المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



العهد والميثاق  
  
3217   01:20 صباحاً   التاريخ: 7-5-2019
المؤلف : آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين .
الكتاب أو المصدر : ثورة الحسين (عليه السلام) ظروفها الاجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة
الجزء والصفحة : ص152-155.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

ولقد كان معاوية خليقاً بأن يستغل في سبيل تشويه ثورة الحسين (عليه السّلام) ـ لو ثار في عهده ـ هذا الميثاق الذي كان نتيجة صلح الحسن (عليه السّلام) مع معاوية فلقد عرف عامّة الناس أنّ الحسن والحسين (عليهما السّلام) قد عاهدا معاوية على السكوت عنه والتسليم له ما دام حيّاً ولو ثار الحسين (عليه السّلام) على معاوية لأمكن لمعاوية أن يصوّره بصورة المنتهز الناقض لعهده وميثاقه الذي أعطاه .

ونحن نعلم أنّ الحسين (عليه السّلام) ما كان يرى في عهد معاوية عهداً حقيقياً بالرعاية والوفاء ؛ فقد كان عهداً تمّ بغير رضاً واختيار وقد كان عهداً تمّ في ظروف لا بدّ للمرء في تغييرها .

ولقد نقض معاوية هذا العهد ولم يعرف له حرمة ولم يحمل نفسه مؤونة الوفاء به فلو كان عهداً صحيحاً لكان الحسين (عليه السّلام) في حلّ منه ؛ لأنّ معاوية قد تحلل منه ولم يأل في نقضه جهداً .

ولكنّ مجتمع الحسين (عليه السّلام) هذا المجتمع الذي رأينا أنّه لم يكن أهلاً للقيام بالثورة والذي كان يؤثر السلامة والعافية كان يرى أنّه قد عاهد وإنّ عليه أن يفي .

وأكبر الظنّ أنّ ثورته ـ لو قام بها في عهد معاوية ـ كانت ستفشل على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الاجتماعي حين ينظر إليها المجتمع الإسلامي من الزاوية التي كان معاوية سيسلّط عليها الأضواء وهي هذا العهد والميثاق الذي نقضه الحسين (عليه السّلام) وأنصاره من الثائرين فيظهرها للرأي العام وكأنّها تمرّد غير مشروع .

ولعلّ هذا هو ما يفسّر جواب الحسين (عليه السّلام) لسليمان بن صرد الخزاعي حين فاوضه في الثورة على معاوية والحسن (عليه السّلام) حي فقد قال له :  فليكن كلّ رجل منكم حلساً من إحلاس بيته ما دام هذا الإنسان حيّاً ؛ فإنّها بيعة كنتُ والله لها كارهاً فإن هلك معاوية نظرنا ونظرتم ورأينا ورأيتم  .

وجوابه لعدي بن حاتم الطائي وقد فاوضه في الثورة أيضاً بقوله : إنّا قد بايعنا وعاهدنا ولا سبيل لنقض بيعتنا  .

وقد ثبت على موقفه هذا بعد وفاة الإمام الحسن (عليه السّلام) فقد روى الكلبي والمدائني وغيرهما من أصحاب السير قالوا : لمّا مات الحسن بن علي (عليهما السّلام) تحرّكت الشيعة بالعراق وكتبوا إلى الحسين في خلع معاوية والبيعة له فامتنع عليهم وذكر أنّ بينه وبين معاوية عهداً وعقداً ولا يجوز له نقضه حتّى تمضي المدّة فإذا مات معاوية نظر في ذلك  .

وقد كان معاوية يستغل هذه الحُرمة التي للعهد في نفوس الناس ؛ فيلوّح بها في مكاتباته إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) حول نشاطه في تعبئة المجتمع الإسلامي للثورة على الحكم الاُموي ؛ فقد كتب إليه : أمّا بعد فقد انتهت إليّ اُمور عنك إن كانت حقّاً فإنّي أرغب بك عنها . ولعمر الله إنّ مَنْ أعطى عهد الله وميثاقه لجدير بالوفاء وإنّ أحق الناس بالوفاء مَنْ كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك الله بها . ونفسك فاذكر وبعهد الله أوفِ ؛ فإنّك متى تنكرني أنكرك ومتى تكدني أكدك فاتقِ شقّ عصا هذه الاُمّة  .

فها هو ذا معاوية يُلوّح هنا بالعهد والميثاق ويُطالب بالوفاء بهما .

ولربما فهم الناس من ثورته لو ثار في عهد معاوية أنّه كان على غير رأي أخيه الحسن (عليه السّلام) في الصلح مع معاوية وقد كان الحسين (عليه السّلام) دائماً حريصاً على أن يُظهر اتّفاقه مع أخيه في القرار الذي اتّخذه .

ومن جملة ما يدلّ على ذلك جوابه لعلي بن محمد بن بشير الهمداني حين ذكر له امتناع الحسين (عليه السّلام) من إجابة مَنْ دعاه إلى الثورة بعد الصلح مبيّناً لهم عدم استعداد المجتمع الإسلامي لذلك :  صدق أبو محمد فليكن كلّ رجل منكم حلساً من إحلاس بيته ما دام هذا الإنسان حيّاً  .

وإذاً فلم يثُر الحسين (عليه السّلام) في عهد معاوية ؛ لأنّ المجتمع لم يكن مُهيئاً للثورة وكان هذا هو السبب الذي دفع بالحسن (عليه السّلام) إلى أن يُصالح معاوية بعدما تبيّن له عقم محاولة المضي في الصراع ولولا ذلك لما صالح الحسن (عليه السّلام) معاوية ولما قعد الحسين (عليه السّلام) عن الثورة على معاوية .

وقد أضاف هذا الصلح سبباً آخر منع الحسين (عليه السّلام) من الثورة على معاوية الذي كانت شخصيته عاملاً في جعل الثورة عليه عملاً غير مضمون بالنجاح ؛ ولذا فقد كان لا بدّ للحسن والحسين (عليهما السّلام) ـ وهذه هي ظروفهما في عهد معاوية ـ أن يُهيّئا هذا المجتمع للثورة وأن يعدّاه لها .

وقد مضت الدعوة إلى الثورة على الحكم الاُموي تنتشر بنجاح طيلة عهد معاوية تجد غذاءها في ظلم معاوية وجوره وبُعده عن تمثيل الحكم الإسلامي الصحيح وانتهى الأمر بهذه الدعوة إلى هذا النجاح الكبير الذي أوجزه الدكتور طه حسين في هذه الكلمات : ومات معاوية حين مات وكثير من الناس وعامّة أهل العراق بنوع خاص يرون بغض بني اُميّة وحبّ أهل البيت لأنفسهم ديناً  .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.