المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

articulatory phonology
2023-05-31
أثر الغزو الحبشي في أهل مكة.
2023-12-20
اضطرابات تصنيع الكلوبيلينات المناعية Disorders of immoglobalins Synthesis
2-12-2020
العلوم الباحثة عن غرائب التأثير
23-10-2014
الهيبارين Heparin
23-7-2018
سحلب هرمي، ذيل الثعلب Anacamptis pyramidalis
2-8-2019


مناظرة الإمامين زين العابدين والباقر (عليهما السلام) مع بعضهم حول مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) وعدم إنصاف بعض الناس له  
  
602   07:54 صباحاً   التاريخ: 19-10-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 135-139
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * الإمام علي (عليه السلام) /

روي عن أبي محمد الحسن العسكري (عليهما السلام) أنه قال: كان علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) جالسا في مجلسه، فقال يوما في مجلسه: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أمر بالمسير إلى تبوك، أمر بأن يخلف عليا بالمدينة، فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله! ما كنت أحب أن أتخلف عنك في شيء من أمورك، وأن أغيب عن مشاهدتك والنظر إلى هديك وسمتك.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (1)، تقيم يا علي وإن لك في مقامك من الأجر مثل الذي يكون لك لو خرجت مع رسول الله، ولك مثل أجور كل من خرج مع رسول الله موقنا طائعا، وإن لك على الله يا علي لمحبتك أن تشاهد من محمد سمته في سائر أحواله، بأن يأمر جبرئيل في جميع مسيرنا هذا أن يرفع الأض التي نسير عليها، والأرض التي تكون أنت عليها، ويقوي بصرك حتى تشاهد محمدا وأصحابه في سائر أحوالك وأحوالهم، فلا يفوتك الأنس من رؤيته ورؤية أصحابه، ويغنيك ذلك عن المكاتبة والمراسلة.

فقام رجل من مجلس زين العابدين (عليه السلام) لما ذكر هذا، وقال له: يا بن رسول الله! كيف يكون هذا لعلي؟ إنما يكون هذا للأنبياء لا لغيرهم.

فقال زين العابدين (عليه السلام): هذا هو معجزة لمحمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا لغيره، لأن الله تعالى إنما رفعه بدعاء محمد، وزاد في نور بصره أيضا بدعاء محمد، حتى شاهد ما شاهد وأدرك ما أدرك. ثم قال له الباقر (عليه السلام): يا عبد الله! ما أكثر ظلم كثير من هذه الأمة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأقل إنصافهم له؟! يمنعون عليا ما يعطونه ساير الصحابة، وعلي أفضلهم، فكيف يمنع منزلة يعطونها غيره؟! قيل: وكيف ذاك يا بن رسول الله؟ قال: لأنكم تتولون محبي أبي بكر بن أبي قحافة، وتبرؤون من أعدائه كائنا من كان، وكذلك تتولون عمر بن الخطاب، وتتبرؤون من أعدائه كائنا من كان، وتتولون عثمان بن عفان، وتتبرؤون من أعادئه كائنا من كان، حتى إذا صار إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قالوا: نتولى محبيه، ولا نتبرأ من أعدائه بل نحبهم!! فكيف يجوز هذا لهم، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في علي (عليه السلام): اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله (2) أفترونه لا يعادي من عاداه؟! ولا يخذل من يخذله؟! ليس هذا بإنصاف (3)!!

ثم أخرى: أنهم إذا ذكر لهم ما اختص الله به عليا (عليه السلام) بدعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكرامته على ربه تعالى جحدوه، وهم يقبلون ما يذكر لهم في غيره من الصحابة، فما الذي منع عليا (عليه السلام) ما جعله لسائر أصحاب رسول الله؟ هذا عمر بن الخطاب، إذا قيل لهم: إنه كان على المنبر بالمدينة يخطب إذ نادى في خلال خطبته: يا سارية (4) الجبل! عجبت الصحابة وقالوا: ما هذا الكلام الذي في هذه الخطبة؟ فلما قضى الخطبة والصلاة قالوا: ما قولك في خطبتك يا سارية الجبل؟ فقال: اعلموا أني وأنا أخطب إذ رميت ببصري نحو الناحية التي خرج فيها إخوانكم إلى غزو الكافرين بنهاوند، وعليهم سعد بن أبي وقاص، ففتح الله لي الأستار والحجب، وقوي بصري حتى رأيتهم وقد اصطفوا بين يدي جبل هناك، وقد جاء بعض الكفار ليدور خلف سارية، وسائر من معه من المسلمين، فيحيطوا بهم فيقتلوهم، فقلت: يا سارية الجبل، ليلتجئ إليه، فيمنعهم ذلك من أن يحيطوا به، ثم يقاتلوا، ومنح الله إخوانكم المؤمنين أكناف الكافرين، وفتح الله عليهم بلادهم، فاحفظوا هذا الوقت، فسيرد عليكم الخبر بذلك، وكان بين المدينة ونهاوند مسيرة أكثر من خمسين يوما. قال الباقر (عليه السلام): فإذا كان مثل هذا لعمر، فكيف لا يكون مثل هذا لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)؟! ولكنهم قوم لا ينصفون بل يكابرون (5).

_______________

(1) مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن المغازلي: ص 27 - 37 ح 40 - 56، بحار الأنوار: ج 2 ص 226 ح 3، وج 5 ص 21 ح 30.

(2) راجع: مسند أحمد بن حنبل: ج 1 ص 219، وج 4 ص 281 وج 5 ص 370، مجمع الزوائد: ج 9 ص 107، كنز العمال: ج 13 ص 104 ح 36342 وص 138 ح 36437 وص 170 ح 36515، البداية والنهاية: ج 5 ص 211 وص 212 وج 7 ص 335، وغيرها الكثير.

(3) إذ أن مقتضى المحبة ومن لوازمها أيضا هو محبة محب المحبوب - كما قيل: ألف عين لأجل عين تكرم - ومعاداة عدو المحبوب، فإن محبة المحبوب وموالاة أعدائه لا تجتمعان، قال الشاعر:

تود عدوي ثم تزعم أنني * صديقك، إن الرأي عنك لعازب .

وقال شاعر آخر:

صديق صديقي داخل في صداقتي * صديق عدوي ليس لي بصديق .

فإذا كان هذا هو مقتضى الصداقة والأخوة، فكيف بمن هم ولاة الدين وحماته، ومن كان أخا لرسول الله (عليه السلام) ونفسه بنص الآية الشريفة : {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61] ذلك هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أضف إلى ذلك نص الأدلة الآمرة بولايته ومعاداة أعدائه، والبراءة منهم، وأن المحب له (عليه السلام) محبا لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأن مبغضه مبغضا له (صلى الله عليه وآله) وأن بغض أمير المؤمنين (عليه السلام) ومحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يجتمعان، وإليك بعض الأحاديث في ذلك على سبيل المثال: 1 - قوله (صلى الله عليه وآله): محبك محبي ومبغضك مبغضي. (كنز العمال: ج 11 ص 622 ح 33023). 2 - قوله (صلى الله عليه وآله): يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك. (ميزان الاعتدال: ج 3 ص 596 ترجمة رقم: 7707، لسان الميزان: ج 5 ص 206 ترجمة رقم: 722، كتاب المجروحين لابن حيان: ج 2 ص 310). 3 - قوله (صلى الله عليه وآله): من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله. (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني: ج 3 ص 288، كنز العمال: ج 11 ص 601 ح 32902 وص 622 ح 33024، مجمع الزوائد: ج 9 ص 132). 4 - قوله (صلى الله عليه وآله): هذا وليي وأنا وليه، عاديت من عاداه وسالمت من سالمه. 5 - قوله (صلى الله عليه وآله): عدوك عدوي، وعدوي عدو الله عز وجل. 6 - قول أمير المؤمنين (عليه السلام): يهلك في ثلاثة: اللاعن والمستمع المقر، وحامل الوزر، وهو الملك المترف، الذي يتقرب إليه بلعنتي، ويبرأ عنده من ديني، وينتقص عنده حسبي، وإنما حسبي حسب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وديني دينه، وينجو في ثلاثة: من أحبني، ومن أحب محبي، ومن عادى عدوي، فمن أشرب قلبه بغضي أو ألب على بغضي، أو انتقصني، فليعلم أن الله عدوه وخصمه (وجبرئيل) والله عدو للكافرين (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 105 - 107).

(4) هو سارية بن زنيم الدئلي، والقصة مذكورة في الكامل لابن الأثير: ج 3 ص 42 عند ذكره (فتح فسا ودار ابجرد)، تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 4 ص 178، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 125 (فصل في كراماته)، دلائل النبوة لأبي نعيم: ج 2 ص 578 - 581 ح 525 - 528، تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي: ص 155 - 156، الرياض النضرة لمحب الدين: ج 2 ص 326 - 327.

(5) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): ص 561 - 563 ح 331، الإحتجاج للطبرسي: ج 2 ص 330 - 331، بحار الأنوار: ج 21 ص 238 - 240 ح 24.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.