المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



المصلح المتهور  
  
2617   01:06 صباحاً   التاريخ: 5-6-2020
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص34-36
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-06 2499
التاريخ: 2023-12-26 1028
التاريخ: 2-9-2016 2535
التاريخ: 2023-06-08 1280

لقد بات من الواضح اسلامياً أن على الأمة واجبات منها تأمينها لحاجاتها مما يقوم عليه حفظ نظام البشر وما يوجب تركه تفككاً في حركة المجتمع باتجاه الحياة والسعادة، ومن هنا كان لزاماً على كل أمة مستقلة في مدينة كانت أو قرية أو شارع أن توفر الطبيب والقاضي والحاكم والمصلح وسائر الذين بوجودهم تستمر الحياة من الخبراء والمفكرين.

فكما أن المريض يرجع الى الطبيب لا الى البقال كان من الرشد أن يرجع الأزواج الى الخبير الامين على حل مشاكلهم، ولقد ساد في مجتمعنا أشخاص يدعون القضاء متهورون يتحركون بنشوة الاصلاح ولم الشمل وابعاد الفرقة، وهذا وإن كان دافعاً قيمياً محموداً ولكنه محكوم بالإحباط لأن من يجهل الطريق لن يزيدك بإرشاده إلا بعداً، فالسياج الزوجي عندما تقطع اسلاكه مشكلة ما لن يتحمل بعد تجربة مصلح جهول قد ينصف الظالم وينتقم من المظلوم... بل قد يتوجب طريقة تدخله ومحاكمته للأمور صدماً أعنف من حجم المشكلة الأساس، كأن يفاجئ الزوج بطرح مشكلة عرضتها عليه الزوجة من دون أية مقدمات، فإنه يفجر المشكلة ويعقدها برفض الزوج ساعتئذ للإجابة والتعاطي مع المصلح العتيد، وهنا على المصلح لا بد من اتصافه بمميزات يمكنه معها تحمل تبعات عمله من الحلم والصبر والأناة والقدرة على التعبير وحفظ الشواهد حيث يمكنه معها جميعاً أن يؤثر على زوجية هي بالنتيجة حالة انسانية قابلة للتأثر بكل شيء، كما لا بد من استبدال التعبير بالمصلح بتعبير هو انسب بمهمته كلفظ (المعالج) لأن فكرة الاصلاح تعني ان على الوسيط أن يسعى لفكرة واحدة هي الصلح فيجحف بنظرته هذه بالزام مظلوم أحياناً في حياة لا يأمر بها شرع ولا يرضى بها عقل، فواجبه دراسة الأسباب والملابسات فلربما اقتضت الفراق الفوري، ولقد واجهت كثيراً من الحالات التي كان يمتنع اصحابها من مناقشة أية فكرة سوى الطلاق ظناً منهم أنني لن أفكر إلا في الوفاق الذي اذاقهم المرارة.. وكنت أجيبهم أن دوري أيها الأحبة هو معالجة المشكل في وفاق أو طلاق بحسب حجم المشكلة، وعلى الوسيط المعالج أن لا يكون ملولاً على حساب تحطيم مجتمع فإنه إن شعر بذلك فليرفع يده عن معالجته ويذرها لغيره، فإن المشكلة قد تستغرق أسبوعاً وربما شهوراً كما حصل معي في بعض الحالات منها حصل وفاق وعادت الأمور إلى مجاريها.. ومنها والتي انتهت وللأسف الى الفراق ولعوامل خارجية.

وعلى الوسيط ايضاً أن يعي أن إغراقه الى الطرفين بوابل الاسئلة وفسح المجال لهما لكشف كل ما هو مخبوء هو جريمة أخرى يساهم فيها الوسيط بتدمير حياة الزوجين، وهنا أيها الأخوة: ان أقسى الآلام عندما يسمعان أسرارهما المقدسة أصبحت علكة في حلوق الناس، فالوسيط في معالجة لا في فضيحة ولذا كان عليه أن يمنع من ذكر التفاهات وصغائر الأمور وأن يقتصر على إثارة ما هو جوهر القضية الصميم، وان لا يتدخل في شؤونهم الداخلية الخاصة كما يفعل بعض من يدعي القضاء والإصلاح.. فهذا النوع من المخربين في المجتمع يجب على الزوجين ان لا يفتحان المجال أمامهم للتسلل الى حجرهم، كما لا باس بجمع الطرفين ثنائياً حيث يشعر ان العاطفة والهوى وخصوصاً في ظرف القطيعة والهجران سيؤثران على طي الخلاف سريعاً فإن الهوى من أشد المحفزات لإعادة الحسابات، ومنا نوجه النصيحة لكل الزوجين لم يستطيعا التفاهم على شيء في مرحلة ما أن يبتعدا بهدوء ومن إثارة وإشاعة، فإن ذلك سيوفر لكل منهما أن يدرك أهمية الآخر في حياته الطويلة، وستلهب الرياح الشوق احاسيسهما ليندفعا بحماس أشد لطي الماضي الأليم وفتح الصفحة المشرقة من التاريخ الجديد.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.