المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الاعلال بالنقل  
  
24194   05:12 مساءاً   التاريخ: 18-02-2015
المؤلف : د. صلاح مهدي الفرطوسي، د. هاشم طه شلاش
الكتاب أو المصدر : المهذب في علم التصريف
الجزء والصفحة : ص320- 325
القسم : علوم اللغة العربية / الصرف / الاعلال /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-02-2015 9719
التاريخ: 23-02-2015 7713
التاريخ: 23-02-2015 3531
التاريخ: 18-02-2015 9008

تحدثنا في الموضوعات السابقة عن المواضع القياسية للاعلال بالقلب وتبين لنا انه يجري على رفع وفق ضوابط معينة وضعها الصرفيون من خلال الاستقراء اللغوي الدقيق، وكانت المباحث السابقة تدور حول ابدال حرف من حروف العلة او الهمزة بآخر من حروف العلة او الهمزة للتخفيف.

والاعلال بالنقل يتم بنقل حركة حرف العلة الى الساكن الصحيح قبله، والسبب (هو أن الوضع الطبيعي للحرف الصحيح – وهو حرف قوي – ان يكون متحركا لانه يتحمل الحركة وان الوضع الطبيعي لحرف العلة وهو حرف ضعيف ان يكون ساكنا(1)) ويترتب على ذلك تغيير في البنية الداخلية للكلمة التي يحصل فيها، وقد وضع الصرفيون ضوابط معينة لهذا البحث فعدوها مطردة قياسا في مواضع يكون فيها حرف العلة متحركا في الكلمة.

الأول :

1 – أ- كتب – يكتب

ب – قام قوم – يقوم – يقوم

بان، بين – يبين – يبين

خاف، خوف – يخوف – يخوف – يخاف

هاب هيب – يهيب – يهيب – يهاب

ص320

لا يخفى عليك ان القياس يقتضي ان تكون فاء مضارع الفعل الثلاثي المجرد ساكنة كما تجد في مثل الطائفة (أ) يكتب ولكنك حينما تنعم النظر في الفعلين (يقوم ويبين) من أمثلة الطائفة (ب) تجد ان فاء المضارع متحركة لاختفاء التجانس الصوتي بين فاء الفعل وعينه (يقوم، يبين) لذا نقلت حركة حرف العلة الى الساكن الصحيح قبلها للتخفيف.

ومضارع الفعلين (خاف (خوف)، وهاب (هيب)) – وهما الأفعال الثلاثية المجردة على زنة (فعل) – (يخوف ويهيب) في الاصل. نقلت فيهما حركة الواو وحركة الياء الى الساكن الصحيح قبلهما، كما نقلت في المثالين السابقين فأصبحا (يخوف، ويهيب) وهي صورة لم يحصل فيها التجانس الصوتي لان الفتحة ليست من جنس الواو او الياء، لذا قلبت الواو في (يخوف) والياء في (يهيب) الفاً فأصبحا (يخاف ويهاب) والعلة الصرفية هي تحركها في الاصل (يخوف، يهيب) وفتح ما قبلها الان بسبب نقل الحركة (يخوف، يهيب). انعم النظر ثانية في مضارع امثله الطائفة (ب) تلاحظ ان حرف العلة كان عينا في كل فعل منها وكان مسبوقا بساكن صحيح، فلو كان الساكن معتلا نحو (قاوم وقوم وبايع وبيع) لما وقع النقل، كما ان لام الأفعال لم تكن مضعفة نحو (سود وابيض) فلو كانت مضعفة لما وقع النقل، كما ان لامه كانت صحيحة فلو كانت معتلة نحو (يروي ويحيي) لما وقع النقل أيضاً والأفعال صحيحة فلو كانت معتلة نحو (يروي ويحيي) لما وقع النقل أيضاً والأفعال لم تكن مصوغة صيغة قياسية للتعجب، فلو كانت مصوغة نحو : (ما أقومه واقوم به، وما أبنية وابين به) لما وقع النقل، لذا قال الصرفيون.

تنقل حركة الواو او الياء الى الساكن الصحيح قبلها اذا كانا عينا متحركة مسبوقة بساكن صحيح في فعل ليس مضعف اللام ولا معتلها ولا مصوغا صيغة قياسية للتعجب.

ص321

الثاني :

يقوم – مقام

يعيش – معاش

لا يخفى عليك ان اصل الف واو في (مقام) وياء في (معاش) بدليل (يقوم ويعيش) والصورة الأصلية لهما على زنة (مفعل) هي (مقوم ومعيش) وهما من حيث الوزن العروضي يشبهان الفعل المضارع (يفرح) مثل الا ان زيادة الميم فيهما ميزتهما عن الفعل. وتجد ان الواو والياء مسبوقتان بساكن صحيح فنقلت له حركاتهما كما نقلت في مثل (يخوف ويهيب) وبنقل الحركة اصبحت الصورة (مقوم ومعيش) وهي صورة لم يتم فيها التجانس الصوتي بسبب عدم انسجام الحركة مع حرف العلة فقلبت الواو او الياء في مثل هذه الصور الفا فأصبحت (مقام ومعاش) والعلة الصرفية هي تحركهما في الاصل (مقوم ومعيش) وانفتاح ما قبلها الان (مقوم ومعيش) وتستطيع ان تستنتج من المثالين السابقين ما يأتي :

أ – الصورة الأصلية جاءت بوزن الفعل، فلو اختلفت معه في الوزن لما حصل النقل والقلب نحو (مخيط ومقود) لان المضارع لا يكون في اللغة الموحدة مكسور حرف المضارعة.

ب – ان المثالين السابقين لا يشبهان الفعل مشابهة تامة اذ فيهما زيادة ميزتهما من الفعل ولو تشابها معه تشابها تاما لما حصل النقل والقلب نحو (ابين) الذي يشبه الفعل (اعلم) مثلا لذا قال الصرفيون :

تنقل حركة الواو او الياء الى الساكن الصحيح قبلها اذا كانت الواو او الياء عنيا متحركة في اسم يشبه المضارع بوزنه مع زيادة يمتاز بها من الفعل.

ص322

الثالث :

أ – اكرم – إكراما       ب – أقام – إقامة

استقبل – استقبالا          استقام – استقامة

الان – الانة

استهان – استهانة

اذا انعمت النظر في مثالي الطائفة (أ) تجد ان مصدر الفعلين (اكرم واستقبل) (اكرام واستقبال) على زنة (أفعال واستفعال) ومصادر الأفعال غير الثلاثية قياسية كما تعلم وقياسا على ذلك فان الصورة الأصلية لمصادر أفعال الطائفة (ب) هي (أقوام واستقوام واليان واستهوان).

وتجد ان الواو او الياء في الصور السابقة متحركة مسبوقة بساكن صحيح، ولا يوجد سبب يمنع نقل حركتيهما الى الساكن الصحيح قبلهما، وبنقله تصبح الصورة (أقوام واستقوام واليان واستهيان) ولكي يحصل التجانس الصوتي بين الفتحة وحرف العلة قلبت الواو او الياء الفا فأصبحت الصورة (أقام واستقام والاان واستهاان) والعلة الصرفية للقلب هي ان الواو او الياء متحركة في الاصل (أقوام واستقوام واليان واستهيان) مسبوقة بفتح الان (اقاام واستقاام والاان واستهاان) وهي صورة يتعذر فيها النطق بالالفين لانهما ساكنان،. فحذفت احدهما وعوض منها تاء التأنيث الساكنة في الآخر فأصبحت الصورة (إقامة واستقامة والانة واستهانة)(2).

لذا قال الصرفيون :

تنقل حركة الواو او الياء الى الساكن الصحيح قبلها اذا كانت الواو او الياء عينا متحركة في مصدر على زنة (أفعال او استفعال).

ص323

الرابع :

كتب – مكتوب

قال – مقول

باع – مبيع

لا يخفى عليك ان صيغة اسم المفعول من الفعل الثلاثي على زنة (مفعول)، فقياس اسم المفعول من (كتب) (مكتوب) وقياسا على ذلك وجب ان يكون (مفعول) من الفعل (قال) (مقوول) ومن الفعل (باع) (مبيوع). وتجد ان الواو والياء متحركتان مسبوقتان بساكن صحيح قبلهما، ولا يوجد سبب يمنع نقل حركتيهما الى الساكن الصحيح قبلهما، وينقل حركتيهما تصبح الصورة (مقوْوْل ومبيْوْع) وهي صورة يستحيل نطقها بسبب التقاء الساكنين فيها لذا وجب حذف احد الساكنين وقد اختلف في المحذوف من الواوي العين واليائي العين فقال الخليل وسيبويه : ان المحذوف هو (واو مفعول) لأنها زائدة وقريبة من الطرف وبحذفها يمكن التفريق بين الواوي واليائي.

وقال الاخفش : ان المحذوف هو (عين مفعول) لأنها تحذف أحياناً في الاصل.

وعلى هذا القول الأول تكون صورة الأجوف اليائي بعد حذف واو مفعول منه (مبيع) فتقلب الضمة كسرة لكي تجانس الياء.

وعلى القول الثاني تقلب ضمة الياء في (مبيوع) كسرة لتجانس الياء فتصبح الصورة (مبيوع) ثم تحذف الياء فتصبح الصورة (مبوع) ثم تقلب الواو ياء لتجانس الكسرة .

وعلى الرأي الأول يكون وزن (مقول) (مفعل) ووزن (مبيع) (مفعل).

وعلى الرأي الثاني يكون وزن (مقول (مقول) ووزن (مبيع) (مفيل).

ص324

ولا يخفى عليك ان التغييرات التي طرأت على بنية الكلمة كانت بسبب نقل حركة العين، وان هذا النقل اطرد في صيغة (مفعول) من الاجوف الواوي او اليائي لذا قال الصرفيون :

تنقل حركة الواو او الياء الى الساكن الصحيح قبلهما اذا كانت الواو او الياء عنياً متحركة في صيغة مفعول.

ص325

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر ابنية  الاعلال والابدال أحمد ناجي القيس موضوع الاعلال بالتسكين.

(2) حذف التاء من آخر المصدر مقصور على السماع، ومنه قوله تعالى (واقام الصلاة).




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.