أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
5637
التاريخ: 10-02-2015
12340
التاريخ: 5-5-2016
3571
التاريخ: 29-01-2015
3366
|
تشابكت في غزوة الخندق خطوط متقاطعة، منها: الخوف من القتال عند الناس حيث كان منشؤه ضعف اليقين بقدرة الخالق عزّ وجلّ، وعدم القطع بالملاكات الدينية. ومنها: الظن بالله ومنشؤه التوقف في منتصف الطريق بين الحقيقة ونقيضها. ومنها: البطولة الخارقة للامام (عليه السلام) التي قلبت ميزان المعركة رأساً على عقب، وحوّلت الهزيمة المحقَقة الى نصر حاسم.
1- حالة الخوف من القتال عند الناس، لماذا؟
قال الذكر المجيد في وصفه خوف بعض المسلمين يوم الاحزاب: {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [الأحزاب: 10] وتأسيساً على ذلك نقول ان اهم الحواجز او الموانع التي تمنع الانسان من الاقتحام ثم الثبات في ساحات الوغى هو الخوف. فالخوف على النفس او المال او مطلق المُلك يُنتِج حالة نفسية تخالج الانسان نستطيع تسميتها بـ «حالة القلق». والقلق ذاته _ وهو تردد الانسان في التفريط بالمكتسبات الدنيوية _ ينتج سلوكاً اجتنابياً. أي ان الخائف من ساحات الوغى، يعمل جهده من اجل اجتنابها او يعمل جهده في الفرار عندما يحمي الوطيس، او يتوسل بمختلف الوسائل من اجل ان يبقى في المؤخرة حيث يقلّ خطر المواجهة والموت.
والذي يخاف من القتل لا يلجُ الحرب. لأن في ساحة المعركة مناظر مرعبة تتضمن دماً مسفوكاً أو عضواً مبتوراً أو رأساً مقطوعاً. وكل تلك المناظر تذكّر الانسان بان احتمالية القتل او الموت قائمة في أي لحظة. هنا لو افترضنا ان شخصية الامام (عليه السلام) كانت غائبة في معارك الاسلام العظيمة، فماذا كان مصير الدين الجديد؟ وبتعبير ثانٍ لو كان القلق والخوف يساور اشجع شجعان المسلمين، فهل نتوقع انتصار الدين على الشرك؟ كلا بالتأكيد. لان الدعوة الى الخير والفضيلة تحتاج الى جرأة وشجاعة وتضحية منقطعة النظير.
ولذلك ندرك اهمية هتاف رسول الله (صلى الله عليه واله): «لمبارزة علي يوم الخندق افضل من عبادة الثقلين». أي ان بطولة علي (عليه السلام) الفائقة في ذلك الموقف انقذت المسلمين من هزيمة محققة، وثبتت دور الدين في المجتمع الانساني. ولذلك فان الذين يعبدون الله بعد رحيل علي (عليه السلام) يدينون بالفضل لبطولته المتميزة التي حفظت دينهم حياً الى يوم القيامة.
واذا كان الخوف عند الاطفال امراً غريزيا، فان الخوف عند الكبار يكون له منشأٌ نفسيٌ يتمثّل بحبّ الدنيا وعدم الاستعداد للتفريط بأي مكسب دنيوي مهما كان قليلاً. فالذي يحب الدنيا يهرب من الموت، فيخاف المعركة لان فيها احتمالية قوية للموت. وبتعبير آخر ان الطفل قد يخاف من الظلام لسببٍ غريزي وليس لسبٍ عقلي، بينما يخاف الكبير من الحيوان المفترس لانه يرى خطورته على صعيد الموت والحياة والعقل. ويتجسد الموت على ساحة المعركة اكثر من أي ساحة اخرى.
والذي يدخل المعركة فانه يضع جسده في مشتبك الاسنّة ومخالب السيوف. فالحرب لها آلتها المدمرة وهي السيف، ولها غايتها المؤقتة وهي القتل والدمار. وهنا يتميز المؤمن الذي يحب الموت لله سبحانه عن الذي يحب الدنيا ويفضّلها على لقائه تعالى. ويتشخص ذلك التمييز بالخوف. فالخوف من الموت او القتل هو الشعور الرئيسي الذي يصاحب المحاربين الذين لم يصل ايمانهم درجة اليقين.
والقاعدة، ان للخوف في المعارك الحاسمة طريقاً واحداً، وهو الفرار. وقد قال تعالى وهو يأمر المؤمنين المقاتلين بالثبات وعدم الفرار: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 15، 16] فالفرار هو طريق النجاة المؤمَّل عند المحارب الذي افتقد اليقين بعقيدته، فلا يقوى على الوقوف امام العدو وجهاً لوجه. اما الذي يكرّ على العدو ويثبت ولا يفرّ، فهو الذي يفتح الطريق لتحطيم الشرك وتثبيت شوكة الاسلام. وقد اثبت الامام (عليه السلام) ذلك في المعارك التي خاضها، فهو كرار غير فرار، لم يدخل الخوف قلبه ابداً. ذلك لان مقدار اليقين الذي كان يحمله (عليه السلام) كان مالئاً مساحتي قلبه وعقله بالتمام والكمال.
2- الاحزاب: تحالف المشركين ضد الاحزاب
يُفيد «التحالف» معنى المساعدة العسكرية المتبادلة بين اطراف جهة واحدة ضد جهة اخرى. فهو معاهدة عسكرية جامعة لاطراف متعددة من اجل محاربة العدو المشترك. وكان التحالف في غزوة الاحزاب بين بطون قريش وقبائل العرب تحالفاً عسكرياً منسقاً ضد عدو مشترك واحد هو الاسلام.
لقد كان الاسلام يمثّل خطراً جدياً يهدد نظام الشرك في الجزيرة العربية. فكان التحالف العسكري المضاد امراً طبيعياً من اجل دحر الاسلام ومسح وجوده الديني والاجتماعي من المدينة. ولم يكن تحالف المسلمين عسكرياً صرفاً، بل كان تحالفاً اقتصادياً واجتماعياً وعقائدياً جمعها العداء المشترك للدين الجديد.
والامضى من ذلك ان تحالفاً من ذاك القبيل لم يكن تحالفاً دفاعياً بحيث يبذل المتحالفون مهجهم من اجل الدفاع عن اموالهم واعراضهم، بل كان ذلك التحالف تحالفاً هجومياً تحريضياً من اجل سحق الاسلام. ولذلك كانت واقعة الاحزاب من الوقائع الخطيرة في التأريخ الاسلامي. ولولا مبارزة علي (عليه السلام) لعمرو بن عبد ود التي بثّت الرعب في شرايين المشركين، ولولا الرياح العاتية التي بعثها الله سبحانه لتحطيم خططهم، ولولا دعاء رسول الله (صلى الله عليه واله) للمسلمين بالنصر، لنجح ذلك التحالف في كسر شوكة الاسلام وهو بعد غضٌ يافع. فقد كان الالزام المفروض على قوى التحالف ان تقتل المسلمين وتسحق وجودهم المدني دون ادنى شعور بالذنب او العار. لان القبائل العربية واليهود اجتمعت على كلمة انهاء المسلمين، فلم يبق احدٌ من العرب _ من غير القلّة المسلمة _ يعيّر المشركين بذلك.
ولا شك ان تحالف الاعراب في واقعة الخندق كان باهظ التكاليف للمشركين. لان الاستعداد العسكري يستهلك الموارد البشرية لتلك المنطقة الصحراوية التي يقلُّ فيها الماء والغذاء وتعتمد على التجارة وبشكل اقل على الزراعة. وكلاهما يتطلبان موارد بشرية لتشغيل تلك الماكنة الاقتصادية من اجل انعاش المجتمع بموارد الحياة. ولكن التهيؤ للقتال يستنـزف تلك الموارد البشرية. وكان الالزام المُلقى على عاتق المشركين المتحالفين هو التضافر من اجل مقاتلة المسلمين حتى لو لم تكن هناك غنائم ذات قيمة. لان الهدف من قتال المسلمين هو تحطيم الاسلام معنوياً وعسكرياً حتى لا تقوم له قائمة في المستقبل.
ولم يكن تحالف المشركين متجانساً من الناحية الفكرية او الدينية فقد جمع المشركين واليهود والذين في قلوبهم مرض، ولكنه كان متجانساً من ناحية عداوتهم للاسلام. ولذلك فقد كان تحالفاً خطيراً ضد الاسلام لانه كان تحالفاً مبدئياً على سحق الدين السماوي الجديد.
وعلى هذا الاساس فاننا نعدّ ذلك التحالف بين الاعراب ضد الاسلام، من اعراض الجاهلية وليس سبباً لها. فقد كانت الروح العدوانية للمشركين تبرز في كل معركة يتقاتلون فيها من اجل الفخر او البطولة او الغنيمة. ولم يكن للحرب عندهم من هدفٍ سامٍ الا هدف تحطيم الخير المتمثل بالدين الجديد.
3 - الظنون بالله: ضآلة الايمان
وصف الله سبحانه خوف المسلمين من الاحزاب بالقول: {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10] وقد تحدثنا آنفاً عن الخوف، ونتحدث الان عن الظنون التي اشارت اليها الآية القرآنية الشريفة.
فالظن يعني ان الانسان متوقف في منتصف الطريق، بين الحقيقة ونقيضها. فهو غير مطمئن بالحقيقة كاملة ولا يصدقها تماماً، وغير مطمئن بنقيض الحقيقة ولا يكذبه تماماً. وظن السوء هذا يختلف عن الظن المعتبر. فالظن المعتبر هو ان يكون للظن علة صحيحة مثل عدم اكتمال المقدمات. وعندما تكتمل المقدمات، يزول ذلك الظن ويصل الانسان الى درجة من درجات اليقين.
الا ان الظنون والشكوك التي انتابت البعض في غزوة الخندق كانت من نمط التوقف في منتصف الطريق بين الحقيقة ونقيضها. وذاك الذي قال: كان محمد يعدنا كنوز كسرى وقيصر، ولا يأمن احدنا الان ان يذهب لقضاء حاجته، ينطبق عليه هذا الوصف. ذلك ان الشك هنا كان مصحوباً بمشاعر الخوف والتردد والقلق، وهذا اسوء أنواع الظنون. لان تلك الظنون تهدم اركان الايمان بمبدأ القضية التي تم القتال من اجلها.
ومن الطبيعي، فان ظن السوء بالله تعالى لا يتوقف عند الجانب القلبي، بل يتسلق اسوار الحالة العقلية. فالشك او ظن السوء، حالة عقلية سلبية بالاضافة الى كونها حالة شعورية. وتلك الحالة مضادة للحالة العقلية الايجابية في الايمان والشجاعة والكرم. والفرق بينهما كالفرق بين الليل والنهار، والظلام والنور، والسلب والايجاب. ولم يكن الظن بالله سبحانه في تلك الواقعة ظنّاً عقلائياً منشأه الدليل، بل كان ظنّاً منشأه حالة شعورية متبلورة من ثنايا الخوف من العدو.
والانسان - على الاغلب - لا يشك بالقضايا التي يسلّم بصحتها ويعتقد بوجودها وبمصداقيتها، ولكن القضايا التي تحتاج الى برهان، يتأمل فيها الانسان ويطلب الدليل. خذ مثلاً العملية الحسابية: (2 + 2 = 4) فهي عملية حسابية لا تنشأ شكاً، لانها لا تحتاج الى برهان. اما الدين فهو بحاجة الى برهان من اجل ازالة الشك. وقد كانت معجزة القرآن الكريم كافية لازالة كلّ الشكوك العقلائية التي يمكن ان تعتري الانسان في ذلك الزمان، بل في كل زمان. اذن ما هو منشأ الظن بالله من قبل هؤلاء الخائفين؟
في ضوء ما ذكرناه، نفهم ان الظنون بالله سبحانه كان منشأها الخوف من الموت وعدم اليقين، والتردد والقلق على مصير الذات، حيث وصفها الله سبحانه: {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10]، ولذلك كان ظنّاً مرفوضاً على الصعيد الشرعي. لانه وضع الانسان الظّان في منتصف الطريق بين الحقيقة ونقيضها. فلا هو متوجّهٌ الى اليقين، ولا هو متوجّهٌ الى الكفر والالحاد. ومن الطبيعي فان وضعاً كهذا يدعونا للاعتقاد بانه لم تكن هناك ضرورة منطقية لهذا النوع من الشك، غير الخوف على الذات وضعف ارادة الذين زاغت ابصارهم وبلغت قلوبهم الحناجر وكانوا يظنون بالله الظنون.
4 - واقعة الخندق: الامداد الغيبي
يعدّ الغيب من الحقائق التي حُذفت من محيطنا الانساني الخارجي، لكنه يعيش في ادراكنا الذهني عن طريق التعاليم الدينية والمعجزات التي نختبرها. ولذلك فمن الصعب فهم معنى الغيب لانه قضية غير حسّية ولا يمكن لمسها باليد، بل يمكن لمس آثارها . فالغيب امر منفصل عن عالمنا الدنيوي، وقد قال تعالى في كتابه الحكيم: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } [البقرة: 1 - 3]، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 73]، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: 179]، {فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [يونس: 20]، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن: 26]. والدين السماوي وحده يتناول عالم الغيب ويفصّل فيه ويشرح الامداد الغيبي.
ولا شك ان الغيب لا ينحصر ببعد واحدٍ، بل له أبعاد متعددة. فالاشياء المتصلة بالغيب يمكن ان تكون وجوداً أو شيئاً أو ملكاً أو واقعةً ؛ ويمكن ان تكون افراداً وأفلاكاً وأكواناً ؛ ويمكن ان تكون علاقات، وتغيرات، ورابطة علّة ومعلول ؛ ويمكن ان تكون مادةً أو عقلاً أو زمناً أو مكاناً. وبالاجمال، فان العلاقة بالغيب يمكن ان تشكل تصوراً عن العالم الآخر الذي لا نستطيع رؤيته او فهم وقائعه وأحداثه الا عن طريق الوحي والنبوة.
وعلى ضوء تلك الافكار، يمكن ترتيب نقاط فهمنا للغيب كما يلي:
1- ان فهم علاقتنا بالغيب بالنسبة لنا كأفراد لا تتم الا بالاستعانة بالمعاني التي تجلبها اللغة الدينية، وليس بالماديات المنحصرة بالدليل الحسي.
2- ان الدين يمثّل المبادئ العامة التي توصلنا الى معرفة الحقيقة المطلقة. والسبب في ان الدين يمثّل المبادئ العامة هو انه لا يستبطن تناقضاً ولا يستظهر علّة ناقصة.
3- ان الفارق بين الحقيقة الظاهرية والحقيقة الواقعية، هو ان الحقيقة الظاهرية متغيرة وغير ثابتة من عين لأخرى ومن عقل لآخر. بينما لا يشك احد بثبوت الحقيقة الواقعية، لانها متصلة بالغيب.
وفي اطار هذه المفاهيم، فان فهم الغيب لا يتم عبر تجربة حسية او ملاحظة تجريبية، بل لابد من ايمان به. فهنا نلتمس الايمان اكثر مما نلتمس الدليل الحسي. نعم، يمكن استظهار آثار الغيب وجعلها متمماً لدليل حسي. الا ان الاصل هو ان الايمان بالغيب هو الدليل في اثبات الغيب، ولذلك قال تعالى في وصف المؤمنين حقيقة: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3].
فالايمان بالغيب اذن، ضرورة منطقية لمعرفة عالم الحقائق المطلقة. ذلك لان صفات العالم الآخر وصفات الخالق والكائنات التي لا نراها كالملائكة والجن لا تخضع للدليل الحسي التجريبي. فكما ان الفكر عند الانسان مستقل عن الاعضاء ولا يتصل بالحس، فان الغيب مستقلٌ عن عالمنا الدنيوي.
ومن عرض هذه المقدمة ندرك ان الحفاظ على الاسلام في واقعة الخندق كان بفضل الامداد الغيبي الذي انزله سبحانه وتعالى على المؤمنين، وكان متمثّلاً في ثلاثة امور:
الاول: سيف ذي الفقار وبطولة علي (عليه السلام) وشجاعته الفائقة التي كسرت جيش المشركين وجعلتهم يولّون الدبر. ومع ان الشجاعة او البطولة صفة شخصية يمكن ان تُضاف لاي انسان، الا ان وجود علي (عليه السلام) في تلك اللحظة وذلك المكان وهو على منـزلته الدينية وقربه من رسول الله (صلى الله عليه واله) كان من امدادات الغيب. فالعطش في صحراء قاحلة قد يقتل الانسان، مع ان الماء موجود في مكان آخر على الارض. فالامداد الالهي يعني ان ينقل الماء في تلك اللحظة الى ذلك المكان لانقاذ ذلك الانسان المشرف على الهلاك، من الموت. فكان وجوذ علي (عليه السلام) في ذلك الموقف الصعب ملحوظاً بهذا اللحاظ.
الثاني: الريح العاتية التي كفأت قدورهم وجعلتهم عاجزين عن محاربة السماء بزعمهم. وهذا الامر تنطبق عليه نفس شروط الامر الاول.
الثالث: دعاء رسول الله (صلى الله عليه واله) بنصر الدين وكسر شوكة المشركين. وكان ذلك علّة للنصر الذي نصر الله به المسلمين على المشركين. وقد كان الامداد الغيبي اكثر وضوحاً في بدر والاحزاب وحُنين عندما نزلت الملائكة لتكثير سواد المسلمين وانزال الرعب بالمشركين. وقد قال تعالى في قصة الاحزاب: {إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9].
وهذا الامداد الالهي في واقعة الخندق جعل المؤمنين حقاً يشعرون بضخامة الجسر الذي يوصل الغيب بالحقائق الظاهرية في عالمنا المادي الذي نعيش فيه. فطالما لم يستبطن الدين تناقضاً ولم يستظهر علّة ناقصة، وطالما وُعدنا بالنصر الحاسم على الشرك ، كان لابد من تحقيق ذلك الوعد. ذلك لان الوعد الديني متعلق بثبوت الحقيقة الواقعية. فكان من مقتضى ذلك، حتمية تحقق البشرى الالهية بالنصر. وليس غريباً ان نرى الامام (عليه السلام) آلة من آلات تنفيذ تلك البشرى العظيمة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|