أنّ مفهوم هذه الآية خاص باتهام نساء النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ويجعلون هذا الذنب بدرجة الكفر، ويستدلون بكلمة «اللعن» التي ذكرتها الآية، في الوقت الذي لا يمكن فيه اعتبار توجيه التهمة ـ حتى إن كان هذا الذنب عظيماً كإتهام نساء النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لوحده سبباً للكفر. لهذا لم يعامل النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أصحاب الإفك معاملة المرتدين عن دينهم. بل إن الآيات التالية التي بيّنا شرحها توصي بعدم تجاوز الحد المقرر لهم وعدم الإفراط في عقابهم، فذنبهم لا يُوازي الكفر بالله.

وأمّا «لعنة الله» فهي تصدق على الكافرين ومرتكبي الكبائر أيضاً، وعليه أوردت هذه الآيات المتحدِّثة عن حدّ القذف (في الأحكام الخاصّة باللعان) مرتين كلمة «لعن» ضد الكذابين المسيئين للناس. كما استعملت الأحاديث الإسلامية كراراً كلمة «اللعن» ضد مرتكبي الذنوب الكبيرة. وحديث «لعن الله في الخمر عشر طوائف...» معروف.

وتحدد الآية التالية وضع الذين يتهمون الناس بالباطل في ساحة العدل الإلهي، قائلة {ويوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون}.

تدور ألسنتهم بما لا تشتهي أنفسهم لتستعرض الحقائق. وعندما يجد المجرمون الدلائل والشواهد العينية على ما اقترفوه من أعمال إجرامية، تراهم يُعرفون بذنوبهم ويفضحون أمرهم خلافاً لرغبتهم الباطنية، حيث لا ينفع في ذلك اليوم إنكارهم للتهم الموجهة إليهم.

وتشهد أيديهم وأرجلهم، وكما ذكرت الآيات القرآنية: تنطق جلودهم وكأنّها شريط مسجّل، تنطق بما اقترف صاحبها من ذنوب، حيث رسمت آثار الجرائم عليها طوال عمره، حقاً إنّه يوم البروز والإفتضاح، ويوم تنكشف فيه السرائر.

وإذا وجدنا في بعض آيات القرآن إشارة إلى يوم القيامة تذكر {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس: 65]. فإنّه لاخلاف فيها مع هذا البحث، إذ يمكن أن تتعطل الأفواه عن الكلام أولا، فتشهد سائر أعضاء الجسم. وعندها تكشف الأيدي والأرجل الحقائق، ينطق اللسان بما جرى ويعترف بالذنوب كلّها.

 

________________
1- تفسير الامثل ، مكارم الشيرازي، ج7،ص44-50.

2 ـ هناك محذوف لجملة (ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء)

وهو جواب الشرط وتقديره «ومن يتبع خطوات الشيطان ارتكب الفحشاء والمنكر فإنّه يأمر بهما»

(روح المعاني، المجلد الثامن عشر، صفحة 112 تفسير آخر الآيات موضع البحث) ويجب الإِنتباه إلى أن جملة فإنه يأمر بالفحشاء، لا يمكن اعتبارها جواباً للشرط.

3 ـ بحثنا الفرق بين الفحشاء والمنكر في تفسير الآية (90) من سورة النحل.

4 ـ في هذه الحالة يجب تقدير وجود حرف «لا»

قبل «يؤتوا»فيكون التقدير «ولا يأتل ... أن لا يؤتوا».

5 ـ الميزان، تفسير الآيات موضع البحث، المجلد 15، صفحة 122.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع