المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



فنّية كتابة القرآن  
  
1995   01:59 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 278-280.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

ومن شدة اهتمام النبي (صلى الله عليه واله) بكتابة القرآن الذي كتب في عهده وفي حضرته انه كان يُنسَخ على الصحف. وفي رواية اسلام عمر بن الخطاب دلالة بليغة على ذلك: قال له رجل من قريش: ان أختك قد صبأت (أي خرجت عن دينك) فذهب الى بيتها ولطم اخته لطمة شجّ بها وجهها. فلما سكت عنه الغضب نظر فاذا صحيفة في ناحية البيت فيها: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد: 1] ، واطلع على صحيفة اُخرى فوجد فيها: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 1، 2]. واذا صحت الرواية، فهذا يعني ان القرآن كان متداولاً بين المسلمين مستنسخاً على شكل صحف.

وكان علي (عليه السلام) يكتب القرآن على جرائد النخل، واكتاف الابل والصحف والحرير والقراطيس وما تيسر من ادواتٍ للكتابة والتصحيف. وكان (صلى الله عليه واله) يأمره بوضع الآيات في مواضعها في القرآن. وبكلمة، فان نص القرآن وترتيبه كان أمراً توقيفياً منه (صلى الله عليه واله) بأمر الوحي. فقد روى العياشي (ت 320 هـ) _ وهو من كبار محدثي الامامية _ في تفسيره في ذيل رواية له: قال علي (عليه السلام): ان رسول الله (صلى الله عليه واله) أوصاني اذا واريته في حفرته ان لا اخرج من بيتي حتى اؤلف كتاب الله، فانه في جرائد النخل، وفي اكتاف الابل. وفي رواية علي بن إبراهيم (ت 307 هـ) _ وهو من ثقات المحدثين _ عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لعلي (عليه السلام): يا علي ان القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس، فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيّعت اليهود التوراة، وانطلق علي (عليه السلام) فجمعه في ثوب اصفر ثم ختم عليه.

وما روي ان علياً (عليه السلام) قد جمع القرآن بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) مباشرة يُردّ عليه بأنه لم يكن جمعاً اصطلاحياً، بل أمر تدقيق وحفظ وصيانة وعناية.

ففي كتاب «سليم بن قيس» عن سلمان (رض): ان علياً (عليه السلام) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) لزم بيته واقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه، وكان في الصحف والشظاظ، والاسيار والرقاع... الى ان قال: فجمعه في ثوب واحد وختمه.

وقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه واله) علياً (عليه السلام): يا علي هذا كتاب الله خذه اليك. فجمعه علي (عليه السلام) في ثوب ومضى الى منـزله، فلما قبض النبي (صلى الله عليه واله) جلس (عليه السلام) فألفه كما انزل الله وكان به عالماً.

والخلاصة، أن علياً (عليه السلام) كان قد كتب القرآن الكريم في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) آية آية، وكان يُعرض ذلك عليه (صلى الله عليه واله) فيُمضيه. وكان على الامام (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يقوم بجمع تلك الصحف وتدقيقها من اجل الاطمئنان على سلامتها، مصداقاً لوعده تعالى بحفظ الكتاب المجيد من التلاعب والتزييف.

وكانت ادوات تدوين القرآن الكريم المستخدمة في ذلك الوقت:

1- الرقاع: جمع رقعة، وتكون من جلد او ورق.

2- العسب: جمع عسيب، وهو جريد النخل بعد تجريده من الخوص يكتب على الطرف العريض منه.

3- اللِخاف: جمع لَخفة، وهي صفائح الحجارة الرقاق.

4- الاكتاف: جمع كتف، وهو العظم العريض من عظام البعير او الشاة، اذا جفّ كتبوا عليه.

5- الاقتاب: جمع قتب، وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليحمل عليه. حيث كانوا ينقشون عليه الحروف والكلمات.

6- الحرير: وكان يكتب عليه. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.