متطلبات التخطيط الستراتيجي التسويقي

عندما يتم اعتماد التخطيط الستراتيجي التسويقي كمنهج لعمل المنظمة وتفاعلها مع البيئة المحيطة وتنفيذ أنشطتها في السوق، فإن ذلك يتطلب العديد من المتطلبات ومن أبرزها هي :

1 - يجب أن لا ينظر إلى التسويق على أنه نشاط تنحصر مهامه في تحقيق العوائد والتدفق النقدي إلى المنظمة فحسب، بل ينظر إليه كطريق استراتيجي للتفكير والتحكم في ضبط الأنشطة ذات العلاقة به، وامتداد ذلك لتأثيره على أعمال المنظمة ككل .

2- الموقع التنظيمي لقسم التسويق يجب أن يكون بما يتوافق مع قيمة و حقيقة تأثير التخطيط الستراتيجي التسويقي ، أي يفترض أن يكون القسم صانعاً ومساهماً ومتخذاً للقرار الستراتيجي على مستوى المنظمة ككل.

3- التقويم الدقيق للبيئة الخارجية الحالية والمستقبلية لتأشير نقاط الفرصة المتاحة والمحتملة، وما يمكن أن يقابلها من تهديدات كي يتم الاستعداد المبكر لهما بشكل موضوعي ودقيق.

4 - التحليل الشامل للبيئة الداخلية من خلال تأشير مكامن القوة التي تمتلكها المنظمة ككل وما يخص التسويق تحديداً ، وما يعترضها من ضعف وقيود تحول دون القدرة العالية في التنفيذ والوصول للأهداف. لذلك يتوجب أن تحدد الإدارة التخطيطية ماهية النشاط الذي تمارسه المنظمة بعامة وفي مجال التسويق بخاصة، وما هي المتغيرات التي تشاركها في ذات الصناعة ومقدار قوتها التأثيرية في السوق. 

5ـ يجب أن تهتم عملية التخطيط الستراتيجي التسويقي بمنح الفرص أمام الكادر التسويقي في أن يمتلك فسحة مناسبة من حرية الإبداع والقدرة على التفكير بما هو أفضل ، وبخاصة فيها يتعلق بالحالات الموقفية التي تتطلب السرعة والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح والمناسب، فضلا عن تنمية قدراتهم في استخدام المعلومات المستحصلة وتحليلها وتكيفها بما يخدم الخطة التسويقية  والأهداف الموضوعة.

6- التأكيد على وجود منهج ثابت في التخطيط الستراتيجي التسويقي ويبتعد عن الاجتهادات الشخصية والمصالح الضيقة للأقسام المشتركة في عملية التخطيط ذاتها أو في تنفيذ ما يتطلب منها كإسهام فعال في الخطط التسويقية. فضلاً عن ذلك فإنه من الخطأ الجسيم أن تصاغ استراتيجية التسويق على أساس مسار أو طريق واحد للوصول إلى الهدف، وهنا يعني بأنه يجب أن تكون هنالك خطة استراتيجية للطوارئ أو بديلة تقوم على مبدأ ... ماذا - لو أي ماذا يمكن أن تفعل المنظمة فيما لو حصل ذلك الشيء غير المتوقع حدوثه ، لذلك هنالك من يقول بأن الخطأ القاتل الذي يقع به المخطط الستراتيجي هو عندما يضع نفسه أمام خيار أو قرار استراتيجي واحد ودون أن يكون لديه بديل آخر في لحظة ما يتطلب أن يسلكه لصعوبة أو استحالة تنفيذ القرار الأول.