المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



كيف نشأ النحو الكوفي، ومتى؟  
  
14209   03:14 مساءاً   التاريخ: 2-03-2015
المؤلف : د. مجهد جيجان الدليمي، د. محمد صالح التكريتي، د. عائد كريم علوان الحريزي.
الكتاب أو المصدر : النحو العربي مذاهبه وتيسيره
الجزء والصفحة : ص87- 90
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة الكوفية / نشأة النحو في الكوفة وطابعه /

اكتسب الكوفة منذ تأسيسها سنة 16هـ اهمية بالغة لأنها انشئت لتكون مجتمعا للعرب الفاتحين وقاعدة للفتح الاسلامي ثم قامت فيها الاعمال التجارية والزراعية والحرفية، وتوسعت مما ادى الى أزدها هذه المدينة ، وزاد من اهميتها ان قسما من الصحابة والتابعين(رض)نزلها  وفيهم كثير من القراء ، واصبحت مركز الخلافة في عهد الامام علي كرم الله وجهه ، واول عاصمة لدولة العباسيين حيث بويع فيها ابو العباس السفاح خلفائهم.

وكانت الدراسات الاولى فيها تعني بالقرآن الكريم رواية وضبطا وتفسيرا، واشتهر فيها ثلاثة قراء من سبعة ابن مجاهد هو عصم ابن ابي النجود(ت 127هـ) وحمزة بن حبيب الزيات(ت156هـ) والكسائي(ت189هـ).

أما الدراسات النحوية فجاءت متأخرة لان البصرة كانت قد سبقتها في هذا المضمار، حيث نضج النحو واكتمل على ايدي النحويين البصريين الاوائل منذ عهد ابي الاسودت69هـ الى الخليل بن أحمد ت175هـ ، وتوجت تلك الدراسات بظهور كتاب سيبويه بعد سنة 180هـ .

وعنيت الكوفة بالشعر والشعراء والخطابة وايام العرب والانساب فضلا عن عنايتها بالقرآن ، فكان فيها كثير من الشعراء والرواة والنسابين، ولعلها بذت البصرة في هذا الشأن، وعلى الرغم من ذلك رأى الكوفيون أن البصريين يتقدموهم في غير واحد من العلوم, وبخاصة النحو, مما حمل بعض الكوفيين على السفر الى البصرة  للأخذ من علمائها, كما حمل بعض البصريين على السفر الى الكوفة للتدريس فيها : (فالنحو اذن لم ينشأ في الكوفة ، وانما وفد عليها من البصرة ونشره فيها بصريون جاؤوا الى الكوفة واستوطنوها وكوفيون رجعوا من البصرة بعدما تلمذوا لشيوخها

ص87

لينشروا بين الدراسين ما تعلموه هناك، وشرعت الكوفة ـ منذ أوائل القرن الثاني للهجرة تقريباـ تنشئ لنفسها مدرسة، وترسم لها منهجا جديدا، له طابع خاص، أملته على الدارسين بيئة الكوفة، ومناهج الدراسة التي نهجها القراء والمحدثون ، وأخذت هذه المدرسة تنهج لنفسها سبلا جديدة، حتى تم لها الاستقلال في اواسط هذا القرن، على يد علي بن حمزة الكسائي وتلميذه يحيى بن زياد الفراء).(1) 

وتذكر المصادر ان اول الدراسات النحوية في الكوفة كانت على ايدي ابي جعفر الرواسي(2)ومعاصره معاذ الهراء (3)، فالأول ذهب الى البصرة واخذ عن ابي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمرو ، ثم عاد الى الكوفة ودرس فيها فكان استاذ الكسائي والفراء ، يقال انه اول من وضع من الكوفيين كتابا في النحو اسمه (الفيصل)وان ما ورد في كتاب سيبويه ، بعبارة (وقال الكوفي) ان ما يعني الرؤاسي. وله من الكتب زيادة على الفصيل، كتاب معاني القرآن وكتاب التصغير وكتاب الوقف والابتداء وكتاب الافراد والجمع.

(وقال المبرد : ما عرف الرؤاسي بالبصرة ، وقد زعم بعض الناس انه صنف كتابا في النحو ، فدخل البصرة ليعرضه على اصحابنا، فما التفت اليه، ولم يخسر على

اظهاره لما سمع كلامهم.) (4)

ص88

اما الثاني معاذ الهراء فهو في الطبقة الاولى من النحويين الكوفيين ولم يؤثر عنه ألف في النحو، وممن أخذ عنه الكسائي والفراء ، وهذان العالمان لم ينسب اليهما في كتب النحو من الآراء والافكار ما يجعلهما مميزين في النحو، ولا تركا مصنفات تشهد لهما بمكانتهما العلمية ولذلك لا يعدان المؤسسين للمذهب الكوفي للنحو، والذي عليه أكثر المصادر والدراسات المحدثة ان الكسائي والفراء هما اللذان  اسسا المذهب الكوفي بما تركا من آراء كثيرة ومصطلحات ومناهج مما يعد مذهبا مغايرا للمذهب البصري ، يقول مؤرخ النحو الكوفي:

(وفي رأينا ان الدارسة النحوية في الكوفة انما تبدأ في الكسائي فهو عالم أهل الكوفة وامامهم ،وهو الذي نهج النحو منهجا جديدا  تولاه الراء من بعده بالرعاية ،فهما رئيسا هذه المدرسة واليهما يعزي تأسيسها وتنظيم منهجا وبهما يبدا تاريخها ، اما قبل ذلك فالنحو بصري محض ،واهل العربية سواء كانوا في البصرة أم في الكوفة انما اخذوا النحو من معاهد البصرة، ثم انتشروا في الامصار....فاذا اردنا ان نؤرخ المدرسة الكوفة فينبغي ان نؤرخ للكسائي لأنه ـ فيما يذهب اليه ـ هو النحوي الاول الذي رسم للكوفيين رسوما يعلمون عليها....واذا كان لا بد من النص على المصدر الاول الذي استقى منه الكسائي  علمه وفتح السبيل امامه ليكون اماما في النحو ورئيسا لمدرسة فأننا نزعم ان الخليل بن احمد هو ذلك المصدر الذي لقن الكسائي صناعة الاعراب).(5)

ويرى باحث أخر رأيا قريبا من ذلك هو ان البصرة كان لها الفضل في انشاء المذهب الكوفي على يد نحوي بصري مشهور ذلكم هو الاخفش الاوسط قال الباحث: (والحق اننا اذا أردنا أن نبحث بين البصريين عن موجه للكسائي والفراء في انشاء المذهب الكوفي مثل امامنا الاخفش الاوسط الذي روى عنه الكسائي امام الكوفة الاول كتاب سيبويه فهو الذي فتح له وللفراء ابواب الخلاف مع

ص89

سيبويه والخليل على مصاريعها، وبذلك أعدها للخلاف عليهما وتنمية هذا الخلاف بحيث نفذا الى مذهبهما النحوي الجديد).(6)

والمذهب الكوفي الذي وضع اسسه الكسائي ثم أقام اركانه وشيده الفراء يخالف المذهب البصري ، ولقد سبق القول في ان الخلاف(7) بين المذهبين يتمثل بثلاثة امور هي : المنهج والمصطلح والمسائل، وما قدمناه هناك يغني عن اعادته.

ثم نمضي في دراسة النحويين الكوفيين مختارين ثلاثة من مشاهيرهم وهم الكسائي والفراء وثعلب.

_______________________

(1) مدرسة الكوفة 39.

(1) هو محمد بن الحسن بن ابي ساره، سمي الرؤاسي لأنه كبير الرأس انظر ترجمة في طبقات النحويين واللغويين 125، ونزهة الالباء 34، وبغية الوعاة 1 /82.

(2) هو معاذ بن مسلم عم ابي جعفر الرؤاسي توفي سنة 187هـ ،وانظر طبقات النحويين واللغويين 125، ونزهة الالباء 34، وبغية الوعاة 2ـ 39، وانباه الرواة 3/288.

(3) انباه الرواة 4 /102.

(5) مدرسة الكوفة 79.

(6) انظر: الخلاف بين البصريين والكوفيين. (موضوع منفصل).

(7) المدارس النحوية شوقي ضيف 155- 156.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.