أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-02-2015
3390
التاريخ: 14-10-2015
4030
التاريخ: 14-10-2015
5098
التاريخ: 2024-02-12
15527
|
ومن شدة اهتمام النبي (صلى الله عليه واله) بكتابة القرآن الذي كتب في عهده وفي حضرته انه كان يُنسَخ على الصحف. وفي رواية اسلام عمر بن الخطاب دلالة بليغة على ذلك: قال له رجل من قريش: ان أختك قد صبأت (أي خرجت عن دينك) فذهب الى بيتها ولطم اخته لطمة شجّ بها وجهها. فلما سكت عنه الغضب نظر فاذا صحيفة في ناحية البيت فيها: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد: 1] ، واطلع على صحيفة اُخرى فوجد فيها: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 1، 2]. واذا صحت الرواية، فهذا يعني ان القرآن كان متداولاً بين المسلمين مستنسخاً على شكل صحف.
وكان علي (عليه السلام) يكتب القرآن على جرائد النخل، واكتاف الابل والصحف والحرير والقراطيس وما تيسر من ادواتٍ للكتابة والتصحيف. وكان (صلى الله عليه واله) يأمره بوضع الآيات في مواضعها في القرآن. وبكلمة، فان نص القرآن وترتيبه كان أمراً توقيفياً منه (صلى الله عليه واله) بأمر الوحي. فقد روى العياشي (ت 320 هـ) _ وهو من كبار محدثي الامامية _ في تفسيره في ذيل رواية له: قال علي (عليه السلام): ان رسول الله (صلى الله عليه واله) أوصاني اذا واريته في حفرته ان لا اخرج من بيتي حتى اؤلف كتاب الله، فانه في جرائد النخل، وفي اكتاف الابل. وفي رواية علي بن إبراهيم (ت 307 هـ) _ وهو من ثقات المحدثين _ عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لعلي (عليه السلام): يا علي ان القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس، فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيّعت اليهود التوراة، وانطلق علي (عليه السلام) فجمعه في ثوب اصفر ثم ختم عليه.
وما روي ان علياً (عليه السلام) قد جمع القرآن بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) مباشرة يُردّ عليه بأنه لم يكن جمعاً اصطلاحياً، بل أمر تدقيق وحفظ وصيانة وعناية.
ففي كتاب «سليم بن قيس» عن سلمان (رض): ان علياً (عليه السلام) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) لزم بيته واقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه، وكان في الصحف والشظاظ، والاسيار والرقاع... الى ان قال: فجمعه في ثوب واحد وختمه.
وقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه واله) علياً (عليه السلام): يا علي هذا كتاب الله خذه اليك. فجمعه علي (عليه السلام) في ثوب ومضى الى منـزله، فلما قبض النبي (صلى الله عليه واله) جلس (عليه السلام) فألفه كما انزل الله وكان به عالماً.
والخلاصة، أن علياً (عليه السلام) كان قد كتب القرآن الكريم في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) آية آية، وكان يُعرض ذلك عليه (صلى الله عليه واله) فيُمضيه. وكان على الامام (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يقوم بجمع تلك الصحف وتدقيقها من اجل الاطمئنان على سلامتها، مصداقاً لوعده تعالى بحفظ الكتاب المجيد من التلاعب والتزييف.
وكانت ادوات تدوين القرآن الكريم المستخدمة في ذلك الوقت:
1- الرقاع: جمع رقعة، وتكون من جلد او ورق.
2- العسب: جمع عسيب، وهو جريد النخل بعد تجريده من الخوص يكتب على الطرف العريض منه.
3- اللِخاف: جمع لَخفة، وهي صفائح الحجارة الرقاق.
4- الاكتاف: جمع كتف، وهو العظم العريض من عظام البعير او الشاة، اذا جفّ كتبوا عليه.
5- الاقتاب: جمع قتب، وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليحمل عليه. حيث كانوا ينقشون عليه الحروف والكلمات.
6- الحرير: وكان يكتب عليه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|