المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
البطيخ Watermelon (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-25
تعريف الطعن بالحكم القضائي (التمييز)
2024-11-25
2024-11-25
اكتساب الحكم القضائي حجية الشيء المقضي به
2024-11-25
الخيار Cucumber (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-25
الحرارة Temperature
2024-11-25



التسامح والصبر قوام سير الحياة الزوجية  
  
2371   11:17 مساءً   التاريخ: 28-11-2019
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص113ـ118
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

التسامح والصبر

الحياة الزوجية، كما عبروا عنها، تآلف روحين وتجانس قلبين، حيث يستعد كل منهما للتضحية بكل شيء في سبيل الآخر، وبهذا تبدو الحياة الزوجية جميلة ورائعة ومملوءة بالأمل.

إن تحول الأسرة إلى ساحة للحرب والمنازعات والاشتباكات يجعل من الحياة مريرة تغتال أجمل شيء فيها وهو الأمل، ذلك أنها تقف سداً يحول دون تكامل الإنسان، كما أن عبادة الله سبحانه تستلزم شعوراً براحة البال واطمئنان الخاطر، في حين يسلب النزاع العائلي ذلك ويشغل بال الإنسان بتلك الخلافات التي تقف عند حد وتأخذ من المرء جهده وأعصابه ووقته غافلاً عن كثير من واجباته في هذه الدنيا بل إنها قد تقوده إلى الهاوية والسقوط.

الحياة وتغيراتها:

إن بعض الناس يتصورون الحياة ـ عن جهل ـ عالماً وردياً جميلاً، طافحاً بكلّ ألوان السعادة، وبهذه الخيالات يقدمون على الزواج، غافلين عن أن المرء لا بد وأن يواجه في طريقه ألواناً من المتاعب والمشكلات؛ ولذا فإننا نراهم ينكصون على أعقباهم ويستسلمون لدى أول تجربة مرة في هذا الطريق وإذا بالأسرة التي تشكلت حديثاً تنهار وتتفكك وتنتهي إلى مأساة.

الحياة زاخرة بالمتاعب طافحة بالآلام، وعلى الإنسان أن يشق طريقه خلال طبق ضوابط معيّنة تكفل له تحمل كل ذلك ومقاومته لنيل السعادة المنشودة.

إن تصور الحياة خالية من الآلام والمتاعب هو تصور خيالي تماماً، والقليل جداً من الناس ممن عاشوا تلك الحياة ومع ذلك فلا يمكن اعتبارهم سعداء، ذلك أن تكامل الإنسان وتقدمه مرهون بمقاومته المتاعب واجتيازه الامتحان بنجاح.

وشخصية الإنسان تصنعها الحوادث وتصقلها المشكلات فيتخرج المرء وهو أقوى روحاً وأطول نفساً وأكثر تحملاً ومقاومة أمام الأمواج والعواصف.

ضرورة الصبر:

لا تنسجم الحياة الزوجية مع الدلال أبداً. إنها تتطلب إنساناً صبوراً لكي يمكنه خوض التجربة بنجاح، أما أولئك الذين يفتقدون الصبر فإنهم لا بد وأن يخفقوا في ذلك لدى أول مشكلة تواجههم، ينبغي عليهم أن يدعو الدلال جانباً لكي يمكنهم مواجهة المتاعب.

إن الذين أخفقوا في حياتهم الزوجية والذين غرقوا في خضم النزاعات والخلافات مع أزواجهم كان ينقصهم شيئاً واحداً وهو الصبر والتحمل.

وفي أدبياتنا ـ كمسلمين ـ نجد اهتماماً كبيراً بالصبر، فالقرآن الكريم يحث على الصبر في نواحي الحياة، ونبينا العظيم يأمرنا بالصبر، وكذلك نجد هذه المسألة تأخذ جانباً واسعاً في أحاديث الإمام علي وخطبه.

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من صبرتْ على سوء خلق زوجها أعطاه الله مثل (ثواب) آسية بنت مزاحم) بحار الأنوار ج103 ص347.

الحياة والتسامح:

لا يمكن للحياة الزوجية أن تستمر دون رعاية للحقوق الزوجية التي يحدّدها القانون والمجتمع، وهي في كل ذلك تحتاج إلى التضحية والتسامح والخلق الرفيع. ذلك أن عدم التسامح في الحياة يخلق العديد من المشاكل التي يكون المرء في غنىً عنها.

إن قانون الحياة يقوم على الصبر وتحمل المشكلات خاصّة إزاء ما يصدر عن زوجتك من سلوك. إن غض النظر قليلاً ومعالجة الوضع بروح من الصبر والنفس الطويل هو في صالحك وصالح أبنائك وأسرتك، ذلك أن الحياة لا يمكن احتمالها بغير ذلك.

كما أن الحد من طموحاتك تجاه زوجتك وتوقعاتك إزاءها يمنحك القدرة في استيعاب بعض ما ينجم عن الحياة المشتركة، فلست علياً في مثال الكمال وزوجتك ليست فاطمة في سمو المقام؛ وإذن فلا ينبغي التشدد مع زوجتك وأن يكون هناك نوع من التساهل إزاء ما يصدر عنها من أخطاء.

إن فن الحياة هو قدرتك على إرساء السلام وإشاعة الودّ في محيط الأسرة، وهذا يتأتّى من قدرتك على ضبط النفس وأن يسبق عفوك غضبك وأن يكون التّسامح شعارك في كل ذلك، وعندما تصبح بهذا المستوى فإن ثمار السعادة تكون في متناول يديك.

المرأة والدفء العائلي:

من الضروري هنا أن يكون لنا حديث مع السيدات وهو أن الدفء الأسري إنما ينشأ عن عطف وحنان المرأة وأن جمال المرأة الحقيقي إنما يكمن في تلك الأعماق المتفجرة بالحب لا بذلك المظهر الفارغ، وأن الرجل إنما يهفو إلى هذا الجانب الزاخر بالعاطفة الفياضة.

وأن الأساس في دور المرأة كزوجة ناجحة أن تنفذ إلى قلب زوجها وروحه وأن تشعره بالحب والمودة؛ فمن المحتمل أن يكون الزوج رجلاً يسيء معاملتها ولكن من الممكن تطويعه من خلال مرونتها معه وحسن سلوكها تجاهه.

إن على المرأة أن لا تشتكي سوء زوجها وأن تسأل نفسها أولاً هل هي أحسنت معاملته؟ هل ألانت له القول؟ وهل أجملت في الحديث؟

إن الحياة العائلية إنما تتبلور في ظلال الحب والعاطفة، وأن البيت إذا أقفر من الحب والصفاء فلا يمكن العيش فيه، وأن الإنسان يعتبر نفسه قد أخفق إذا آل الأمر إلى ذلك المصير؛ ولذا فإنكِ تكونين قد أخفقت في إشاعة الدفء في الأسرة والبيت الزوجي؛ وإذا شعر الرجل بدفء الحب هوى قلبه إليك وإلى لقائك في المنزل كما تهفو الطيور إلى أعشاشها.

المرأة وتحمل الحياة:

يحتاج الإنسان في تسيير شؤون حياته إلى قدر من المال، ولكي يعيش سعيداً فإنه لا يحتاج إلى ثروة طائلة بل إلى قدر من الأخلاق الرفيعة، ذلك أن الخلق الكريم يفوق في قيمته الثراء آلاف المرات، وأن النجاح في الحياة إنما يتوقف على صبر الإنسان وتحمله ومواجهته أعباء الحياة بروح عالية.

إن شخصية الإنسان تصنعها الحوادث وتصقلها الشدائد ولا يتحمل ذلك سوى النساء اللاتي وصلن إلى درجة الملائكة وسوى الرجال المؤمنين الذين آمنوا بالأسرة وحرمتها، ولذا فهم يتحملون في سبيل صيانتها كل المتاعب والآلام.

وهذا ليس مستحيلاً، لأن الله قد خلق الإنسان ـ امرأة ورجلاً ـ ومنحه القدرة على الصبر والتحمل إزاء ما يواجهه من محن ومصائب.

مرونة الرجل:

تنشب النزاعات في بعض الأحيان بسبب إهمال المرأة بعض مسؤولياتها في الحياة الزوجية خاصة في الأيام الأولى، ولذا نوصي الأزواج أن يُبدوا قدراً من المرونة إزاء ذلك، حتى إذا لمسوا بعض العناد. إن تسامح الرجل ضروري جداً في إرساء دعائم الأمن والسلام في الحياة المشتركة.

وقد أوصى نبينا الكريم بالإحسان في معاملة المرأة، وكذلك وردت توصيات عديدة في أحاديث الإمام علي(عليه السلام) في مداراة المرأة والتجاوز عن أخطائها وهو يتبعها: (ألا تحبّون أن يغفر الله لكم؟).

عليكم أنتم أيها الرجال تحمل مسؤولياتكم خاصة في المنعطفات الخطيرة وأن تمارسوا نوعاً من ضبط النفس إزاء انفعالاتكم. إن الله قد منحكم قوة عضلية تفوق المرأة ولكن ذلك لا يعني أنه يغفر لكم باعتدائكم على أزواجكم بالضرب والشتم.

إن حسن أخلاقكم من شأنه أن يقضي على كل جذور الفتنة قبل أن تنمو أشواكها. أما ذا أصبحت الحياة جحيماً لا يطاق، جحيماً لا يمكن احتماله فإن الله قد فتح لكم عند ذلك باباً للخلاص.

انتظارنا من المرأة:

لا بأس من الإشارة هنا إلى انتظار شريعتنا وعقيدتنا من المرأة، إذ ليس المطلوب منها تجنب النزاع مع زوجها فحسب بل ينبغي لها أن تكون ملاذاً له وسكَناً يشعره بالطمأنينة والأمن والاستقرار. لقد كانت فاطمة الزهراء المثل الأعلى للزوجة المخلصة، وكان زوجها العظيم يشعر بالسعادة وهو يجلس إلى جانبها ويتجاذب معها أطراف الحديث، وكان قلبه المثقل بالهموم يهفو إلى المنزل كلما داهمته الكروب. لقد كانت عليها السلام تشارك زوجها السراء والضراء وتعينه على طاعة الله سبحانه، فكانت مثالاً سامياً للمرأة فتاة وزوجة وأمّاً.

تصحيح الذات:

إننا ـ وفي بعض الحالات ـ نجد أنفسا نحلّق عالياً في عالم الخيال، نطمح إلى تحقيق رغباتنا بالرغم من صعوبتها. إننا لا نقول ينبغي أن نغض النظر عن جميع طموحاتنا وأن نطفئ شعلة الأمل المتوقدة في أعماقنا، بل نقول يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار منطق الواقع في كل ذلك، وحتى لو فرضنا إمكانية تحقق تلك الطموحات، فإننا ينبغي أيضاً أن نأخذ بنظر الاعتبار قيمة ذلك وهل تساوي أن يضحي الإنسان من أجلها باستقرار الأسرة.

ينبغي على المرء أن يهذب نفسه ويمسك بزمامها وأن لا يدع الأهواء تسيطر عليه.

إن للتشاؤم وسوء الظن حداً أيضاً وتحمّل زوجتك هو الآخر له حدوده أيضاً، فلا تحمّلها ما لا تطيق.

إن الدين هو أعظم مدرسة لتربية النفس وأن الخلوة مع الله سبحانه والتضرع إليه يهب النفس الشعور بالطمأنينة والسلام.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.