المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ليعتز كل منكما بالآخر  
  
2336   12:51 صباحاً   التاريخ: 1-6-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص386-389
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-23 3186
التاريخ: 18-1-2023 923
التاريخ: 10-4-2018 1894
التاريخ: 14-5-2017 2716

إن إحدى الرسائل المؤكدة للحياة والمعززة للحب يمكن أن تبعثها لمن تحب هي رسالة فحواها ((أنا شديد الاعتزاز بك)) عندما يعلم شخص ما أنك تعزه فسوف يشعر بأهميته والتقدير الذي يحظى به مما يشجعه على أن يعتز بك في مقابل ذلك وذلك يجعلهم مخلصين ومحبين وتشعر بأن علاقتك مرضية وعندما تبوح لمن تعتز به بحقيقة مشاعرك فهذا من أعظم الإطراءات التي يمكنك أن تهديها له وإحدى أفضل الوسائل للتعبير عن حبك له.

لا بد أنك قررت ما هي أفضل طريقة لتعريف من تعزه بحقيقة مشاعرك أنت على صواب: أخبرهم بمشاعرك – حدد ما تحبه فيهم مثلاً، لو كنت معجباً بابتسامتهم أو تعجبك ضحكتهم أو أي شيء يقومون به أيا ما يكون، أطلعهم على ذلك، ولا ترتكب خطأ بافتراضك أن شريك حياتك يعلم مسبقاً ما يعجبك منه: لأنه هناك احتمال ألا يكونا يعرفان حيث لم تطلعهما بذلك منذ وقت طويل جداً.

إن إحدى النتائج الثانوية لإطلاعك شريك حياتك على اعتزازك به هو تعزيز الجوانب الإيجابية لعلاقتك وتقويتها. إن تركيز اهتمامك على السمة الإيجابية لشريك حياتك وعاداته وتصرفاته سوف يبقي ذهنك منتبها للجوانب الجيدة في علاقتك وكل ما يعجبكم تجاه بعضكم البعض. إن ذلك سيساعدك على إلغاء كل العيوب التي تمنعك من بذل الجهد على صغائر الأمور، بالإضافة لذلك عندما يكون شريك حياتك صريحاً بشأن ما يحبه فيك فإنه يكون شديد الحرص على تكرار نفس التصرفات والسلوك الذي لاقى استحسانك على سبيل المثال: لو قلت لشريك حياتك ((أكثر ما أحبه فيك حقيقة هو أنك تتذكر أن تشكرني عندما أذهب لإحضار ما تريده)) فحتما سوف يستمر هو أو هي بالقيام بذات التصرف. إن التغذية الاسترجاعية الإيجابية تعزز وترسخ الصفات الإيجابية المتواجدة ولو من ناحية أخرى، سلمت بوجود هذا الاستعداد وكان شريك حياتك لا يعلم البتة أنك تقدر ذلك فيه فإن فرصة فقد تلك الصفات الإيجابية كبيرة جداً.

لدينا صديقة للعائلة قريبة منه وتعمل كمتخصصة في علم النفس وأيضاً مستشارة للشؤون الزوجية من ضمن العديد من تخصصاتها تخبرنا أنه من المألوف لدى الأزواج أن يعرفوا ما لا يحبه شريك حياتهم فيهم ولكنهم ليس لديهم أدنى فكرة عما يحبه شريك حياتهم أو يقدره، ولا غرو أنهم يذهبون طلباً للاستشارات! وفقاً لما تخبرنا به صديقتنا فإنه بأقل تفهم وبمزيد من التركيز على الإيجابية بدلاً من التركيز على وجه الدقة على ما يجب أن يكون أفضل أو ما يمكن تحسينه: لأن طريقة التفكير تلك يمكنها أن تغير من مسار العلاقة، ونلاحظ أن استنتاجها تبدو متسقة مع ملاحظاتنا.

إن أحد الأمور التي غالباً ما تخطر لكلينا بصورة تلقائية هو رغبتنا في مشاركة ما يحبه كلانا معاً – على سبيل المثال: لطالما أحببت الطريقة الساذجة التي تتصرف بها كرئيس أحياناً، وهي تعلم أنني أحب ذلك لأنني أخبرها به – وأحب أيضاً انهماكها في حياة أولادنا، وأحب قدرتها على خلق الجمال أينما تذهب، وأيضاً كيف تكون صداقات سريعة وتجعل الآخرين يضحكون، وكيف أنها متسامحة بصورة مذهلة – وهي بدورها تسارع بإخباري أنها تحب طريقتي في تقديم المساعدة بالنسبة لأعمال المنزل، وكيف أنني أجيد التعامل مع أولادنا. هناك العديد من الأمور التي يحبها كل منا في الآخر – ورغبتنا في المشاركة بصورة صريحة حول ما يحبه كلانا مما يعزز كل ما هو جميل في علاقتنا – وأظن مع وجود بعض الاستثناءات فأنا وكريس قد أبلغ بعضنا الآخر عن شيء واحد على الأقل يفضله لدى الآخر وذلك كل يوم منذ أن التقينا.

وفي إحدى المناسبات عند تعرضنا لنقاش نادر مع بعضنا البعض قالت لي ((هل تعلم يا ريتشارد؟ أنا أحب حقاً استعدادك في ترك الأمور تمضي)) ويمكنك أن تتصور أننا لم نغضب من بعضنا منذ ذلك الحين أبداً.

مثل أغلب الأزواج فلقد مررنا بالعديد من الأمور الجيدة في الوقت الذي قضيناه معاً، وعلى الرغم من ذلك فلم يتغير شيء واحد أبداً وهو: أننا حقا نعتز ببعضنا ونرجو أن تقوموا أنتم بذلك أيضاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.