أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2016
1093
التاريخ: 27-11-2019
2135
التاريخ: 3-12-2019
1699
التاريخ: 28-11-2019
2015
|
الراوون في أبي بكر
من الأمور الواضحة التي لا مراء فيها ان أبا بكر وصاحبه عمر لم تظهر لهما مع رسول الله في أي غزوة من غزواته شجاعة تميز أيا منهما وتظهره بالمظهر الذي يمكن ان يبرز كمحنك شجاع ومدبر في الحرب ، ولم يبديا آراء حكيمة تسجل لهما ما يجعلهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مصاف المبرزين في الرأي ، بل لهما ميزة واحدة هي انهما أبوا زوجتي رسول الله . كما لم يكن لهما سابقة كغيرهما من رجال الجاهلية المبرزين في عهد الجاهلية ، والدليل الذي نستشهد به هو الحروب التي بدأت ببدر فكان مجموع الذين قتلوا كما جاء في العقد الفريد لابن عبد ربه في المحاورة والمناظرة لعلي الكاس المعلى ، وانه وحده قتل من صناديد قريش أكثر من الثلث ، ويوم حنين هم سبعة من بني هاشم بقوا مع رسول الله : علي يذب عنه المهاجمين ، والعباس لازم بزمام فرسه ، وخمسة آخرون يحيطون به للدفاع عنه . واما أبو بكر وغيره ففي عداد الهاربين ، ويوم الخندق كان الفتح بقتل عمرو بن عبد ود بيد علي ، وكلما سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المهاجرين والأنصار هل من يبارز الرجل رجعوا حتى قام علي ( عليه السلام ) ومضى وقتل عدو الله . ولا ننسى يوم خيبر حيث اخذ أبو بكر الراية في اليوم الأول فعاد منهزما وأخذها عمر في الثاني وعاد منهزما وذلك امام اليهود ، ولم يفتح على يديه وينتصر إلا من قال فيه رسول الله : ( والله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه ) وماذا عنى رسول الله بقوله : كرارا غير فرار ، ويحبه الله ورسوله ؟ هل كان هذا الحديث المتواتر إلا ضربة قاصمة لأبي بكر وعمر ؟ وإلا لما قال وأقسم أنه يعطيها لرجل يحبه الله ورسوله ، وما هو المفهوم المخالف سوى انه قد أعطى الراية بالأمس وقبلها لرجل خلاف هذا ، ألا يدل في الوقت الذي يثبت ايمان علي وشجاعته ومراسه وتقدمه وحبه لله ورسوله وحب الله ورسول الله له هل يدل على أن أبا بكر وعمر كانا خلاف ذلك ؟ وإلا لما قال ذلك رسول الله ، وعند قوله تطاولت الأعناق وبات الرجال ينتظرون بفارغ الصبر من هو هذا الذي نال منتهى الفخر وميز الجميع عند الله ورسوله بالايمان والتقوى والشجاعة والإقدام من هو هذا ؟ ولم تتبادر الأذهان لعلي والكل يعلم أنه أرمد ولا يستطيع ذلك .
وإني لأود أن نتصفح حقائق تبرهن لنا مواقف يستحق فيها أبو بكر وعمر أن يكونا خليفتي رسول الله وما هي الميزة التي يمتازان بها . أهي سد بابيهما وترك باب علي مفتوحة ؟ أم انهما خطبا الزهراء البتول ووافق رسول الله على خطبتهما . أم أبديا رأيا ارتضاه رسول الله وكانت فيه بادرة فتح ، ورب قائل يقول في أبي بكر : إنه صاحب رسول الله في الغار وتلك آية الغار ، فإني أرجو قائلها ان يراجع العقد الفريد ومحاجة المأمون مع الأربعين فقيها وعندها يعرف أن أبا بكر عمل على خلاف ما يرضي الله حتى طلب منه أن لا يحزن ، واما السكينة فنزلت على رسول الله . وأيهما أفضل : حزنه في الغار أم مبيت علي على فراش رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يعلم أنه في أي لحظة سيهوي القوم بسيوفهم عليه ليقتلوه وهو يفدي ابن عمه واخاه وينصر دينه ، وإذا سأل أحد هل كان يقام الدين الاسلامي ويشاد بغير علي ؟ وهل يستطيع أن ينكر قائل أن عمرو بن عبد ود وحده كان يقضي على المسلمين لولا علي في حرب الأحزاب ( الخندق ) . ولنعد إلى أقرب وقت وعهد برسول الله وهو جيش أسامة ، ذلك الجيش الذي كان فيه أبو بكر وعمر جنديين تحت قيادة أسامة الشاب ، ولم يحصل لا أبو بكر ولا عمر على شرف البقاء إلى جنب رسول الله ولا إمارة الجيش بل بالعكس .
وهذه الروايات الأكيدة المتواترة تشهد أنهما تخلفا عن جيش أسامة ، وأن رسول الله لعن كل من تخلف عن جيش أسامة . وبعدها ماذا ؟ مخالفة رسول الله في طلب قلم وقرطاس ومنعه من كتابة العهد من قبل عمر وبمرأى من أبي بكر وعلمه ورسول الله صاح لم يغم عليه بالدرجة التي أغمي على أبي بكر ساعة أراد أن يكتب عهده إلى عمر ولم يكتبه هو انما كتبه عثمان .
أيها القارئ الكريم بعد أن استعرضت ما مر تعال معي لترى اعمال أبي بكر وعمر في من احتج على خلافته مثل مالك بن نويرة فيقتل باسم الردة وزوجته ينزو عليها خالد بعلم من أبي بكر ولا يقيم عليه الحد ، وهذا ما يشهد به عمر نفسه بل يقدم له وساما ( انه سيف الله ) وبعد غصب فدك من بضعة رسول الله وسخطها ، وقد ثبت ان سخطها سخط رسول الله وسخط الله ، وبعده الهجوم على دارها وإحراقها واخذ بعلها سيد الوصيين لإرغامه على أن يبايع أبا بكر واقصاء أي هاشمي من الحكم وتحكيم دولة بني أمية وقد ثبتت مقولة عمر ، إن انتخاب أبي بكر فلتة . وان أبا بكر رغم معارضة المهاجرين والأنصار وأصحاب رسول الله قد عهد بالخلافة لعمر ، وعمر أسندها لبني أمية استبدادا ، ولم يشأ ان يجعلها نصا وجعلها شورى بزعمه كانت أشد من النص المكتوب لعثمان وقد خلق أندادا لعلي ما كانوا بالحسبان . وبتقوية واليه معاوية وإسنادها بعد ذلك باسم الشورى إلى عثمان والكل يدري أن عبد الرحمن بن عوف صهر عثمان وسعد بن أبي وقاص صهر عبد الرحمن وهذا ما يعلمه عمر ، لذا قال : فإن تساووا فالامر لمن كان معه عبد الرحمن بن عوف والكل يعرفون مقام علي في الاسلام وبلاءه فيه ، وكم قال عمر : لولا علي لهلك عمر وسوف يأتيك آراء علي في زمن عمر وأن الفتوحات جرت على رأي علي وبعده يأتي معاوية فيروي عماله كما مر الروايات الكاذبة في بني أمية وعثمان ثم أبي بكر وعمر وتحريفه ما جاء في آل البيت بضررهم ونفع معاوية كما يلي :
1 - وقد مر ما روي عن المدائني في كتاب احداثه ، وابن عرفة المعروف بنفطويه في تاريخه ، وكلاهما من الاعلام وما روي عن ابن أبي الحديد ما عمله معاوية من ترويج الجعل والكذب في الخلفاء الثلاثة وبني أمية وتحريف مناقب علي ونسبتها لأعدائه ، ومن الروايات المنقولة التي لا تتناسب وسوابق أبي بكر وعمر كما مر .
قال ابن أبي الحديد لما قتل المشركون يوم بدر أسر منهم سبعون أسيرا ، فاستشار رسول الله فيهم أبا بكر وعمر ، فقال أبو بكر : هؤلاء بنو العم والعشيرة والاخوان وأرى ان نأخذ منهم فدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على المشركين وعسى الله ان يهديهم بعد اليوم فيكونوا لنا عضدا ، فقال رسول الله : ما تقول أنت يا عمر ؟ قال : أرى أن تمكنني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكن حمزة من أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله انه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين ، اقتلهم يا رسول الله ، فإنهم صناديدهم وقادتهم . فلم يهو رسول الله ما قاله عمر وهوى ما قاله أبو بكر فأخذ منهم الفدية وخلى سبيلهم فانزل عليه ما انزل . قال عمر : فجئت إلى رسول الله فوجدته قاعدا وأبو بكر يبكيان فقلت : ما يبكيكما ؟ حدثاني فان وجدت بكائي بكيت وإلا تباكيت ؟ فقال رسول الله : أبكي لأخذ الفداء لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة منه ، قال عبد الله بن عمر فكان رسول الله يقول كدنا ان يصيبنا شر في مخالفة عمر .
انظر إلى هذه الرواية كيف تترك رسول الله لا رأي له ولأصحابه سوى أبي بكر وعمر ليستشيرهم ، ثم تراه يمدح عمر وهو الذي قد أخطأ وأبو بكر وعندها يقول قد عرض علي عذابكم وهو الذي أمر وعمل ، وما هو القصد من هذه الرواية على سخافتها سوى إبداء رأي أبي بكر ، وبعدها عظمة اجتهاد عمر ، وبعدها لا يبالي مهما أصاب رسول الله من سخافة الرأي وقلة الابصار . بل وأبان ظلم الله لإنزال العذاب على من لم يقترف جرما .
2 - وروى ابن أبي الحديد في غزوة بدر عن الواقدي أنه قال : لما جئ بالأسرى كره ذلك سعد بن معاذ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كأنه شق عليك أن يؤسروا ! قال : نعم يا رسول الله ، كانت أول وقعة التقينا فيها والمشركين فأحببت ان يذلهم الله وان يثخن فيهم القتل . إلى أن قال ابن أبي الحديد : واما الحديث الذي فيه " لو نزل عذاب الله لما نجا منه إلا عمر " فالواقدي وغيره من المحدثين اتفقوا على أن سعد بن معاذ كان يقول مثل ما قاله عمر بل هو المبتدئ بذلك الرأي ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد في العريش وقد مر ما ذكرنا عن الوضع في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان .
3 - واليك رواية أبعد عن المنطق ، قال ابن أبي الحديد : ثمة حديث في المعنى أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما اختلف أبو بكر وعمر قال " مثل أبي بكر في الملائكة كميكائيل ينزل برضاء الله . وعفوه على عباده والأنبياء كإبراهيم إذ قال : فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ، وكعيسى إذ يقول : إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم . . . الخ ، ومثل عمر في الأنبياء كنوح إذ قال : " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " وكموسى إذ قال : " ربنا اطمس على أموالهم " وهكذا ترى ان هذه الروايات من التي وضعت في زمن معاوية . وما ذكر من فك الأسرى والفداء فقد جرى كل شئ حسب الآيات النازلة وما أوحى به الله على نبيه . وكأنما إذ ينقلون ذلك عن عمر وأبي بكر واتباع آرائهم ان ليس هناك وحي ولا نبوة ، أوليس هناك من المهاجرين والأنصار ممن يعتد برأيه سوى أبي بكر وعمر مع ما مر من أنهم قيدوا جميعا تحت امرة أسامة بن زيد وهو دون العشرين ولم تجد معارضتهم ، وعندما تأخروا قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لعن الله من تخلف عن جيش أسامة فكان أبو بكر يذكر ذلك ويقول : ليتني لم أتأخر عن جيش أسامة ، ولم أسخط فاطمة بضعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . واما من الآيات النازلة الحرب والأسرى : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم * فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) ( 1 ) فأطلق لهم ان يأخذوا الفداء ويطلقوهم . وكلما عارض هذا فهو مدسوس وتحريف وجعل ويخالف العقل . ثم تعال معي إلى ما رواه الحميدي في الجمع بين رجال الصحيحين في سند عمر عنه قال رسول الله : رأيتني دخلت الجنة فإذا انا بالرميضاء امرأة طلحة وسمعت خشفة فقلت : من هذا ؟ فقيل : هذا بلال . ورأيت قصرا بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب فأردت أن ادخله فانظر إليه فذكرت غيرتك فوليت مدبرا ( 2 ) ، فبكى عمر وقال : عليك أغار يا رسول الله ! ، وهو من أحاديث مسلم والبخاري في صحيحيهما فانظر كيف لا يبالي ان يخلق من النبي من لا يتحاشى من الله ويتحاشى من عمر ، وان عمر رغم انه عظمه وجعل له قصرا في الجنة جعله من الافراد السيئي الظن وذلك بالنبي . وبعد كل هذا أيكون مثل هذا في الجنة التي لا لغو فيها ولا تأثيم ؟ !
________________________
( 1 ) سورة الأنفال ، الآية 67 - 69 .
( 2 ) صحيح البخاري 2 / 195 ط مطبعة الحلبي بمصر باب 7 ، فضائل أصحاب النبي والحديث
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|