أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-15
![]()
التاريخ: 28/9/2022
![]()
التاريخ: 19-5-2017
![]()
التاريخ: 2023-06-15
![]() |
يعتبر الطفل مدللا إذا كان يحظى بعناية زائدة عن الحد الطبيعي ؛ وكان يشغل اهتمام والديه ، بحيث تجاب له جميع طلباته.
ويدخل في مجال المدللين الطفل الوحيد والطفل البكر والطفل الأخير والذي يحمل عاهة من العاهات ، وكذلك الطفل الذكر بالنسبة للبنت في كثير من البيئات والذي يحصل أن الأبوين يندفعان في محبة طفلهما والعطف عليه بشكل لا هوادة به ويمنحانه الحب كله بحيث يشغلهما هذا الحب عن حبهما الزوجي المتبادل في اغلب حالات الدلال كنا نجد أن الأم كثيرا ما تفوق الأب في تدليل الولد مما يجعل الطفل يحصل على جميع رغباته فهي التي تطعمه وتدفئه وتقضي حاجاته وتجري لإسعافه عند بكائه وهي لا تعاقبه إن أزعجها طول الليل بصياحه وبكائه ولا تضربه إذا كسر أو أتلف شيئا ومعنى ذلك أن يتعرض الطفل المدلل لكثير من تدخل أبويه في كل صغيرة وكبيرة في حياته فيعفونه من اكثر الأعمال المنوطة به ويكفونه مؤونة التفكير في نفسه.. مما يشل حركة الطفل وفعاليته ويعرضه للضعف بكثرة ويجعله يعتمد على غيره.
والطفل البكر مدلل أيضا إذا يأتي وليس في الأسرة غالبا سوى والديه في العادة يجيبان كل مطالبه ويوجهان اليه كل اهتمامهما وحبهما أو خوفهما عليه ثم يأتي المولود الثاني وهنا تتحول عاطفة الأبوين بطبيعة الحال نحو المولود الجديد مما يجعل الولد الأول يشعر بالغيرة الشديدة ويقوم بمحاولات عدة لاسترجاع عطفهما المفقود منهما بالبكاء والصياح المستمرين والتمارض والتبول اللاإرادي الخ....
كذلك يدلل الطفل الأخير عادة ويعامل على أنه طفل لمدة أطول من المدة التي عومل فيها من سبقه ولا يقتصر أمر تدليله على الأبوين فقط بل يشاركهما في هذا التدليل الأخوة المحيطون بالطفل ولهذا ينشأ شاعرا بنقصه وهنا يلجأ لأساليب التعويض المعروفة ليعوض عن نفسه ما ألم به من نقص.
كذلك يدلل الطفل الذي يحمل عاهة جسدية فيعامل معاملة خاصة تثير نقمته على المجتمع فينطوي على نفسه ويعتزل الناس وتضيق بذلك دائرة تفاعله الاجتماعي وتتبلور في نفسه فكرة الشعور بالنقص وقد يؤدي به هذا الشعور إلى التعاظم أو الحقد على المجتمع.
كذلك يدلل الطفل الذكر بالنسبة للبنت ويبدو هذا في معاملة بعض الآباء لأولادهم الذكور بشكل يبدو فيه تفضيلهم عن الإناث وهي تقاليد خاطئة ورثناها عن الأجداد مبعثها إن الأولاد مجال اعتزاز الأب بعكس البنات ويترتب على تدليل الذكر نقمة البنت على أخيها وهي نقمة تكبتها في العادة على الطبيعة التي جعلت منها بنتا ويبدو ذلك جليا حين يكون الولد قد جاء بعدد معين من البنات أما الأسباب التي تدفع الأبوين لتدليل ابنهما فهي كثيرة نذكر منها:
1ـ قد يكون الأب في طفولته عاش تحت ضغط شديد وقد ظل طوال هذه المدة يحمل رغبة مكبوتة في نفسه للحرية والإطلاق لذا نجد أن هذا الشخص يمنح ابنه حرية مطلقة ليحظى بما سبق أن حرم منه الأب في طفولته والتدليل بهذا المعنى من نتائج الكبت عند الأب(2).
2ـ قد يكون أحد الأبوين في بعض الحالات عاطفي المزاج لا يقوى على التحكم في عواطفه ولا يستطيع ضبط نفسه عند لضرورة.
3ـ في كثير من حالات التدليل كنا نلاحظ قسوة شديدة عند أحد الأبوين في تربية الولد مما يجعل الآخر بطبيعة الحال لينا سهلا يدلل الطفل بكثرة.
4ـ يحاول الجد أو الجدة أو المحيطون بالطفل تدليله ليبرهنوا بذلك على محبتهم للأب. أما نتائج التدليل:
فإن الطفل المدلل يستغل عطف والديه استغلالا زائدا عن الحد ويتعود إخضاعهما لكل رغباته ومن هنا تنشأ عنده فكرة خاطئة عن معاملة الناس لقد تعود أن تجاب جميع طلباته وأيقن أن جميع من في العالم إنما وجدوا لخدمته وراحته وهو يشعر بتفوقه على الآخرين وأنه خير منهم ولكن ما أن يدخل معترك الحياة حتى يصطدم بالواقع إذ يرى أن الحياة اخذ وعطاء دين ووفاء حق وواجب ومن هنا ينشأ صراع بينه وبين المجتمع يريد السلطة الكاملة والسيطرة المطلقة في جميع الأوساط ولكنه يصطدم بحقوق الآخرين ومن هنا يفشل ويعرضه هذا الفشل إلى ألم نفسي ويحاول أن ينفس عن هذا الضغط عن طريق الانتقام في المنزل وحينما يشب ويصبح رجلا نجده يفشل في حياته الزوجية فالشخص المدلل تعود خضوع أهله له دون أن يبذل من نفسه أي مجهود للحصول على عطف الآخرين(3).
كان الموضوع والرأي الذي استعرضه الأستاذ زريق تحليل جيد لشخصية الطفل المدلل وأسباب الدلال حيث إنه غطى الموضوع بشكل وافٍ ولكن الأب المتعلم والمثقف يطلع من خلال احتكاكه بالمجتمع على طرق التربية ويعرف من خلالها الصواب وكذلك للتصرفات التي تحصل مع الأطفال وما هو صالح لهم وغير الصالح لتربيتهم ولا يبقى يعتمد على العواطف ومن منا لم يمر بظروف شائكة وعسيرة في أسرته وشبابه ومن منا لم يمر بظروف الحرمان ولكن هل هذا يعني أننا تركنا الحبل على الغارب في تربية الأطفال؟ أما بالنسبة للطفل الأخير فأن الذي يفسر الموضوع أن الأب عندما يكبر يكون إحساسه بمعاقبة الطفل مرهق أكثر مما هو في دور الشباب ولذلك يعطي فرص أكبر من خلال التوجيه والتعنيف أكثر من الحدة وربما العقاب.
وكذلك الأب الذي يتزوج متأخرا فأنه يكون عاطفي حتى مع أول أبنائه وهذه خاصية قد تكون منسحبة على نفسية الشخص عندما يتجاوز سن معين.
_________________
(1) كيف نربي أبنائنا ونعالج مشاكلهم ـ معروف زريق ـ مدرس التربية وعلم النفس في دار المعلمين بدمشق ـ دار الفكر بدمشق ط1 1963.
(2) نفس المصدر السابق.
(3) نفس المصدر السابق.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|