يعد موعد الزراعة أحد العوامل المحددة للإنتاجية في محصول الشوندر السكري من حيث كمية المحصول ونسبة السكر، حيث تزداد نسبة السكر ودرجة استخلاص السكر كلما تم الحصاد في ظروف الجو البارد أو المعتدل، في حين تقل نسبة السكر ودرجة استخلاص السكر في ظل درجات الحرارة المرتفعة. وإن الشوندر السكري من أكثر المحاصيل تأثرا باختلاف موعد الزراعة، لذا يجب زراعة الشوندر السكري في موعد يناسب الإنبات الجيد للبذور لضمان الحصول على عدد كاف من النباتات في وحدة المساحة. ويفضل دائما التبكير بالزراعة لإعطاء النباتات فرصة كافية لإتمام نموها الخضري والجذري، وتخزين أكبر كمية ممكنة من السكر في الجذر، وبالتالي الحصول على أعلى مردود من السكر في وحدة المساحة. يزرع الشوندر السكري في القطر العربي السوري على ثلاث عروات:

1) العروة الخريفية: تزرع خلال الفترة الواقعة بين 15 تشرين الأول و15 تشرين الثاني.

2) العروة الشتوية: تزرع خلال الفترة الواقعة بين 15 كانون الثاني و 15 شباط.

3) العروة الصيفية: وهي عروة حديثة تزرع في محافظتي الرقة ودير الزور تسمح بالهروب من درجات الحرارة العالية التي تهدم السكروز المخزن بالجذور، وتسمح بتطبيق دورة زراعية تسهم في استثمار أفضل للأراضي الزراعية، وامتداد فترة تشغيل معمل السكر لفترة أطول، وتتم خلال المواعد الآتية:

• تبدأ الزراعة في محافظة الرقة من 1/8 حتى 20/8

• تبدأ الزراعة في محافظة دير الزور من 1/8 حتى 31/ 8

علما أن المساحات المخططة ونوع البذار لهذه العروة وفق الآتي:

• محافظة الرقة 700 هكتار وحيد الجنين، و2900 هكتار متعدد الأجنة، أي أن نسبة البذار وحيد الجنين 20%

• محافظة دير الزور 600 هكتار وحيد الجنين، و4600 هكتار متعدد الأجنة، أي أن نسبة البذار وحيد الجنين 12%

ومن المخطط أن تزاد المساحة المزروعة بالبذار وحيد الجنين 50% في كل عام قياسا للعام السابق.

يتراوح العمر الحقيقي للمحصول المزروع كعروة خريفية بين 180-210 يوما بحيث يتم النضج في نهاية شهر أيار وبداية حزيران إذا ما تم التقيد بموعد الزراعة، ولكن في أغلب الأعوام لا يصل المحصول إلى مرحلة النضج في شهر حزيران، فحددت مديريات الزراعة في المحافظات موعدا لنضج المحصول في الشهر السابع مما يدل على تقيد المزارعين بموعد العروة الخريفية الأكثر انتشارا في سوريا، ويتسبب قلع المحصول قبل موعد النضج المثالي بخسارة كبيرة للمزارع نتيجة قلة الإنتاج من الجذور في وحدة المساحة وتدني درجة الحلاوة، والنتيجة بالنسبة للاقتصاد الوطني انخفاض مردود وحدة المساحة من السكر، بينما يسبب تأخر قلع المحصول عن التاريخ المقرر ذبول الجذور وتدني وزنها وحلاوتها، لذلك لابد من إرشاد المزارعين وتوجيههم للتقيد بمواعيد الزراعة والحصاد المناسبة لكل عروة.

جدول يبين تأثير موعد الزراعة والقلع في الانتاج الجذري، ودرجة الحلاوة ونسبة النقاوة في الشوندر السكري، والنسبة المئوية للشمرخة وفق نتائج مركز بحوث الرقة.

بينت نتائج التجارب المنفذة لتحديد تأثير موعد الزراعة، وموعد القلع في الإنتاج الجذري، ودرجة الحلاوة، ونسبة النقاوة في الشوندر السكري، والنسبة المئوية للشمرخة المنفذة في مركز بحوث الرقة للموسم 2002-2003 تأثير كل من موعد الزراعة وموعد القلع في الصفات المدروسة، وكان موعد الزراعة 15 آب وموعد القلع 15 شباط و10 آذار الأفضل من حيث درجة الحلاوة، مع ملاحظة انعدام وجود النباتات المصابة بالشمرخة في هذه المواعيد، ونشير هنا إلى أنه قد تم تنفيذ تجارب مماثلة في مركز بحوث دير الزور، بينت وبعد الأخذ بعين الاعتبار نسبة الشمرخة تفوق موعد الزراعة تشرين الأول مع موعد القلع 15 حزيران من حيث الإنتاج الجذري، والإنتاج من السكر، وانعدام وجود النباتات المصابة بالشمرخة في هذه المواعيد.