أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015
1151
التاريخ: 24-03-2015
1238
التاريخ: 2-10-2019
2960
التاريخ: 1-10-2019
8791
|
وقد مَرَّ بنا أن البارودي قد قلَّدَ القدماء في الوقوف على الأطلال والدمن، وفي الأوصاف الموروثة، وفي الوصف الماديِّ للمرأة والنظرة إليها نظرة السلعة، ولكنه مع هذا قد تحلَّلَ أحيانًا من كل تلك القوالب القديمة، وترَفَّعَ في نظرته إلى المرأة، فحسبه منها نظرة:
إني لأقنع من هواك بنظرةٍ ... وأعدها صلةً إذا لم تمنعي
هذي مناي وحبذا لو نلتها ... عن طيب نفسٍ فهي أكبر مقنع(1)
وهو يمتدح بعفته في حبه, ويبين مذهبه في الوداد بقوله:
إني امرؤ ملك الواد قيادتي ... وجرى على صدق العهود وفائي
لا أستريح إلى السلو، ولو جنى ... خِلِّي عليَّ، ولا أشين ولائي
لا ذمتي رهن الفكاك ولا يدي ... تلقى أزمة عفتي وحيائي
ويقول:
على أنني لم آت في الحب زلة ... تغض بذكري في المحافل أو تزري
ولكنني طوفت في عالم الصبا ... وعدت ولم تعلق بفاضحة أزري
ويقول:
والعشق مكرمةٌ إذا عفَّ الفتى ... عمَّا يهيم به الغويّ الأصور(2)
(1/219)
يقوى به قلب الجبان ويرعوي ... طمع الحريص، ويخضع المتكبر
وقد يفطن أحيانًا إلى أن المرأة بها من أنواع الجمال غير هذه السمات المادية فقال:
تركتني من غمرات الهوى ... في لُجِّ بحر الردى زاخر
أسمع في قلبي دبيب المنى ... وألمح الشبهة في خاطري
وقد وُفِّقَ البارودي في البيت الثاني أيَّمَا توفيق، على أن معظم نسيب البارودي من الشعر القديم، وقد وفيناه نعتًا فيما سبق .
__________
(1) المعنى قديم, طرقه من قبلُ جميل في قوله:
وإني لأرضى من بثينة بالذي ... لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا، وبألا أستيطع وبالمنى ... وبالأمل المرجوّ قد خاب آمله
وبالنظرة العجلى وبالعام بنقضي ... أواخره لا نلتقي وأوائله
ولكن البارودي كان في عصر ماديٍّ لا يفطن إلى هذا، وقد سبقه آلاف الشعراء منذ جيلٍ لم يقنعوا قناعته.
(2) الأصور: المنحرف عن الهدى والرشاد من الصور وهو الميل.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|