المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

فـوائـد التـحالفات الاستراتيجيـة
4-7-2019
الطريقة الإنسانية في تفسير التاريخ
24-1-2018
معنى الفشل
2024-04-21
الاصنام
6-11-2016
المعيار المميز للعقد الإداري
8-6-2016
المفهوم الجيوبولتيكي المعاصر
13-9-2021


مغني اللبيب (حرف الألف)  
  
5321   08:10 مساءاً   التاريخ: 4-03-2015
المؤلف : عبدة الراجحي
الكتاب أو المصدر : دروس في المذاهب النحوية
الجزء والصفحة : ص254- 268
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة المصرية / جهود علماء المدرسة المصرية / جهود ابن هشام الانصاري /

الألف المفردة ـ تأتي على وجهين(1) :

أحدهما : أن تكون حرفاً ينادى به القريب كقوله : (2)

أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل

ونقل ابن الخباز عن شيخه أنه للمتوسط ، وأن الذي للقريب " يا " وهذا خرق لإجماعهم .

والثاني : " أن تكون للاستفهام ، وحقيقته : طلب الفهم ، نحو " أزيدٌ قائم " ؟ وقد أجيز الوجهان في قراءة الحرميين (أمن هو قانتٌ آناء

ص254 

الليل ) (3) وكون الهمزة فيه للنداء هو قول الفراء ، ويبعده أنه ليس في التنزيل نداء بغير " يا " ويقربه سلامته من دعوى المجاز ، إذ لا يكون الاستفهام منه تعالى على حقيقته ، ومن دعوى كثرة الحذف (4) إذ التقدير عند من جعلها للاستفهام : أمن هو قانت خيرٌ أم هذا الكافر ؟ أي المخاطب بقوله تعالى : (قل تمتع بكفرك  قليلاً ) (5) فحذف شيئان : معادل الهمزة والخبر . ونظيره في حذف المعادل قول أبي ذويب الهذلي (6) :

ص255

دعاني إليها القلب إني لأمره         سميع فما أدري أرشدٌ طلابها ؟

تفسيره : أم غي . ونظيره في مجيء الخبر كلمة " خير " واقعة قبل أم (أفمن يلقى في النار خيرٌ أم من يأتي آمناً يوم القيامة)(7).

ولك أن تقول : لا حاجة الى تقدير معادل في البيت لصحة قولك : ما أدري هل طلابها رشد ، وامتناع أن يؤتى لها بمعادل ، وكذلك لا حاجة في الآية الى تقدير معادل ، لصحة تقدير الخبر بقولك : كمن ليس كذلك .

وقد قالوا في قوله تعالى (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) (8) إن التقدير : كمن ليس كذلك ، أو لم يوحدوه . ويكون (وجعلوا لله شركاء) معطوفاً على الخبر على التقدير الثاني . وقالوا : التقدير في قوله تعالى (أفمن يستقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) (9) أي كمن ينعم في الجنة ، وفي قوله تعالى : (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً) (10) أي كمن هداه الله ، بدليل (فإن الله يضل من يشاء

ص256

ويهدي من يشاء ) أو التقدير : ذهبت نفسك عليهم حسرة ، بدليل قوله تعالى (فلا نذهب نفسك عليهم حسرات ) وجاء في التنزيل موضع صرح فيه بهذا الخبر وحذف المبتدأ ، على العكس مما نحن فيه ، وهو قوله تعالى : (كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميمياً) (11) أي أمن هو خالد في الجنة يسقى من هذه الأنهار كمن هو خالد في النار.

وجاء مصرحاً بهما على الأصل في قوله تعالى : (أو من كان ميتاً فأحيينا " وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها (12) ، (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله )(13).

والألف أصل أدوات الاستفهام ، ولهذا خصت بأحكام : أحدهما : جواز حذفها ، سواء تقدمت على أم كقول عمر بن أبي ربيعة (14) :

ص257

 بدا لي منها معصم حين جمرت                   وكفٌ خضيب زينب ببنان

فو الله ما أدري وإن كنت دارياً                    بسبع رمين الجمر أم بثمان ؟

أراد أبسبع . أم تتقدمها كقول الكميت  : (15)

طربت وما شوقاً الى البيض أطرب                  ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب ؟

أراد أو ذو الشيب يلعب ؟ واختلف في قول عمر بن أبي ربيعة : (16)

ثم قالوا : تحبها ؟ قلت : بهراً                 عدد الرمل والحصى والتراب

فقيل : اراد أتحبها ؟ وقيل : إنه خبر ، اي أنت تحبها ، ومعنى " قلت بهراً " قلت أحبها حباً بهرني بهراً ، أي غلبني غلبة ، وقيل : معناه : عجباً . وقال المتنبي : (17)

أحيا ، وأيسر ما قاسيت ما قتلا                  والبين جار على ضعفي وما عدلا ؟

أحيا : فعل مضارع والأصل أأحيا ؟ فحذفت همزة الاستفهام ، والواو للحال ، والمعنى التعجب من حياته . يقول كيف أحيا وأقل شيء قياسيته قد قتل غيري ؟ والأخفش يقيس ذلك في الاختيار عند أمن

ص258

اللبس ، وحمل عليه قوله تعالى (وتلك نعمة تمنها عليّ) (18) وقوله تعالى : (هذا ربي) (19) في المواضع الثلاثة ؛ والمحققون على أنه خبر وأن مثل ذلك يقوله من ينصف خصمه مع علمه بأنه مبطل ، فيحكي كلامه ثم يكر عليه بالإبطال بالحجة . وقرأ ابن محيصن (سواءٌ عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم  ) (20).

وقال عليه الصلاة والسلام لجبريل عليه السلام : " وإن زنى وإن سرق ؟ " (21) فقال  " وإن زنى وإن سرق " .

الثاني : أنها ترد لطلب التصور نحو " أزيد قائم أم عمرو " ولطلب التصديق نحو " أزيد قائم ؟ " . و " هل " مختصة بطلب التصديق نحو " هل

ص259

قام زيدٌ ؟ " ، وبقية الأدوات مختصة بطلب التصور نحو : " من جاءك ؛ وما صنعت ؟ وكم مالك ؟ وأين بيتك ؟ ومتى سفرك".

الثالث : أنها تدخل على الإثبات كما تقدم وعلى النفي نحو (ألم نشرح لك صدرك)(22) (أو لما أصابتكم مصيبة) (23).

وقوله (24)

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد            إذن ألاقي الذي لاقاه أمثالي ؟

ذكره بعضهم ، وهو منتقض (بأم) فإنها تشاركها في ذلك ، تقول أقام زيد أم لم يقم ؟

الرابع : تمام التصدير بدليلين : أحدهما : أنها لا تذكر بعد أم التي للإضراب كما يذكر غيرها ، لا تقول أقام زيد أم أقعد ، وتقول : أم هل قعد ؟

والثاني : أنها إذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو بالفاء أو بثم قدمت على العاطف تنبيها ً على أصالتها في التصدير ، نحو (أولم ينظروا) (25) (أفلم يسيروا)(26) (أثم إذا ما وقع آمنتم به )(27) ، وأخواتها

ص260 

تتأخر عن حروف العطف ، كما هو قياس جميع أجزاء الجملة المعطوفة ، نحو (وكيف تكفرون) (28) (فأين تذهبون) (29) (فأنى تؤفكون) (30) (فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) (31) (فأي الفريقين) (32) (فما لكم في المنافقين فئتين) (33) . هذا مذهب سيبويه والجمهور ، وخالفهم جماعة أولهم  الزمخشري ، فزعموا أن الهمزة في تلك المواضع في محلها الأصلي ، وأن العطف على جملة مقدرة بينها وبين العاطف ، فيقولون التقدير في (أفلم يسيروا) ، (أفنضرب عنكم الذكر صفحاً) (أفإن مات أو قتل انقلبتم) (أفما نحن بميتين) : أمكثوا فلم يسيروا في الأرض .

أنهملكم فنضرب عنكم الذكر صفحاً . أتؤمنون به في حياته فإن مات أو قتل انقلبتم . أنحن مخلدون فما نحن بميتين (34) . ويضعف قولهم ما فيه من التكلف ، وأنه غير مطردٍ في جميع المواضع .

ص261

اما الاول فلدعوى حذف الجملة ، فإن قوبل بتقديم بعض المعطوف فقد يقال : إنه أسهل منه ، لأن المتجوز فيه على قولهم أقل لفظاً ، مع أن في هذا التجوز تنبيهاً على أصالة شيء في شيء ، أي أصالة الهمزة في التصدير . وأما الثاني فلأنه غير ممكن في نحو (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ) وقد جزم الزمخشري في مواضع بما يقوله الجماعة ، منها قوله في (أفأمن أهل القرى)(35) إنه عطف على (فأخذناهم بغتة) وقوله في (إننا لمبعوثون أو آباؤنا)(36) فيمن قرأ بفتح الواو إن (آباؤنا) عطف على الضمير في (مبعوثون) وإنه اكتفى بالفصل بينهما بهمزة الاستفهام ، وجوز الوجهين في موضع ، فقال في قوله تعالى (أفغير دين الله يبغون)(37): دخلت همزة الإنكار على الفاء العاطفة جملة على جملة ، ثم توسطت الهمزة بينهما . ويجوز أن يعطف على محذوف تقديره : أيتولون ، فغير دين الله يبغون .

ص262

فصل

قد تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي فترد لثمانية معانٍ :

أحدها :  التسوية ، وربما توهم أن المراد بها الهمزة الواقعة بعد كلمة " سواء " بخصوصها ، وليس كذلك ، بل كما تقع بعدها تقع بعد " ما أبالي " و " ما أدري " و " ليت شعري " ونحوهن . والضابط أنها الهمزة الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها نحو (سواءٌ عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم )(38) ونحو " ما أبالي أقمت أم قعدت " ألا ترى أنه يصح سواء عليهم الاستغفار وعدمه ، وما أبالي بقيامك وعدمه.

والثاني : الإنكار الإبطالي وهذه تقتضي أن ما بعدها غير واقع ، وأن مدعيه كاذب نحو (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً )(39) (فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون)(40) (أفسحرٌ هذا)(41) (أشهدوا خلقهم)(42) (أيحب أحدكم أن

ص263

يأكل لحم أخيه ميتاً )(43) (أفعيينا بالخلق الأول)(44) . ومن جهة إفادة هذه الهمزة نفي ما بعدها لزم ثبوته إن كان منفياً ، لأن نفي النفي إثبات ، ومنه (أليس الله بكاف عبده )(45) أي الله كاف عبده ، ولهذا عطف (ووضعنا) على (ألم نشرح لك صدرك)(46) لما كان معناه شرحنا ، ومثله (ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى)(47) (ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً أبابيل )(48) ولهذا أيضاً كان قول جرير في عبد الملك :(49)

ألستم خير من ركب المطايا           وأندى العالمين بطون راح

مدحاً ، بل قيل انه امدح بيت قالته العرب . ولو كان على الاستفهام الحقيقي لم يكن مدحاً ألبتة .

والثالث : الإنكار التوبيخي ، فيقتضي أن ما بعدها واقع وان فاعله ملومٌ نحو (أتعبدون ما تنحتون) (50) (أغير الله تدعون)(51)

ص264

أئفكاً آلهة دون الله تريدون) (15) (أتأتون الذكران ) (25) (أتأخذونه بهتاناً) (35) ، وقول العجاج : (45)

أطرباً وأنت قنسريٌ               والدهر بالإنسان دواريٌ

أي أتطرب وأنت شيخ كبير ؟

والرابع : التقدير : ومعناه حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده ثبوته او نفيه ، ويجب ان يليها الشيء الذي نقرره به . تقول في التقرير بالفعل : اضربت زيداً ؟

وبالفاعل أأنت ضربت زيداً ؟ وبالمفعول : أزيداً ضربت ؟ كما يجب ذلك في المستفهم عنه . وقوله تعالى (أأنت فعلت هذا(55) محتمل لإرادة الاستفهام الحقيقي بأن يكونوا لم يعملوا أنه الفاعل ، ولإرادة التقرير ، بأن يكونوا قد علموا ، ولا يكون استفهاماً عن الفعل ولا تقريراً به ، لأن الهمزة لم تدخل عليه ، ولأنه عليه الصلاة والسلام قد

ص265

أجابهم بالفاعل بقوله (بل فعله كبيرهم هذا) (56) .

فإن قلت : ما وجه حمل الزمخشري في قوله تعالى : (الم تعلم أن الله على كل شيء قدير)(57) على التقرير ؟

قلت : قد اعتذر عنه بأن مراده التقرير بما بعد النفي ، لا التقرير بالنفي ، والأولى ان تحمل الآية على الإنكار التوبيخي أو الإبطالي ، أي ألم تعلم أيها المنكر للنسخ .

والخامس : التهكم ، نحو (أصلاتك تأمرك أن تترك ما يعبد آباؤنا) (58)

والسادس : الأمر ، نحو (أأسلمتم) (59) أي أسلموا .

والسابع : التعجب ، نحو (ألم تر الى ربك كيف مد الظل) (60) .

والثامن : الاستبطاء ، نحو (ألم يأن للذين آمنوا) (61) وذكر بعضهم معاني آخر لا صحة لها (62).

ص266

تنبيه

قد تقع الهمزة فعلا ، وذلك أنهم يقولون " وأى " بمعنى وعد ، ومضارعه يئي بحذف الواو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة ، كما تقول وفى يفي ، وونى يني ، والأمر منه إه بحذف اللام للأمر وبالهاء للسكت في الوقف . وعلى ذلك يتخرج اللغز المشهور وهو قوله : (63)

إن هند المليحة الحسناء              وأي من اضمرت لخل وفاء

فإنه يقال : كيف رفع اسم إن وصفته الأولى ؟ والجواب أن الهمزة فعل أمر ، والنون للتوكيد والأصل إبن بهمزة مكسورة وياء ساكنة للمخاطبة ، ونون مشددة للتوكيد ، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع النون المدغمة كما في قوله: (64)

لتقرعن عليّ السن من ندم                إذا تذكرت يوماً بعض أخلاقي

ص267

وهند : منادى مثل (يوسف أعرض عن هذا) (65) . والمليحة : نعتُ لها على اللفظ كقوله : (66)

يا حكم الوارثُ عن عبد الملك

والحسناء : إما نعت لها على الموضع كقول مادح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:(67)

يعود الفضل منك على قريشٍ                    وتفرح عنهم الكربُ الشدادا

فما كعب بن مامة وابن سعدى                  بأجود منك يا عمر الجوادا

وإما بتقدير أمدح ، وإما نعت لمفعول به محذوف ، أي عدي يا هندُ الحلة الحسناء ، وعلى الوجهين الأولين فيكون إنما أمرها بإيقاع الوعد الوفي ، من غير أن يعين لها الموعود . وقوله " وأي " مصدر وعي منصوب بفعل الأمر ، والأصل : وأيا مثل وأي من ، ومثله (فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ) (68) وقوله  " أضمرت " بتاء التأنيث محمول على معنى من مثل من كانت أمك ؟

__________________

(1) يقصد هنا الهمزة ، لأن الألف لا تطلق ـ بالمعنى العلمي الصحيح ـ إلا على الألف اللينة التي هي حرف مد ، أو التي يسميها علماء الأصوات صوت صائت طويل .

(2) صدر بيت من معلقة امرئ القيس ، وعجزه : وإن كنت قد أزمعت صر مي فأجملي.

والشاهد فيه قوله : أفاطم ، حيث استعمل الهمزة للنداء ، وهو هنا للنداء القريب ، لأنه ينادي حبيبته . وعلى هذا نعلم أن هناك حروفاً لنداء القريب وأخرى لنداء البعيد ، والقرب والبعد هنا ليس شرطاً أن يكون من الناحية المكانية ، بل الأغلب أن يكون من الناحية المعنوية ، فنداء الابن أو الحبيب أو الصديق يستعمل فيه حرف نداء القريب وإن كان المنادى نفسه في مكان بعيد .

(3) الزمر : 9.

(4) في هذه الآية رأيان :

الأول : أن الهمزة فيه للنداء ، وهو رأي الفراء ، ويكون التقدير : يا من هو قانت آناء الليل .

الثاني : أن الهمزة للاستفهام .

الرأي الأول قوي لكن الضعف يتسرب إليه بسبب واحد ، هو أنه لم يستعمل في القرآن الكريم في (النداء) غير الحرف (يا) .

الرأي الثاني ضعيف لسببين :

1- أن الاستفهام لا ينبغي ان يكون صادراً عن الله على حقيقته ، وإذن فهو استفهام مجازي ، وهذه مسألة لا أهمية لها في الدرس النحوي .

2- أن الاستفهام يؤدي الى تقدير أكثر من محذوف ، إذ التقدير : أمن هو قانت خير أم هذا الكافر فاسم الموصول (من) مبتدأ ، خبره محذوف وهو (خير) ثم حذف معادل الهمزة (أم) .

(5) في الآية التي قبلها ونصها : " وإذا مس الإنسان ضُرٌ دعا منيباً إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار ".

(6) الشاهد في البيت قوله أرشد طلابها ، حيث حذف معادل الهمزة وهو (أم) ، والتقدير : أرشد طلابها أم غيٌ . هذا إذا كانت الهمزة لطلب التصور أما إذا كانت لطلب التصديق مثل (هل) فإنها لا تحتاج الى تقدير معادل ، فكأنك قلت : هل رشدٌ طلابها ؟

(7) فصلت 40 والشاهد في الآية وجود الخبر قبل المعادل الذي هو (أم) ، ذلك أن اسم الموصول (من) رفع مبتدأ ، وخبره هو كلمة (خير).

(8) الرعد ، والشاهد فيها على رأي حذف الخبر ، والتقدير : أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت كمن ليس كذلك ، أو كمن لم يوحدوه ، وعلى هذا التقدير فإن الجملة التالية في الآية وهي " وجعلوا لله شركاء " تكون معطوفة على الخبر المحذوف .

(9) الزمر 24 وقد استشهد بالآية على حذف الخبر .

(10) فاطر 8 ، ونصها : " أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون " . واستشهد بها على حذف الخبر ، والتقدير :

أفمن زين له سوء عمله كمن هداه الله .

أو : أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك عليهم حسرة .

والتقدير أن كما نرى مأخوذان من الآية .

(11) محمد 15 ونصها : " مثل الجنة التي وعد المتقون ، فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم . كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم " .

موضع الشاهد : (كمن هو خالد) وقد استشهد به ابن هشام على جواز حذف المبتدأ ن إذ يبدأ الشاهد بشبه جملة هو (كمن) ، فبأي شيء يتعلق ؟ ـ يقول ابن هشام إنه متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : أمن هو خالد في الجنة ، كمن هو خالد في النار . وبذلك بين جواز حذف الخبر أو المبتدأ في الجملة التي تتصدرها همزة الاستفهام .

(12) الأنعام 122 والشاهد فيها وجود المبتدأ والخبر في الجملة المبدوءة بهمزة استفهام ، فالمبتدأ هو الاسم الموصول (من) والخبر هو الذي يتعلق به شبه الجملة (كمن) .

(13) محمد 14 والشاهد فيها كالآية السابقة .

(14) موضع الشاهد : بسبع رمين الجمر أم بثمان ؟ استشهد به على جواز حذف همزة الاستفهام ، والتقدير : أيسبع رمين الجمر أم بثمان ؟

(15) موضع الشاهد : وذو الشيب يلعب ؟ حيث حذفت همزة الاستفهام والتقدير : أو ذو الشيب يلعب ؟ .

(16) موضع الشاهد : ثم قالوا : تحبها . ويمكن فهم هذه الجملة على وجهين : إما أن تكون جملة خبرية ، أي أنهم يعرفون أنه يحبها ، وإما أن تكون جملة استفهامية إنشائية، وعلى ذلك تكون شاهداً على جواز الهمزة ، ويكون التقدير : ثم قالوا أتحبها ؟

(17) موضع الشاهد قوله : أحيا ، إذ يمكن أن يكون التقدير : أأحيا ، فحذف همزة الاستفهام .

(18) الشعراء 22 ، استشهد بها على أن الأخفش يجيز تقدير الجملة استفهامية على حذف الهمزة ، والأصل عنده : أو تلك نعمة تمنها عليّ ؟

(19) الأنعام 75-78 والمواضع الثلاثة هي التي وردت في القرآن على لسان سيدنا إبراهيم وهو يقلب وجهه في السماء مفكراً في الخالق . ونص الآيات:

" وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال : هذا ربي ، فلما أفل قال لا أحب الآفلين فلما رأى القمر بازغاً قال : هذا ربي ، فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين . فلما رأى الشمس بازغة قال : هذا ربي هذا أكبر ، فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون".

وعلى الاستفهام يكون التقدير " أهذا ربي " ؟

وابن هشام يقول إن المحققين يرون أن الجملة خبرية ، أي أنه حين رأى الكوكب قال : هذا ربي .

(20) البقرة 6 ، استشهد بها على جواز حذف همزة الاستفهام في هذه القراءة ، وذلك كالقراءة الفائية : أأنذرتم .

(21) التقدير : أو إن زنى ، أو إن سرق ؟

(22) الشرح : 1

(23) آل عمران : 165 وفي الاستشهاد بهذه الآية نظر لأنها مثبتة .

(24) موضع الشاهد : ألا اصطبار لسلمى ، استشهد به على دخول همزة الاستفهام على النفي .

(25) الأعراف 185 .

(26) يوسف 109 .

(27) يونس 51 .

والشاهد في الآيات الثلاث هو وجود حرف العطف بعد همزة الاستفهام والمفروض أن همزة الاستفهام قد صارت جزءا من الجملة المعطوفة ، فكيف يفصلها حرف العطف عن جملتها ، فالآية الأولى (أو لم يسيروا) كان يمكننا ان نتصور التركيب الطبيعي لها: وألم يسيروا، أي بوجود حرف العطف قبل الجملة كلها بما فيها الهمزة ، فلما تقدمت الهمزة دل ذلك على ان لها الصدارة .

(28) آل عمران 101

(29) التكوير 26

(30) الأنعام 95

(31) الأحقاف 35

(32) الأنعام 81

(33) النساء 88

(34) رأيت ان ابن هشام يبرهن على أصالتها في التصدير بتأخير حرف العطف عنها، وهو هنا يقدم الرأي الآخر الذي يراه الزمخشري ، إذ يذهب الى أن حرف العطف في موضعه وأن الجملة المعطوف عليها محذوفة وهي تقع بعد همزة الاستفهام فالآية الأولى مثلا : (أفلم يسيروا) يقدرها (أمكثوا فلم يسيروا).

(35) الاعراف 97 ، والآيتان ؛ المعطوفة والمعطوف عليها كما يراهما الزمخشري ، نصها كما يلي :

" ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون . ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون . أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون " .

(36) الواقعة 48 .

(37) آل عمران 83 .

(38) المنافقون 6 والشاهد في الآية دلالة الهمزة على التسوية ، وهي التي تشكل مع الفعل الذي بعدها مصدراً ، فالتقدير : سواء عليهم الاستغفار وعدمه .

(39) الإسراء 40 .

(40) الصافات 149

(41) الطور 15

(42) الزخرف 19

(43) الحجرات 12

(44) ق 15

(45) الزمر 36

(46) الشرح 1-2

(47) الضحى 6-7

(48) الفيل 2-3

(49) موضع الشاهد : ألستم خير من ركب المطايا ، حيث لم تفد الهمزة الاستفهام الحقيقي ، وإنما أفادت نفي ما بعدها ، ولما كان ما بعدها منفياً ، فإن الجملة تصير مثبتة، وكأنه قال : أنتم خير من ركب المطايا .

(50) الصافات 95

(51) الأنعام 40

(51) الصافات 86

(52) الشعراء 165

(53) النساء 19

(54) موضع الشاهد : اطربا وأنت قنسري ، استشهد به على أن الهمزة لا تفيد الاستفهام ، وإنما تفيد الإنكار التوبيخي ، فهو يلومه على الطرب الواقع منه رغم كونه شيخاً كبيراً .

(55) 62 ، والشاهد في الآية جواز دلالة الهمزة على الاستفهام ، كأنهم لا يعرفون من حطم أصنامهم فسألوا سيدنا إبراهيم عليه السلام (أأنت فعلت هذا ؟) ، وجواز دلالة الهمزة على التقرير ـ وليس على الاستفهام ـ كأنهم يعرفون أنه هو الذي حطمها فقالوا له (أأنت فعلت هذا ؟) . أي أنت فعلته .

(56) الانبياء 63

(57) البقرة 106

(58) هود 20

(59) آل عمران 30

(60) الفرقان 45

(61) الحديد 16

(62) نلفت الطالب الى أن هذه المعاني التي ذكرها ابن هشام من دلالات الهمزة لا تدخل في الدرس النحوي ، وإنما هي من مجال علم البلاغة ، والذي يهم النحوي أن الهمزة تدل على الاستفهام ، وهو يتهم بطرائق تركيبها في الجملة ، أما كون الهمزة تخرج عن الاستفهام الى معان فذلك موضوع خارج عن دائرة دراسته .

(63) الشاهد في البيت استعماله الهمزة فعلا ، وذلك في قوله : إن هند ، اي عدي يا هند ، وذلك أن الفعل هو وأى بمعنى وعد، والأمر منه مع إسناده الى ياء المخاطبة هو: إي : فاذا أكدته بالنون الثقيلة قلت : إبن ، فيلتقي ساكنان ؛ ياء المخاطبة والنون الأولى من النون الثقيلة ، فتحذف ياء المخاطبة لدلالة الكسرة السابقة عليها ، فيصبح الفعل : إن : أي عدن وهند منادى مبني على الضم في محل نصب ، والمليحة نعت له على اللفظ ، والحسناء نعت له على المحل ، ووأى : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، فكأنه قال : عدي وعد التي تضمر الوفاء لخليلها .

(64) موضع الشاهد : لتقرعن ، وذلك أن الفعل المضارع هو : تقرعين ، فإذا أردنا تأكيده بالنون الثقيلة قلنا : تقرعينن ، اجتمعت ثلاث نونات ، فنحذف نون الفعل ليصير: تقرعين ، فالتقى ساكنان ، ياء المخاطبة والنون الأولى من نون التوكيد ، فتحذف ياء المخاطبة لدلالة الكسرة عليها ليصير الفعل تقرعنّ .

(65) يوسف 29 استشهد بها على حذف النداء ، والتقدير : يا يوسف .

(66) موضع الشاهد : يا حكم الوارث ، حيث ورد النعت تابعاً لمنعوته على اللفظ ، لأن المنادي هنا مبني على الضم في محل ننصب .

(67) موضع الشاهد : يا عمرو الجواد ، حيث ورد النعت تابعاً لمنعوته على المحل ، فعمر منادى مبني على الضم في محل نصب ، والجواد نعت منصوب بالفتحة الظاهرة.

(68) القمر 42 .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.