المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تفسير الآية (41-42) من سورة يوسف  
  
5745   04:38 مساءً   التاريخ: 6-7-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الياء / سورة يوسف /

 

قال تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } [يوسف: 41، 42]

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

عبر (عليه السلام) رؤياهما فقال :{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} بدأ بما هو الأهم وهو الدعاء إلى توحيد الله وعبادته وإظهار معجزته ثم بتعبير رؤيا الساقي فروي أنه قال :أما العناقيد الثلاثة :فإنها ثلاثة أيام تبقى في السجن ثم يخرجك الملك اليوم الرابع وتعود إلى ما كنت عليه وأجري على مالكه صفة الرب لأنه عبده فأضافه إليه كما يقال: رب الدار ورب الضيعة { وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ} يريد بالآخر: صاحب الطعام روي أنه قال: بئس ما رأيت أما السلال الثلاث فإنها ثلاثة أيام تبقى في السجن ثم يخرجك الملك فيصلبك فتأكل الطير من رأسك فقال: عند ذلك ما رأيت شيئا وكنت ألعب!! فقال يوسف{ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} أي: فرغ من الأمر الذي تسألان وتطلبان معرفته وما قلته لكما فإنه نازل بكما وهو كائن لا محالة وفي هذا دلالة على أنه كان يقول ذلك على جهة الإخبار عن الغيب بما يوحى إليه لا كما يعبر أحدنا الرؤيا على جهة التأويل، { وقال} يوسف { لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا} معناه: للذي علم من طريق الوحي أنه ناج أي: متخلص كما في قوله تعالى { إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ}هذا قول الأكثرين واختيار الجبائي وقال قتادة: للذي ظنه ناجيا لأنه لا يحكم بصدقة فيما قصة من الرؤيا والأول أصح .

{ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} أي: اذكرني عند سيدك بأني محبوس ظلما { فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} يعني أنسى الشيطان يوسف ذكر الله تعالى في تلك الحال حتى استغاث بمخلوق فالتمس من الناجي منهما أن يذكره عند سيده وكان من حقه أن يتوكل في ذلك على الله سبحانه { فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} أي: سبع سنين عن ابن عباس وروي ذلك عن علي بن الحسن (عليهماالسلام) وأبي عبد الله (عليه السلام) وقيل: معناه فأنسى الشيطان الساقي ذكر يوسف عند الملك فلم يذكره حتى لبث في السجن عن الحسن ومحمد بن إسحاق والجبائي وأبي مسلم وعلى هذا فتقديره فأنساه الشيطان ذكر يوسف عند ربه وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال عجبت من أخي يوسف (عليه السلام) كيف استغاث بالمخلوق دون الخالق وروي أنه (عليه السلام) قال لو لا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث يعني قوله :{ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} ثم بكى الحسن وقال: إنا إذا أنزل بنا أمر فزعنا إلى الناس.

 وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :جاء جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا يوسف من جعلك أحسن الناس قال: ربي قال: فمن حببك إلى أبيك دون إخوانك قال: ربي قال :فمن ساق إليك السيارة قال: ربي قال: فمن صرف عنك الحجارة قال: ربي قال: فمن أنقذك من الجب قال: ربي قال: فمن صرف عنك كيد النسوة قال: ربي قال: فإن ربك يقول ما دعاك إلى أن تنزل حاجتك بمخلوق دوني البث في السجن بما قلت بضع سنين وعنه في رواية أخرى قال: فبكى يوسف عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان فتأذى ببكائه أهل السجن فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما فكان في اليوم الذي يسكت أسوأ حالا والقول في ذلك أن الاستعانة بالعباد في دفع المضار والتخلص من المكاره جائز غير منكر ولا قبيح بل ربما يجب ذلك وكان نبينا (صلى الله عليه وآله وسلّم) يستعين فيما ينوبه بالمهاجرين والأنصار وغيرهم ولو كان قبيحا لم يفعله فلو صحت هذه الروايات فإنما عوتب يوسف (عليه السلام) في ترك عادته الجميلة في الصبر والتوكل على الله سبحانه في كل أموره دون غيره وقتا ما ابتلاء وتشديدا وإنما كان يكون قبيحا لو ترك التوكل على الله سبحانه واقتصر على غيره وفي هذا ترغيب في الاعتصام بالله تعالى والاستعانة به دون غيره عند نزول الشدائد وإن جاز أيضا أن يستعان بغيره.

 واختلف في البضع فقال: بعضهم البضع ما بين الثلاث إلى الخمس عن أبي عبيدة وقيل إلى السبع عن قطرب وقيل إلى التسع عن الأصمعي ذكره الزجاج وقول قطرب مروي عن مجاهد وقول الأصمعي مروي عن قتادة وقال ابن عباس :وهو ما دون العشرة وأكثر المفسرين على أن البضع في الآية سبع سنين قال الكلبي وهذه السبع سوى الخمسة التي كانت قبل ذلك .

وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: علم جبرائيل (عليه السلام) يوسف في حبسه فقال: قل في دبر كل صلاة فريضة اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب وروي شعيب العقرقوفي عنه (عليه السلام) قال لما انقضت المدة وأذن له في دعاء الفرج وضع خده على الأرض ثم قال: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فإني أتوجه إليك بوجوه آبائي الصالحين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ففرج الله عنه قال فقلت له جعلت فداك أ ندعونحن بهذا الدعاء فقال: ادعوا بمثله اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت عندك وجهي فإني أتوجه إليك بوجه نبيك نبي الرحمة وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) .

____________________

1- تفسير مجمع البيان ، الطبرسي ، ج5،ص403-405.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هاتين الآيتين (1) :

بعد أن أدى يوسف واجب الدعوة إلى اللَّه تعالى عبّر لكل من الساقي وخازن الطعام ما رآه في منامه ، فقال للساقي : تنجو من السجن ، وتعود إلى سابق عهدك ساقيا للملك ، وقال للخازن أو للخباز : تصلب وتأكل الطير من رأسك ، وقد كان يوسف على ثقة من تعبيره لأنه وحي من اللَّه ، ولذا قال لهما : ان هذا الأمر قد بتّ فيه ، وانتهى حكمه .

وقال يوسف للساقي الناجي : إذا رجعت إلى قصر الملك فقل له : اني سجنت من غير محاكمة أو سؤال ، وإذا فحص عن الحقيقة ظهر اني أخذت بغير سبب . وعاد الساقي إلى القصر ، ونسي في زحمة أعماله في خدمة الملك أن يذكر يوسف ، فلبث في السجن بضع سنين . . وفي رواية انها سبع ، وقيل بل 12 واللَّه أعلم .

________________

1- التفسير الكاشف، محمد جواد مغنية،ج4، صفحه 317.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

قوله تعالى:{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} معنى الآية ظاهر، وقرينة المناسبة قاضية بأن قوله:{أما أحدكما} إلخ، تأويل رؤيا من قال منهما:{إني أراني أعصر خمرا} وقوله:{وأما الآخر} إلخ، تأويل لرؤيا الآخر.

وقوله:{ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} لا يخلو من إشعار بأن الصاحبين أو أحدهما كذب نفسه في دعواه الرؤيا ولعله الثاني لما سمع تأويل رؤياه بالصلب وأكل الطير من رأسه، ويتأيد بهذا ما ورد من الرواية من طرق أئمة أهل البيت (عليهم السلام): أن الثاني من الصاحبين قال له: إني كذبت فيما قصصت عليك من الرؤيا فقال (عليه السلام):{ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} أي إن التأويل الذي استفتيتما فيه مقضي مقطوع لا مناص عنه.

قوله تعالى:{ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} الضمائر في قوله:{قال} و{ظن} و{لبث} راجعة إلى يوسف أي قال يوسف للذي ظن هو أنه سينجو منهما: اذكرني عند ربك بما يثير رحمته لعله يخرجني من السجن.

وإطلاق الظن على اعتقاده مع تصريحه لهما بأنه من المقضي المقطوع به وتصريحه بأن ربه علمه تأويل الأحاديث لعله من إطلاق الظن على مطلق الاعتقاد وله نظائر في القرآن كقوله تعالى:{الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم}: البقرة: 46.

وأما قول بعضهم: إن إطلاق الظن على اعتقاده يدل على أنه إنما أول ما أول عن اجتهاد منه.

يفسده ما قدمنا الإشارة إليه أنه صرح لهما بعلمه في قوله:{قضي الأمر الذي فيه تستفتيان} والله سبحانه أيد ذلك بقوله:{ولنعلمه من تأويل الأحاديث} وهذا ينافي الاجتهاد الظني.

وقد احتمل أن يكون ضمير{ظن} راجعا إلى الموصول أي قال يوسف لصاحبه الذي ظن ذلك الصاحب أنه ناج منهما.

وهذا المعنى لا بأس به إن ساعده السياق.

وقوله:{ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} إلخ، الضميران راجعان إلى{الذي} أي فأنسى الشيطان صاحبه الناجي أن يذكره لربه أو عند ربه فلبث يوسف في السجن بضع سنين والبضع ما دون العشرة فإضافة الذكر إلى ربه من قبيل إضافة المصدر إلى معموله المعدى إليه بالحرف أو إلى المظروف بنوع من الملابسة.

وأما إرجاع الضميرين إلى يوسف حتى يفيد أن الشيطان أنسى يوسف ذكر الله سبحانه فتعلق بذيل غيره في نجاته من السجن فعوقب على ذلك فلبث في السجن بضع سنين كما ذكره بعضهم وربما نسب إلى الرواية.

فمما يخالف نص الكتاب فإن الله سبحانه نص على كونه (عليه السلام) من المخلصين ونص على أن المخلصين لا سبيل للشيطان إليهم مضافا إلى ما أثنى الله عليه في هذه السورة.

والإخلاص لله لا يستوجب ترك التوسل بالأسباب فإن ذلك من أعظم الجهل لكونه طمعا فيما لا مطمع فيه بل إنما يوجب ترك الثقة بها والاعتماد عليها وليس في قوله:{اذكرني عند ربك} ما يشعر بذلك البتة.

على أن قوله تعالى بعد آيتين:{وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة} إلخ، قرينة صالحة على أن الناسي هو الساقي دون يوسف.

__________________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج11،ص152-153.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

وبعد أن أرشد يوسف صاحبي سجنه ودلّهما ودعاهما إلى حقيقة التوحيد، بدأ بتعبير الرؤيا لهما .. لأنّهما من البداية جاءا لهذا الأمر وقد وعدهما بتعبير الرؤيا، ولكنّه إغتنم الفرصة وحدّثهما عن التوحيد الحي والمواجهة مع الشرك، ثمّ التفت إليهما وقال: { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ}.

وبالرغم من تناسب كلّ رؤيا مع ما عبّره يوسف، فكان معلوماً إجمالا مَن الذي يطلق من السجينين؟ ومن الذي يصلب منهما؟ إلاّ أنّ يوسف لم يرغب في أن يُبيّن التعبير بصراحة أكثر من هذه .. خاصّة وأنّ فيه خبراً غير مريح، لذلك جعل التعبير تحت عنوان {أحدكما}.

ثمّ أضاف مؤكداً { قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} وهو إشارة إلى أنّ هذا التعبير ليس تعبيراً ساذجاً، بل هو من أنباء الغيب التي تعلّمها من الله، فلا مجال للترديد والكلام بعد هذا.

في كثير من التفاسير ورد في ذيل الجملة المتقدّمة أنّ السجين الثّاني الذي سمع بالخبر المزعج أخذ يكذّب رؤياه ويقول: كنت أمزح معك، ظانّاً أنّ مصيره سيتبدّل بهذا التكذيب، فعقّب عليه يوسف بالجملة المتقدّمة!(2)

ويحتمل أيضاً أنّ يوسف كان قاطعاً في تعبير الرؤيا إلى درجة بحيث ذكر الجملة المتقدّمة تأكيداً لما سبق بيانه.

وحين أحسّ يوسف أنّ السجينين سينفصلان عنه عاجلا، ومن أجل أن يجد يوماً يُطلق فيه ويُبّرأُ من هذه التهمة، أوصى أحد السجينين الذي كان يعلم أنّه سيطلق أن يذكره عند الملك { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} لكن هذا الغلام «الناسي» مثله مثل الأفراد قليلي الإستيعاب، ما إن يبلغوا نعمةً ما حتّى ينسوا صاحبها، وهكذا نسي يوسف تماماً، ولكن القرآن عبّر عن ذلك بقوله: { فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ } وهكذا أصبح يوسف منسيّاً { فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}.

هناك أقوال بين المفسّرين في أنّ الضمير من (أنساه الشيطان) هل يعود على ساقي الملك، أم على يوسف؟ كثير من المفسّرين يعيدون الضمير على يوسف فيكون المعنى: إنّ الشيطان أنسى يوسف ذكر الله فتوسّل بسواه.

ولكن مع ملاحظة الجملة السابقة التي تذكر أنّ يوسف كان يوصي صاحبه أن يذكره عند ربّه، يظهر أنّ الضمير يعود على الساقي نفسه.

وكلمتا «الربّ» في المكانين بمعنى واحد.

كما أنّ جملة {وادّكر بعد اُمّة}(يوسف 45) التي ستأتي في الآيات التالية، تدلّ على أنّ الذي نسي هو الساقي.

ولكن سواءً عاد الضمير على يوسف أم على صاحبه، فما من شكّ من أنّ يوسف توسّل بالغير في سبيل نجاة نفسه!

وبديهي أنّ مثل هذا التوسّل للنجاة من السجن ومن سائر المشاكل، ليس أمراً غريباً بالنسبة للأفراد العاديين، وهو من قبيل التوسّل بالأسباب الطبيعية، ولكن بالنسبة للأفراد الذين هم قدوة وفي مكانة عالية من الإيمان والتوحيد، لا يمكن أن يخلو من إيراد، ولعلّ هذا كان سبباً في بقاء يوسف في السجن بضع سنين، إذ لم يرض الله سبحانه ليوسف «ترك الأَولى»!.

في حديث عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «عجيب من أخي يوسف كيف إستغاث بالمخلوق دون الخالق؟»(3) وروي أنّه قال: «لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث» يعني قوله (اُذكرني عند ربّك).

وروي عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: «جاء جبرئيل (عليه السلام) فقال: يايوسف من جعلك أحسن الناس؟ قال: ربّي، قال: فمن حبّبك إلى أبيك دون إخوانك؟ قال: ربّي، قال: فمن ساق إليك السيارة؟ قال: ربّي، قال: فمن صرف عنك الحجارة؟ قال: ربّي، قال: فمن أنقذك من الجُبّ؟ قال: ربّي، قال: فمن صرف عنك كيد النسوة؟ قال: ربّي، قال: فإنّ ربّك يقول: ما دعاك إلى أن تنزل حاجتك بمخلوق دوني؟ البث بالسجن بما قلت بضع سنين»(4).

__________________

1- تفسير الامثل ،ناصر مكارم الشيرازي،ج6،ص292-294.

2- بحار الانوار،ج12،ص230، تفسير الصافي ،ج3،ص21.

3- تفسير مجمع البيان ، ج5،ص235،ذيل الاية مورد البحث ، تفسير نور الثقلين ، ج2،ص427.

4 ـ مجمع البيان في تفسير الآية، الجزء 3، ص235.، مستدرك الوسائل ،ج11،ص222،ح1281-3.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .