المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الحائر الحسيني في عهد المنصور  
  
2020   03:03 مساءً   التاريخ: 7-6-2019
المؤلف : السيد تحسين آل شبيب .
الكتاب أو المصدر : مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص121-123.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

عندما تولى العباسيون السلطة، وتمكنوا من القضاء التام على خصومهم الأمويين، أرادوا التقرب إلى العلويين، وخصوصا في عهد السفاح الذي فسح المجال لزيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فلم يزل البناء والمسجد والقبر المطهر بعيدا عن انتهاكات العباسيين في بداية دولتهم، لكن في زمن الخليفة المنصور صاروا يجاهرون بمعاداتهم للعلويين والتضييق عليهم، فنكل المنصور بآل الحسن، فمنهم من قتل ومنهم من هرب على وجه، متذرعا بالثورة عليه التي قام بها محمد بن عبد الله بن الحسن بالمدينة، وأخيه إبراهيم الذي ثار من بعده في البصرة.

كما أراد التخلص من بيعة كانت في عنقه لمحمد بن عبد الله بن الحسن الملقب (بالنفس الزكية). ولما انتهت هاتين الثورتين بالفشل تفرغ للتنكيل بآل علي (عليه السلام) فزج عددا كبيرا منهم في السجن، ثم تجاوز باعتداءاته على العلويين، حتى طالت القبر الشريف للإمام الحسين (عليه السلام)، وقبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ففي رواية صفوان الجمال، قال: " أخبرني مولى لنا، عن مولى لبني عباس، قال: قال لي أبو جعفر المنصور: خذ معك معولا وزنبيلا وامض معي، قال: أخذت ما قال وذهبت معه ليلا، حتى ورد الغري فإذا بقبر، فقال: احفر، فحفرت حتى بلغت اللحد " .

لقد دفع المنصور حقده الدفين الذي يكنه لآل علي (عليه السلام)، لأنه يراهم أحق منه بخلافة المسلمين، وإن المجلس الذي أجلس فيه ما كان يأتيه إلا عن طريق شيعة أهل البيت في خراسان والكوفة، ودعوتهم في بداية أمرهم للرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان المنصور نفسه يرى أحقيتهم في الخلافة، فسبق كما قلنا إنه بايع محمد بن عبد الله بن الحسن (ذو النفس الزكية)، في اجتماع ضم بني هاشم لاختيار المرشح للخلافة، عندما بدأ حكم بني أمية في الانحلال في السنين الأخيرة من عهدهم.

وكذلك بايع السفاح والمنصور عبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) عندما ثأر في عهد خلافة إبراهيم بن الوليد الأموي، وقد استطاع بن معاوية هذا أن يبسط نفوذه على أصبهان، وقومس، وحلوان، والري، ففي رواية أبي الفرج الأصفهاني أنه قال: " إنه سيطر على مياه البصرة ومياه الكوفة وهمدان وقم والري وفارس وأقام هو بأصبهان " ، " فقصدته بنو هاشم جميعا منهم السفاح والمنصور وعيسى بن علي " .

وعندما انتهت حركة ابن معاوية بالفشل، كان عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس ضمن الأسرى الذين أسرتهم القوات الموالية لبني أمية، ثم شفع فيه وأطلق سراحه .

ولما آلت الأمور إلى بني العباس أرادوا أن يتحرروا من بيعة العلويين، فأرهبوهم بالخوف والترهيب، حتى زجوا بهم في السجون، واستعملوا معهم شتى وسائل القهر والتعذيب، وكان ابتداء هذا الانحراف الذي صار علنا في زمن أبي جعفر المنصور، وإن كان في دولتهم مستورا وخفيف الوطأة في بداية الأمر.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.