أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
3231
التاريخ: 30-01-2015
3557
التاريخ: 2024-04-14
847
التاريخ: 30-01-2015
4005
|
«اُحد» اسم جبل يبعد عن المدينة ثلاثة اميال تقريباً. وكانت غزوة اُحد في شوال يوم السبت لسبع ليالٍ خلون منه في سنة ثلاث من الهجرة، تألق علي (عليه السلام) في تلك المعركة وكان له دور حاسم، فقد قاتل قتال الابطال، وحمى الدين الجديد بحيث ان رسول الله (صلى الله عليه واله) خاطبه (عليه السلام) كما رواه القندوزي: «يا ابا الحسن، لو وضع ايمان الخلائق واعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك يوم اُحد في كفة اُخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق، وان الله باهى بك يوم اُحد ملائكته المقربين ورفع الحجب من السماوات السبع واشرفت اليك الجنة وما فيها وابتهج بفعلك رب العالمين، وان الله تعالى يعوضكذلك اليوم ما يغبط كل نبي ورسولٍ وصديق وشهيد».
و«قاتل رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم احد قتالاً شديداً، فرمى بالنبل حتى فنى نبله وانكسرت قوسه وانقطع وتره. ولما جرح رسول الله (صلى الله عليه واله) جعل علي (عليه السلام) ينقل له الماء في درقته من المهراس ويغسله، فلم ينقطع الدم. فأتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي، واحرقت حصيراً وجعلت على الجرح من رمادهفانقطع الدم».
و«كسرت يد علي (رضي الله عنه) يوم اُحد، فسقط اللواء من يده. فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ضعوه في يده اليسرى، فانه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة». واصابت علياً (عليه السلام) ذلك اليوم ست عشرة ضربة سقط الى الارض في اربع منهن.
وقد ورد عن الامام الباقر (عليه السلام): أصاب علي (عليه السلام) يوم اُحد ستون جراحاً، فأمر النبي (صلى الله عليه واله) بعد انتهاء المعركة بعض النساء بمداواة جراحه. فقلن: يا رسول الله لا نعالج منه جرحاً الا انفتق منه جرح آخر. فدخل عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) وجعل يمسح الجراح بيده، ويقول: ان رجلاً لقي هذا في الله فقد ابلى واعذر. فكان القرح الذي يمسه النبي (صلى الله عليه واله) يلتئم لساعته. فقال علي (عليه السلام): الحمد لله، اذ لم افرّ ولم اولّ الدبر. وكان (عليه السلام) هو المقصود من قوله تعالى{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]وتلك آية شريفة يقول صدرها: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
قصة المعركة:
والقصة في اُحد هي ان قريشاً عندما اصيبت في بدر بتلك الهزيمة القاسية، رجعت فلولها المكسورة الى مكة، ورجع ابو سفيان بن حرب بقافلته التجارية وتنادوا ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قد وترهم وقتل خيارهم، فما لهم الا الاستعانة بمال قريش المحمول على ابل ابي سفيان لتمويل الحرب القادمة. فـ «اجتمعت قريش لحرب رسول الله (صلى الله عليه واله)» ، وكان فيها ابو سفيان بن حرب واصحاب العير بأحابيشها ومن اطاعها من قبائل كنانة واهل تهامة. وكل اولئك قد استعروا على حرب رسول الله (صلى الله عليه واله). وبكلمة، فقد «خرجت قريش بحدها وجدّها واحابيشها ومن معها من بني كنانة واهل تهامة وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة ولئلا يفروا».
وخرج ابو سفيان بن حرب وهو قائد المشركين ومعه هند بنت عتبة وغلام حبشي يقال له وحشي يقذف بحربة. وهي الحربة التي قتل فيها حمزة.فاقبلوا مع جيش المشركين بثلاثة آلاف رجل ومائتي فرس والظعن خمس عشرة امرأة، ونزلوا بمنطقة على شفير الوادي مما يلي المدينة. وخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) الى اُحد بألف رجل، ولكن المنافقين الذين خرجوا معه (صلى الله عليه واله) رجعوا الى المدينة في ثلاثمائة وعلى رأسهم عبد الله بن ابي سلول حيث كان لسان حالهم يقول: علامَ نقتل انفسنا. ارجعوا ايها الناس الى المدينة. فبقي مع رسول الله (صلى الله عليه واله) سبعمائة رجل. وكان في المشركين سبعمائة دارع، وكان في المسلمين مائة دارع ولم يكن معهم الخيل الا فرَسان، فرس لرسول الله (صلى الله عليه واله) وفرس لابي بردة بن نيار الحارثي.
رسم النبي (صلى الله عليه واله) خطة المعركة والقتال واجلس (صلى الله عليه واله) خمسين رامياً على جبل خلف عسكر المسلمين وأمرّ عليهم عبد الله بن جبير وقال لهم: لا تبرحوا مكانكم إن رأيتمونا ظهرنا عليهم، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا. أي احموا ظهورنا ولا تفارقوا مكانكم. إن رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا، وان رأيتمونا نغنم فلا تشاركونا.
وكان لواء المشركين مع طلحة بن ابي طلحة الملقب بكبش الكتيبة وهو من بني عبد الدار، فأعطى النبي (صلى الله عليه واله) اللواء لمصعب بن عمر _ وهو من بني عبد الدار ايضاً _ لان ذلك كان عندهم من الاعراف الاجتماعية. ولما قتل مصعب دفعه النبي (صلى الله عليه واله) الى علي (عليه السلام).
و«قام طلحة صاحب لواء المشركين فقال: يا معشر اصحاب محمد، انكم تزعمون ان الله يعجلنا بسيوفكم الى النار، ويعجلكم بسيوفنا الى الجنة. فهل منكم احد يعجله الله بسيفي الى الجنة، او يعجلني بسيفه الى النار؟ فقام اليه علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فقال: والذي نفسي بيده، لا افارقك حتى اعجلك بسيفي الى النار، او تعجلني بسيفك الى الجنة. فضربه علي (عليه السلام) فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته، فقال: انشدك الله والرحم يا ابن عم، فتركه فكبر رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال لعلي (عليه السلام): ما منعك ان تجهز عليه؟ قال: ان ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته، فاستحيت منه». ولكن طلحة لم يلبث بعد الضربة الا قليلاً.
و«لما قتل علي بن ابي طالب اصحاب الالوية ابصر رسول الله (صلى الله عليه واله) جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي، قال: ثم ابصر رسول الله (صلى الله عليه واله) جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك... فقال جبرئيل: يا رسول الله، ان هذه هي المواساة. فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): انه مني وانا منه. فقال جبرئيل: وأنا منكما. قال: فسمعوا صوتاً: لا سيف الا ذو الفقار، ولا فتى الا علي».
وفي كتاب «الارشاد» للشيخ المفيد (ت 413 هـ) ان اصحاب اللواء كانوا تسعة قتلهم علي بن ابي طالب (عليه السلام) عن آخرهم، وانهزم القوم، وكان على رأس المنهزمين: ابو سفيان، وعمرو بن العاص، وهند. قال الواقدي: «ما ظفر الله نبيه في موطن قط ما ظفره وأصحابه يوم اُحد».
ولما رأى الرماة انهزام المشركين قالوا: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله بن جبير: مهلاً، أما علمتم ما عهد اليكم رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ فأبوا وتركوا مواقعهم الى الغنائم. ولم يبقَ مع ابن جبير الا عشرة رجال. ولما رأى خالد بن الوليد ان ظهر المسلمين قد خلا كرَّ في مئتي فارس على من بقي مع ابن جبير فأبادهم. وقُتل ابن جبير بعد ان قاتل قتال البطل المستميت. وتجمّع المشركون من جديد وأحاطوا بالمسلمين الذي كانوا مشغولون بالغنائم، واطبقوا عليهم من الامام والخلف واوقعوهم بين شقّي الرحى.
وقُتل حمزة عمّ النبي (صلى الله عليه واله) قتله وحشي الحبشي.
وفرّ المسلمون عن النبي (صلى الله عليه واله) ولم يبق معه الا نفر قليل، منهم علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وابو دجانة، وسهل بن حنيف، وقد استماتوا في الدفاع عنه (صلى الله عليه واله). ذكر الطبري في تأريخه ان عمر وعثمان كانا من الذين انهزموا عن رسول الله (صلى الله عليه واله).
وجرح رسول الله (صلى الله عليه واله) فكُسِرَ انفُه ورباعيته السفلى، وشُقّت شفته، وأصابته ضربة في جبهته الشريفة. فسال الدم على وجهه، واُغمي عليه. ولما فتح عينيه نظر الى علي (عليه السلام)، وكان الى جانبه لا يفارقه، فقال (صلى الله عليه واله): يا علي ما فعل الناس؟ قال (عليه السلام): نقضوا العهد وولوا الدبر. فقال (صلى الله عليه واله) له: أكفني هؤلاء الذين قصدوا قصدي، فحمل عليهم فكشفهم، فعادوا الى رسول الله (صلى الله عليه واله) من ناحية اُخرى، فقال (صلى الله عليه واله) له: اكفنيهم. فحمل عليهم وكشفهم عنه.
وهكذا دفع علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه واله) كل مكروه. ولما يئس المشركون من قتل النبي (صلى الله عليه واله) فترت همتهم وعادوا القهقرى بعد ان قُتل من المسلمين سبعون مقاتلاً، وقُتل منهم اثنان وعشرون رجلاً.
ذكر ابن حزم الاندلسي (ت 456 هـ) اثنين فقط قتلهم علي (عليه السلام) هما: عبد الله بن حميد من بني اسد، وابو الحكم بن الاخنس من بني زهرة، ولكن الدلائل تشير الى ان اغلب القتلى كانوا بسيف علي (عليه السلام) ورسول الله (صلى الله عليه واله) لانهما لم ينشغلا بالغنائم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|